ما الذي أجبر "صلاح" على التفكير في عدم اللعب مجددا للمنتخب المصري؟

ما الذي أجبر "صلاح" على التفكير في عدم اللعب مجددا للمنتخب المصري؟

القدس العربي

تساءل الكاتب البريطاني بنديكت سبنيس هل انتهت رحلة محمد صلاح في كرة القدم بخروج الفريق المصري من مباريات كأس العام في روسيا، أم أن الوقت قد حان لخروجه.

 

وفي مقال نشرته صحيفة “إندبندنت”، يجد سبينس أنه لو قرر مو صلاح، كما يعرف في ملاعب الكرة البريطانية، الاعتزال فسيكون ذلك مؤلما له ولمشجعيه، لكنه سيكون العمل الصحيح، فوجه الإسلام تم استخدامه من الحكومات الدولية بأفكار دعائية، ما يعني أنه لم يعد يملك أي خيار.

 

وقال الكاتب: “موسم من السرعة والجراح والبراعة والحسرة انتهى أخيرا قي ملعب فولغوغراد، وما بدأ بصفته دعامة في ظهوره الأول مع فريق ليفربول في ملعب واتفورد انتهى بشعلة باهتة ضد منتخب السعودية، مؤكدا النهاية المحبطة للفريق المصري في مباريات كأس العالم”.

 

واعتبر سبينس أن “خروج الفريق المصري جاء بعد خسارة أمام منتخب الأوروغواي، وهزيمة فادحة أمام روسيا، وربما لم تكن جزءا من أسوأ صيف للفراعنة، فالهمسات التي تخرج من من معسكر تدريب المنتخب في الشيشان تقول إن (الملك المصري) ربما سيعلن عن اعتزاله من المباريات الدولية في سن الـ26 عاما، بعدما شعر بالتعب من الطريقة التي تم فيها استغلاله لأغراض دعائية من حكومته والحكومات الأخرى”.

 

وأشار الكاتب إلى أن “هناك أسئلة أثيرت قبل بدء المباريات عن اختيار مصر للدولة شبه المستقلة الشيشان لتكون معسكرا لتدريب المنتخب الوطني المصري، وهي البلد التي شهدت حربين انفصاليتين ضد روسيا، ولديها سجل مثير للتساؤل في مجال حقوق الإنسان، خاصة حقوق المثليين، وخط الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف لنفسه مسارا بين زعماء المنطقة باعتباره (الرجل القوي)، فبعد أن أنهى التمرد الإسلامي أدى دورا مهما في تقوية العلاقات بين دول مسلمة وموسكو، حيث بدأت هذه تلعب دورا مهما في شؤون الشرق الأوسط، وأرسلت قوات شيشانية إلى سوريا”.

 

ولفت سبينس إلى أن “صلاح هو الرمز المسلم المعروف والشهير على مستوى العالم، ويحبه المشجعون؛ ليس لقدراته في الكرة، لكن لسلوكه المتواضع والرفيق، وأصبح أيقونة الإسلام المعتدل في أوروبا، التي لا تزال تترنح من سلسلة هجمات إرهابية نفذها متعاطفون مع تنظيم الدولة”.

 

واستدرك الكاتب بأن شهرته أدت إلى وصول عناصر غير مقبولة إلى بابه، ولهذا السبب، وفي عمر يافع وبداية نجوميته الرياضية، فإنه يقف على حافة التخلي عن بلاده”.

 

وقال: “لا شك، فإن قاديروف استخدم صلاح أداة دعائية أثناء إقامته في الشيشان، حيث رافقه الزعيم الشيشاني إلى فندق الفريق، وأخذه في جولة حول مدينة غروزني، ومنحه مواطنة شرفية في أثناء حفل عشاء عقده نهاية الأسبوع، وما فعله قاديروف له معنى، فمن هو الزعيم الذي لا يريد الاستفادة من شعبية نجم رياضي؟ فقد فعل الديكتاتوريون والسياسيون هذا منذ زمن طويل، من موسوليني إلى توني بلير، لكن هذا لا يعني أن صلاح راض عن ذلك، وحقيقة اختيار الفريق المصري غروزني لإقامة معسكر تدريب هو تواطؤ من أجل تحسين صورة قاديروف وصلاح، يشير إلى أنها استراتيجية الفريق المصري بقدر ما هي استراتيجية قاديروف”.

 

وأشار الكاتب إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يحاول فيها المنتخب المصري تحسين صورته من خلال صورة صلاح.

 

وكان قد كتب صلاح في بداية العام الحالي سلسلة من التغريدات على (تويتر)، اشتكى فيها من استخدام المنتخب المصري صورته للدعاية لصالح شركة اتصالات (دبليو إي)، رغم معرفة الفريق أن صلاح وقع عقدا مع الشركة المنافسة (فودافون)، ما يعني تعريض الاتفاقية للخطر، وفي تلك المناسبة تراجع المنتخب الوطني بسبب ردود الفعل السلبية من الرأي العام، ولخوفه من عدم مشاركة صلاح في مباريات كأس العالم”.

 

ويفيد سبينس بأن صلاح تعرض للتهديد قبل سنوات، وفي عام 2014، من خلال دعوته للخدمة العسكرية، بعدما أعفي منها عندما انضم لنادي تشيلسي، وقيل لصلاح إنه لن يسمح لعائلته، التي لا تزال تعيش في مصر، بالمغادرة إن لم يلتزم بالخدمة، وفي النهاية تم إعفاؤه من الخدمة العسكرية لكن بعد صورة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي شكره لتبرعه السخي لصندوق تحيا مصر، الذي أنشئ في العام ذاته.

 

ونوه الكاتب إلى أن صلاح لم يكن اللاعب المصري الوحيد الذي عانى من خلافات مع الحكومات الديكتاتورية، فمحمد أبو تريكة (الولد الذهبي) اتهمته الحكومة بالتعاطف مع الإخوان المسلمين، ووضعته على قائمة الإرهاب لانتقاده السيسي، وكذلك اللاعب أحمد الميرغني، الذي أوقف عقده بعدما كتب على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا السيسي بعديم الفائدة، وفي تركيا هرب اللاعب التركي حقان شكير إلى كاليفورنيا بعد انتقاده الرئيس رجب طيب أردوغان.

 

 

واختتم الكاتب مقاله بالقول إن “صلاح معروف كونه رجلا لديه مبادئ، وشجاعا ومتواضعا، ولو اعتزل من الفريق الوطني، احتجاجا وتحديا للحكومة الديكتاتورية، فإن هذه خطوة أكثر شجاعة من الاعتزال من ملعب كرة القدم، ولو قرر فعل هذا فإن ذلك سيكون مؤلما له، لكنه الأمر الصحيح الذي ينبعي أن يفعله”.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات