لماذا فازت ألمانيا بكأس العالم؟

لماذا فازت ألمانيا بكأس العالم؟

أخبارنا المغربية

 

أخبارنا المغربية : احمد اضصالح

   للجواب على السؤال أعلاه، لا بد من استحضار مجموعة من المعطيات البارزة في التاريخ الأوروبي الحديث عامة وتاريخ ألمانيا بشكل خاص.

   ففي نوفمبر 1918، وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها خرجت منها ألمانيا ومعها دول "المركز" مكبلة بخسائر فادحة على المستويين المادي والبشري، ولم تمض غير 21 سنة حتى اشتعل أوار الحرب العالمية الثانية التي توسعت رقعتها لتشمل أبناء مختلف المستعمرات، وتوسعت معها الخسائر، ولحق الدمار مجددا ألمانيا بقيادة زعيمها وقتئذ:"أدولف هتلر".

   ورغم كل هذا استطاعت لملمة جراحها واستعادت قوتها في ظرف وجيز اعتمادا على عنصر بشري فعال، وتخطيط استراتيجي هادف، وتنظيم وانضباط كبيرين حتى غدا التفاني في العمل شعارا للألمان فقيل:"الحياة من أجل العمل".

فالعمل عندهم غاية عظمى يجب أن تدرك بدءا بفكرته المقدسة التي يسعى الجميع تنزيلها على أرض الواقع.

   فرأينا منتجات صناعية متقنة تجوب أنحاء العالم، وفي ال"ميرسيديس 240 " التي نوظفها كسيارة أجرة كبيرة عندنا في بلاد المغرب ألف عبرة لمن أراد أن يعتبر ، وسمعنا مع هذا عن منظومات متكاملة من تعليم واقتصاد وسياسة وغيرها.

   ولما أضحت كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، تهافت الألمان عليها كما غيرهم لينالوا منها حظا، فتحقق لهم ذلك، مرورا بتأسيس الاتحاد الألماني سنة 1900،  وحصد كأس العالم سنوات: 1954، 1974، 1990 ثم آخرها يوم أمس.

   كما حصل المنتخب الألماني على لقب كأس الأمم الأوروبية ثلاث مرات سنوات: 1972، 1980 و1996. وحقق أرقاما قياسية على المستوى الفردي والجماعي آخرها الفوز على أرض السامبا بكأس العالم، وهو إنجاز لم يسبق لأي منتخب أوروبي تحقيقه.

   فازت اليوم ألمانيا كرويا على الأرجنتين  لتعلن عن النجمة الرابعة، متفوقة بذلك على العديد من المنتخبات، وهو إنجاز لم يحصل بالصدفة، بل جاء وفق استراتيجية مرسومة من أحفاد هتلر بدءا بالتصريحات التي أطلقها المدير الفني للمنتخب الألماني (يواكيم لوف) في كونه لم يقدم للبرازيل إلا للفوز بكأس العالم ولا شيء غيره، وهو الذي تولى تدريب الماكينات منذ 2006، فواصل العمل الدؤوب بالشعار الذي أشرنا إليه آنفا: "الحياة من أجل العمل"، حتى بنى فريقا  مذهلا قدم للعالم أعلى المستويات الكروية في مختلف البطولات التي يشارك فيها.

   صحيح أن الكرة الألمانية لم تكن زاخرة بالكثير من الأسماء اللامعة التي حظيت بحصة الأسد في وسائل الإعلام  والماركوتينغ الكروي والألقاب الفردية. لكن ألمانيا اشتهرت بفرق كروية لها فلسفة العمل الجماعي وفقا لمبدأي التنظيم والانضباط لأجل الفريق.

   ولهذا وجدنا المهاجم الألماني (لوكاس بودولسكي) قبل المباراة النهائية يتحدث عن السر في نجاحهم قائلا: "ليس لدينا لاعبون مثل ميسي ونيمار بوسعهم القيام بحركات مختلفة، لكن لدينا فريق قوي، وهذا هو الاختلاف".

 

 


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

سعيدة

هنيئا

نهنىء الفريق الألماني على هذا الفوز المستحق وهذا ماكنت أتمناه منذ البداية لانها دولة تستحق كل التقدير والاحترام زيادة على أنها فتحت قناة لكل فقراء العالم لمشاهدة كأس العالم فنالت بالتوفيق ليت كل الشعوب مثلها

2014/07/15 - 06:43
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات