عام 2020.. كورونا تخيم على الملاعب وتحرم المستديرة من عشاقها

دويتشه فيله

قبل تفجر أزمة كورونا، كان من المفترض أن يكون هذا العام بمثابة احتفالية رياضية كبيرة في ظل الأحداث الرياضية العديدة التي كانت مقررة خلاله وفي مقدمتها دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو وبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020). ولكن الرياضة العالمية عانت الأمرين في هذا العام، وأقيمت المباريات وسط مدرجات خاوية من الجماهير وخسرت الأندية والكيانات الرياضية المختلفة مبالغ مالية طائلة ظهرت آثارها في الشهور الماضية، وينتظر أن تظهر لها مزيد من الآثار في الفترة المقبلة.

ومع العواقب الوخيمة لأزمة كورونا، لجأت الرياضة إلى خطط طوارئ سواء على مستوى التعديلات والتغييرات الجذرية في برامج فعالياتها أو فيما يتعلق بالإجراءات الصحية المشددة والتي طبقت في مختلف الفعاليات لتأمين سلامة الرياضيين والمسؤولين في الفعاليات التي أقيمت على مدار الأشهر الماضية.


بايرن يحصد الألقاب ويذل الخصوم

الارتباك في روزنامة الأحداث الرياضية لم يحرم بايرن ميونخ من مواصلة هيمنته على الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) حيث توج بلقب البطولة للموسم الثامن على التوالي رغم استئناف فعاليات المسابقة في غياب الجماهير.

أوروبياً وبعد سبع سنوات من الانتظار، رفع بايرن ميونيخ لقب دوري أبطال أوروبا. وحسم الفريق البافاري مبارياته الـ 11 وصولاً الى النهائي ضد باريس سان جرمان الفرنسي. لكن مباراته في ثمن النهائي، أكدت انه الوحش الصارخ للموسم الماضي، بعد إذلاله برشلونة الاسباني 8-2. مشوارٌ سمح لهدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي بالحصول على جائزة أفضل لاعب مقدّمة من قبل الاتحاد الدولي، وذلك في ظل حجب جائزة الكرة الذهبية لفرانس فوتبول بسبب كورونا.

ومرّ باريس سان جرمان الفرنسي ونجمه البرازيلي نيمار على مقربة من تحقيق حلمه وحلم مالكه القطري باحراز لقب دوري أبطال أوروبا.

وانتظرت جماهير ليفربول ثلاثين سنة لترى فريقها يحرز لقب الدوري الانكليزي مجدداً، في ظل هيمنة مانشستر يونايتد لسنوات مع السير اليكس فيرغوسون وانتزاعه صدارة ترتيب الاندية الاكثر تتويجاً. بعد موسم رائع للاعبي المدرب الألماني يورغن كلوب، جاء فيروس كورونا المستجد وكاد يبعثر أحلام "الحمر" من خلال توقف الدوري.

ولم يرد عام 2020 الرحيل دون أن يأخذ معه أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو ماردونا، الذي أبكى موته مئات الملايين من محبيه.


هاميلتون رأساً برأس مع شوماخر

كان من المفترض أن يشهد عام 2020 رقماً قياسياً من السباقات في بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا-1، حيث كان مقرراً أن يشهد العام الحالي 22 سباقاً ضمن فعاليات البطولة للمرة الأولى، بيد أن تأجيل انطلاق البطولة وكذلك الإجراءات والقيود الصارمة في عدد من الدول إلى ارتباك واضح في جدول سباقات البطولة والذي تقلص من 22 سباقا كانت مقررة، وكانت ستصبح رقما قياسيا في تاريخ البطولة، إلى 17 سباقاً فقط.

ورغم هذا الارتباك في الموسم، حسم البريطاني لويس هاميلتون (35 عاماً) سائق فريق مرسيدس لقب البطولة لصالحه ليعادل بهذا الرقم القياسي لعدد الألقاب التي يحرزها أي سائق على مدار مسيرته مع فورمولا-1، رافعاً رصيده إلى سبعة ألقاب بالتساوي مع الأسطورة الألماني مايكل شوماخر.

كما حقق هاميلتون رقماً قياسياً آخر في الموسم من خلال كسر الرقم القياسي السابق لشوماخر والخاص بعدد السباقات التي يفوز بها أي سائق في تاريخ مشاركاته بالبطولة حيث رفع رصيده إلى 95 انتصاراً مقابل 91 انتصاراً حققها شوماخر.


تأجيل الأولمبياد وأمم أوروبا

وفي المقابل، كان الوضع أكثر سوءاً في بطولات أخرى ورياضات أخرى حيث تأجلت بعض بطولات الدوري الأوروبية ثم ألغي الموسم، كما عانت رياضات مثل كرة اليد وكرة السلة في ظل اعتماد عائداتها بشكل أساسي على مبيعات التذاكر.

وبعد فترة من التردد، قررت اللجنة الأولمبية الدولية برئاسة الألماني توماس باخ بالاتفاق مع المنظمين في طوكيو على تأجيل دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) إلى العام المقبل وذلك تأكيداً على أن صحة البشر أهم من الفعاليات الأولمبية التي تتزايد أهميتها كل يوم ورغم استعدادات الرياضيين على مدار سنوات قبل خوض هذه الدورات.

وعانت رياضات الهواة والرياضات الشعبية من حالات الإغلاق الكلي والجزئي للأنشطة المختلفة في العديد من الدول وذلك بسبب إغلاق الملاعب وقاعات المنافسات ما أدى إلى تراجع واضح في أعداد الممارسين.