زبير بية: لهذا السبب فشلت المنتخبات العربية في كأس العالم

زبير بية: لهذا السبب فشلت المنتخبات العربية في كأس العالم

دويتشه فيله

من الدور الأول، ودعت البلدان العربية مونديال روسيا 2018، رغم أن الجمهور كان يستبشر خيراً بعد تأهل ولأول مرة أربعة منتخبات لـ "لغة الضاد" إلى نهائيات لكأس العالم.

والانتظارات الشعبية كانت قوية، وكان الرهان أن منتخب واحد على الأقل من بين المنتخبات الأربعة سيصل إلى الدور الـ16 من نهائيات كأس العالم 2018، لكن هذا لم يحدث لتضاف تجربة روسيا إلى قائمة الانكسارات العربية سواء الكروية أو غير الكروية.

ولا يجادل اثنان أن التجربة الروسية، تسلتزم الوقوف عندها، والخروج بتقييم موضوعي ينفع المعنيين، خاصة وأن الاستحقاقات القادمة عديدة، وعلى رأسها كأس الأمم الآسيوية بعد ستة أشهر التي تنافس فيها السعودية على اللقب، أو كأس أفريقيا في 2019.

غير أن الدولي التونسي السابق زبير بية يؤكد على ضرورة الوقوف عند كل تجربة على حدة، واحترام خصوصيتها نظراً للاختلافات الواضحة التي ميزت كل منتخب على حدة، معتبراً أن المنتخب المغربي كان الأفضل والأقوى مقارنة بالمصري والسعودي والتونسي.

لكن وإذا كان من الضروري البحث عن القاسم المشترك بين العرب في إطار أي مجهود تقيمي يخدم المستقبل، فيجب القول أن هناك مشكل أساسي في منظومة التقييم من أساسها.

والمشكل العربي يقول الدولي السابق واستناداً إلى تجربته الشخصية كما يقول، تتجلى في طبيعة الأشخاص الذين توكل إليهم مهمة التقييم أصلاً.

هل هذا المسؤول كفؤ لهذه المهمة؟!

يتسائل بية، مسترسلاً: "الأمور وصلت إلى درجة أن رئيس الاتحاد السعودي ينتقد لاعبين بالأسماء ويشهر بهم"، في إشارة إلى رئيس الهيئة العامة للرياضة، تركي آل الشيخ، الذي توعد عبر شريط مصور على موقع إنستغرام، بمعاقبة لاعبين محددين بين صفوف "الأخضر"، عقب الهزيمة المريرة في أول مباريات السعودية التي فازت فيها روسيا بخماسية نظيفة.

ويضيف بية أن تقييم المشاركة بكأس العالم لا بد وأن يشمل الفترة التحضيرية، الإقامة، الأداء، الخطط الفنية والى غير ذلك من الأمور، باعتبار أن كرة القدم باتت اليوم تتضمن جميع الجزئيات ولم تعد تقتصر على الخطط فقط.

ويلخص قائلاً: "إن كرة القدم باتت منظومة كاملة بما في ذلك التقييم والتصرف الإداريين..الخ.. ويكفي كمثال على ذلك أن فيفا فتح تحقيقاً ضد مسؤولين بالاتحاد الألماني لكرة القدم فقط لأنهما بالغا في الاحتفال بهدف الفوز على منتخب السويد ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الخامسة".

المطلوب يقول بية هو الحفاظ على قدر كبير من الموضوعية والتوصل إلى نتائج تتم معالجتها فيما بعد حتى نتمكن من المضي إلى الأمام، وتطرق بية إلى مواقع التواصل الاجتماعي كتحدٍّ جديد أمام الاتحادات، إذ أنها باتت "تربك" الجميع.

ويوضح بية، أنه وبينما تنادي الجماهير المصرية بإقالة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، "ظهرت إشاعات تتحدث عن إقالته بالفعل، ولا أستبعد أن يقوم الاتحاد بهذه الخطوة استجابة لضغط مواقع التواصل الاجتماعي".

وبعد أن خسرت مصر في الجولة الافتتاحية 0-1 أمام أوروغواي، كان لا بد من الفوز على "الدب" الروسي لتعزيز فرص التأهل إلى دور الـ16 في مونديال روسيا، قبل خوض المباراة أمام السعودية، آخر مباراة لمصر ضمن منافسات المجموعة الأولى، غير أن الحظ كان له رأي آخر!.

واستبعد زبير بية تماماً أن تكون المشكلة العربية هو مشكلة تمويل، بقدر ما هو مشكلت عقليات، ويرى أن كرة القدم أسلوب حياة، ولا يمكن الفصل بين طريقة اللعب، وطريقة الحياة في الخليج والعالم العربي.

ويشكو اللاعب السابق مما أسماه "التسيب" في حياتنا اليومية، في أسلوب حياتنا بشكل عام، ليخلص إلى القول بأنه وكما أن الإنسان العربي ينقصه الانضباط، فإن اللاعب العربي ينقصه أيضاً الانضباط المفقود، أولاً على مستوى الدوري المحلي، ثم على مستوى المنتخبات.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات