تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الانفصال عن غيريتس
تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الانفصال عن غيريتس
أخبارنا المغربية
ماذا يقع بين وزارة الشباب والرياضة وبين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؟ الأجواء متوترة للغاية بين الوزير وبين الرئيس، والأصداء التي تنقلها الأوساط الضالعة في مشاكل كرة القدم المغربية تقول إن ثمة شيئا ما يعتمل لم يجد بعد طريقه للتحديد، لكنه قادم بكل تأكيد. آخر خرجات الوزير حول غيريتس وحول اشتغاله على هذا الموضوع، أثارت حفيظة مقربين من الرئيس قرروا أن يصفوا هذا الملف نهائياوأن يحكوا لجريدة «الأحداث المغربية» ماوقع بالتحديد في فصل الفراق الأخير مع المدرب البلجيكي الذي أثار من الحديث واللغط في المغرب الشيء الكثير، والذي استطاع براتبه السري والذي بقي سريا حتى الختام، ولم تعرفه إلا قلة قلية – حددتها مصادرنا في عدد أصابع اليد- أن يشغل الرأي العام الوطني لأشهر طويلة قبل التخلص منه، لكن كيف كان هذا التخلص بالتحديد؟
الخميس الحاسم: حكاية الدقائق الخمس الشهيرة
انتهت حكاية إيريك غيريتس مع المنتخب ذات خميس. هاتف أتى إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم علي الفاسي الفهري يعطيه الضوء الأخضر للشروع في عملية الاستغناء عن المدرب البلجيكي. حسبما أسر علي لأقرب معاونيه، الهاتف أخبره بأن «كل شيء قد حسم، وأن غيريتس يعرف مصيره».
في مقر الجامعة كانت الأجواء جد متوترة عقب انهزام المنتخب أمام الموزمبيق ودخوله لعبة الحسابات في طريقه نحو التأهل لكأس إفريقيا التي انتهت يوم الأحد الفارط. وكان التوتر يأخذ كل مسبباته من مسار جد متواضع ابتدأ بالإقصاء من الدور الأول للنهائيات الإفريقية السابقة سنة 2012، وكان واضحا أن علاقة غيريتس قد وصلت مع المغرب إلى ختامها، ولم يعد ممكنا التحجج بأي مبرر للإبقاء على مدرب لم يحقق أي نتيجة إيجابية تذكر مع المنتخب قد تلائم الراتب الكبير الذي يتقاضاه أو تلائم مختلف الامتيازات التي حصل عليها منذ أتى إلى البلاد.
أوقف علي الفاسي الفهري اجتماعا حين وصله نبأ وصول غيريتس إلى مقر الجامعة، وعلى ملامح المدرب البلجيكي كان الارتياح باديا للغاية، وقال لشخص التقاه قرب مكتب الرئيس «إنتظرني، الأمر لن يتعدى خمس دقائق»، وكذلك كان. غيريس كان على علم بإقالته، ولقاؤه مع علي الفاسي الفهري كان مجرد إجراء شكلي لابد منه من أجل الصحافة ومن أجل الرأي العام، ومن أجل انتهاء حقيقي للعلاقة بين الجامعة وبين المدرب الذي اختارته أو اختير لهامن أجل تدريب المنتخب، حيث تم اتخاذ هذا القرار الذي أعلن عنه بعد يومين (أي السبت) للرأي العام الوطني.
بين علي وإيريك: آسف وحزين في نفس الوقت
خمس دقائق فقط خلالها أعلم علي الفاسي الفهري رسميا إيريك غيريتس بنبأ الانفصال عنه. قال غيريتس تعليقا على الخبر «سيسعدني أن أفسخ العقد مع جامعتكم، لكنني أشعر بأسف شديد لمغادرة بلدكم». فرنسية البلجيكي حسبما نقل عنه مصدر شديد الاطلاع كانت بنبرة واضحة وحاسمة لا تقبل أي نقاش «ça me ferait enormement plaisir» ردا على نبأ إلغاء العقد، ثم جملة «mais je suis triste de quitter votre pays».
