احذر من برمجيات التشفير الخبيثة
أخبارنا المغربية
يقع مستخدمو الكمبيوتر في العديد من الدول وبشكل متزايد ضحية لما يعرف باسم “برمجيات التشفير الخبيثة”، وهي برامج تعمل على تشفير البيانات المهمة المخزنة على أجهزة الكمبيوتر المصابة.
وتطلب هذه البرامج من المستخدمين دفع فدية نقدية لفك تشفيرها، ففي عام 2014، تم شن أكثر من 7 ملايين محاولة لتنفيذ مثل هذه الهجمات ضد مستخدمي منتجات “كاسبرسكي لاب” وحدها.
وحصلت برمجية التشفير على اهتمام خاص نظراً لقيام مجرمي الإنترنت بتغيير الأدوات التي يستخدمونها باستمرار، مثل خطط التشفير، وتقنيات تعقيد الرموز، وصيغ الملفات القابلة للتنفيذ، وعوامل نقل الإصابات.
وغالباً ما يتم دس هذا النوع من البرمجيات الخبيثة عن طريق البريد المزعج أو الهجمات التي تشن ضد أنظمة إدارية بعيدة.
ومن الممكن فهم السبب الكامن وراء استمرار هذا النوع من البرمجيات الخبيثة بكل سهولة ووضوح على عكس الهجمات الخبيثة “Trojans”، التي تدرّ “الدخل” فقط في حال استخدام الضحية لقنوات الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، فتستطيع أي برمجية تشفير خبيثة بمجرد تمكنها من إصابة أي جهاز كمبيوتر أن تجد شيئاً ما لكي تشفره وتتقاضى عليه فدية نظير إلغاء تشفيره.
ويفضل مجرمو الإنترنت أن يستلموا دفعاتهم بالعملة الرقمية المشفرة “Bitcoin” التي تتيح لهم مستوى عالياً من التمويه والغموض.
وعادة ما يحدد المهاجمين السعر المطلوب بالعملة الفعلية المتداولة في العالم مثل الدولار الأمريكي أو اليورو.
ومن جهة أخرى، تبدأ تكلفة فك تشفير البيانات للمستخدمين المنزليين من حوالي 15 دولار أمريكي، ولكنها قد ترتفع لتصل إلى عدة مئات من الدولارات.
وفي حال إصابة جهاز كمبيوتر لإحدى الشركات، يطالب المهاجمون برفع قيمة الفدية إلى خمسة أضعاف، وعادة ما يطالب مجرمو الإنترنت بفدية تصل إلى 5000 يورو لفك تشفير الملفات.
ومن المؤسف أن الشركات التي فقدت بياناتها غالباً ما تفضل دفع هذا المبلغ بدلاً من أن تفقد هذه المعلومات الهامة، وهذا أمر ليس مفاجئاً على الإطلاق.
ولهذا، تعد الشركات هدفاً رئيسياً لمجرمي الإنترنت الذين يستخدمون برمجيات التشفير الخبيثة لكسب المال.
وأشار محمد أمين حسيني كبير الباحثين الأمنيين بـ”كاسبرسكي لاب”، إلى أنه في حال تم تشفير الملفات بنجاح ولم يكن هناك نسخة احتياطية عنها، فسيكون أمام المستخدم فرصة ضئيلة لاسترجاع هذه البيانات.
وأضاف: “يرتكب المهاجم خطأً بسيطاً من ناحية تصميم أو تنفيذ خطة التشفير قد يجعل المستخدم قادراً على فك تشفير الملفات مجدداً، وهذا نادراً ما يحدث الآن، ولهذا، فمن المهم القيام بالنسخ الاحتياطي للبيانات المهمة بشكلٍ منتظم وتخزين نسخ احتياطية منها بشكل مستقل خارج نطاق نظام الكمبيوتر، وننصح أيضا باستخدام أحدث إصدارات حلول الحماية الأمنية”.
وفي هذا الإطار، يأتي نظام “System Watcher” الجديد مجهزاً لتتبع العمليات التي أجريت على النظام والكشف عن أي أنشطة خبيثة مشبوهة، ويقوم أيضاً بإجراء نسخ احتياطي لملفات المستخدم في حال لوحظ وجود برنامج مشبوه يحاول الوصول إليها.
وفي حال أشار تحليل البرنامج إلى أنه برنامج خبيث، يتم إسترداد بيانات المستخدم تلقائياً.
وعلى سبيل المثال، تعتبر الحالة الأخيرة عن “CoinCault” واقعة ذات نهاية سعيدة محتملة في حال الإصابة ببرمجية الفدية الخبيثة.
وتنتشر برمجية الفدية الخبيثة هذه منذ فترة، وقد أصابت أكثر من 1000 جهاز يعمل بنظام التشغيل “ويندوز” في أكثر من 20 بلداً، حيث تعمل على تشفير ملفات الضحايا ثم تطلب منهم دفع فدية بالعملة الرقمية “Bitcoins” مقابل فتح الملفات وإتاحة استخدامها مجدداً.
وحصلت الوحدة الوطنية لمكافحة الجرائم التقنية NHTCU التابعة للشرطة الهولندية ومكتب المدعي العام الوطني الهولندي على قاعدة البيانات من أحد الخوادم التي تتحكم بالبرمجية الخبيثة CoinVault وتصدر الأوامر بشأنها.
وقد احتوى هذا الخادم على أدوات إنشاء رموز التشفير Initialization Vectors IVs ومفاتيح التشفير ومحافظ العملة الرقمية Bitcoins.
وساعد فريق “كاسبرسكي لاب” والوحدة الوطنية لمكافحة الجرائم التقنية NHTCU على إنشاء مخزن خاص يشمل مفاتيح فك التشفير.
وقام خبراء الأمن في “كاسبرسكي لاب” أيضاً بتحليل عينات من هذه البرمجية الخبيثة وتمكنوا من تصميم أداة لفك التشفير قادرة على فتح الملفات وحذف برمجية الفدية الخبيثة CoinVault Ransomware من أجهزة الكمبيوتر المصابة.