لقليل من الديبلوماسية، التي اعتبرتها مصادر تعرفت إلى غيريتس خلال مقامه المغربي أنها صادقة لأنه «أحب البلد فعلا وأحب أجواءه».
في تفاصيل اللقاء لم تكن هناك أي شروط من طرف غيريتس لإلغاء العقد. «وافق على كل كلام الرئيس ولم يكن لديه إلا شرط واحد لم يتعلق به هو ولكنه تعلق بمساعديه كوبرلي وفاروجيا، وذلك بأن طلب من الرئيس ترك السكنين الوظيفيين لهما، وتكلف الجامعة بأداء فاتورة الماء والكهرباء والهاتف إلى نهاية السنة الماضية إلى أن يتدبر المساعدان أمريهما».
وافق الرئيس بسرعة على طلب غيريتس، مثلماوافق غيريتس على مبلغ ستة ملايين درهم كتعويض جزافي عن بقية الأشهر التي تفصله عن نهاية عقده وهو مبلغ اعتبرته الجامعة جد رخيص مقارنة مع استمرار راتب غيريتس حتى نهاية عقده في دجنبر 2014.
المفاجأة هي أن الجامعة توقفت عن أداء فواتير الماء والكهرباء والهاتف عن منزلي المساعدين مثلما طلب غيريتس أسبوعين فقط بعد مغادرة هذا الأخير للمنتخب.
الوزير : آخر من يعلم
عكس مايردده الآن محمد أوزين وزير الشباب والرياضة من أنه كان على علم بنبأ الانفصال عن غيريتس، وأنه ساهم من قريب أو من بعيد في الإطاحة بالمدرب البلجيكي، يسر مصدر شديد الاطلاع لـ«الأحداث المغربية» أن الوزير علم بخبر الانفصال عن غيريتس بعد مرور فترة من الوقت، وأن رئيس الجامعة حرص على أن يبقى أوزين بعيدا عن الموضوع إلى أن ينتهي.
أكثر من ذلك قال المصدر ذاته إن «موضوع المدرب البلجيكي كان أثار تخوفا لدى المسؤولين الرياضيين في البلد الذين حرصوا على عدم الاقتراب منه نهائيا لتأكدهم من إشراف عالي المستوى على الموضوع ككل، حيث كان يفضل الكل حينها الهروب من مناقشة موضوع إيريك غيريتس إلى أن أتى الضوء الأخضر باتخاذ قرار الانفصال عن البلجيكي».
أكثر من هذا يتحدى المصدر الجامعي المذكور وزير الشباب والرياضة الحالي أن يكون قد اطلع على راتب غيريتس أو أن يكون قد رأى وثيقة إدارية رسمية واحدة تثبت هذا الراتب «والله ماعمر أوزين شد بين يديه وثيقة حول راتب غيريتس ولا شافهاولاعارف شنو كيقول».
خلاصة تنضاف إلى خلاصات أخرى أصر المصدر الجامعي على أن ينقلها للرأي العام «الوزير يحرص هذه الأيام في خرجاته الإعلامية على أن يتحدث عن دور افتراضي له في الجامعة،وفي حلها أو عدم حلها مع أنه يعرف بأن لا إمكانية له في ذلك، والأيام القادمة ستؤكد كل هذا الكلام، ومن غير المستبعد أن يتلقى نبأ انعقاد الجمع العام للجامعة عبر الهاتف»، قبل أن يضيف بنبرة ساخرة «مثل العادة بطبيعة الحال».
بعد المغرب: لخويا والنجاة من الموت
انتهت حكاية غيريتس مع المغرب ورحل إلى قطر حيث التحق بتدريب فريق لخويا الذي فاز السنة الماضية بلقب بطولة نجوم قطر، وهناك عاش الرجل تفاصيل أزمة صحية كادت تودي به اعتبرها كل المتتبعين مرتبطة برحيله من المغرب وبعدم تقبله للطريقة التي رحل بها رغم كل ماقاله عن هذا الانفصال الحبي. الحكاية تعود تفاصيلها إلى صباح الأحد 18 نونبر 2012 وتحديدا عند دقات الثامنة والنصف صباحا بتوقيت الدوحة داخل فندق الشعلة الواقع بأسباير زون مثلما حكت ذلك جريدة «الوطن الرياضي» القطرية : عدنان العلي المنسق الاعلامي لنادي لخويا القطري ووليد بخيت مدير الفريق عاشا معا لحظات الرعب خوفا على إنسان يعيش معهم وكشفا عن أصعب اللحظات في حياة المدرب البلجيكي الذي كان بين الحياة والموت ولولا القدر لكان في عداد الأموات.
في البداية مالا يعرفه الكثيرون عن غيريتس البالغ من العمر 58 عاما أنه يتناول أدوية بصفة منتظمة للعلاج من الربو أو مايعرف بالإنجليزية ب ( Asthma) وهو طبيا مرض تنفسي مزمن شائع يتصف بوجود التهاب في المسالك الهوائية وفرط استجابتها (تشنج قصبي) مما يؤدي إلى انسدادها وهو يتمثل في سرعة التنفس (كرشة النفس) والكحة وكتمة الصدر .
ولكن المدرب البلجيكي فجأة إمتنع عن تناول الأدوية وتركها دون أن يشفى تماما من المرض المزمن ومع إقباله على التدخين بشراهة وأيضا ضغوط العمل التدريبي تراجعت حالته الصحية دون ان يدري وقبل مباراة لخويا ضد قطر وبعد أن خلد إلى النوم خلال وجوده مع الفريق في معسكره المغلق بفندق الشعلة استعدادا لمباراة قطر انتظر الجميع صباحا نزول غيريتس إلى بهو الفندق في موعده المعروف الثامنة إلا ربع كما هي العادة وقبل الموعد المحدد لتناول وجبة الإفطار في الثامنة والنصف.
وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع قدوم المدرب الذي يحرص على الإطمئنان على إلتزام اللاعبين بتناول وجبات الطعام في الوقت المحدد وفقا لنظام لم يصل غيريتس وطال الإنتظار وسط دهشة الجميع خاصة أن المدرب عرف عنه كل الفريق إنتظامه والتزامه بالمواعيد المحددة.
وفجأة دخل غيريتس وسط إحمرار شديد في عينيه وترنحه في بهو الفندق فشعر الجميع بالخطر حتى سقط المدرب ارضا مغشيا عليا ليتسابق الجميع في إفاقته قبل أن يطلب المتواجدين سيارة الإسعاف التي نقلته سريعا لمستشفي حمد بالعاصمة الدوحة ليتم إفاقته ونقل الأوكسجين اللازم إليه ليعود للحياة من جديد في ظل عدم وصول الأكسجين للمخ وتنفسه ببطء شديد ونجح الأطباء بالفعل في إنهاء اللحظات الحرجة وإنعاش قلب المدرب ليعود للحياة من جديد، وليتجاوز أزمة صحية كادت تنهي حياته التي عرفت تطورا عديدة أهمها تورطه ذات يوم في تلاعب بالنتائج قبل اشتهاره مغربيا بفترة تدريب للمنتخب انتهت لكن آثارها لم تنته بعد على الكرة المغربية، وسيأتي يوم يفتح فيه هذا الملف من جديد لكي يعرف المغاربة كل تفاصيل اللعبة ومن وقف وراءها بالتحديد.
عن الأحداث المغربية
مجيد
طنجة
وهل دعواة المغاربة دهبت سدى وستصل الا كل واحد فرط في درهم واحد من اموال المغاربة وسيصل دورك يا علي انت وزبانيتك واحدا واحدا لاننا ندعوكم الا المنتقم القهار في صلواتنا وخلواتنا على المرارة التي تسقوننا اياها كل سنتين .................