أبل وإف بي آي يخوضان اختبار قوة له انعكاسات كبرى
أخبارنا المغربية
سجال محتدم
وتقع المسالة في صلب سجال محتدم بين الذين يتمسكون بحق مستخدم جهاز إلكتروني مثل هاتف ذكي في إبقاء معلوماته خاصة بفضل الترميز، والذين يعطون الأولوية لتحقيقات قوات الأمن المشروعة.
وتقول شركة أبل Yن المطلوب منها قد يجعل جميع مستخدميها عرضة لخطر الوصول إلى معلوماتهم الخاصة، لأن البرمجية التي تطلب منها الشرطة الفيدرالية في كاليفورنيا تزويدها بها قد تنتهي لاحقاً بين أيدي مجرمين أو حكومات معادية.
وتريد أبل الحفاظ على علاقة الثقة مع زبائنها" وهي على قناعة بأنه "ينبغي ألا تصل أي حكومة إلى هذه البيانات.
صراع المستقبل
من جهته يرى جوليان سانشيز من معهد "كاتو" في المسالة "صراعاً حول مستقبل المراقبة بواسطة التقنيات المتطورة" سيحدد "إلى أي مدى يمكن للحكومات الاستعانة بشركات التكنولوجيا ومبتكري البرمجيات لتزويدها على مضض بأدوات قرصنة للحكومات".
وقال نايت كاردوزو من معهد "إلكترونيك فرونتير فاونديشن" متحدثاً لشبكة "بي بي إس" أن "الأنظمة المتسلطة في العالم تترصد فوزاً لـ"إف بي آي" في هذه القضية، موضحاً أنه "إذا استحدثت أبل المفتاح الذي يطلبه منها إف بي آي (للدخول إلى الآي فون)، فإن الحكومات عبر العالم ستطالب بالمنفذ ذاته".
"آي فون" وسيلة المجرمين للتحرك في الظل
غير أن بعض الذين ينتقدون موقف أبل يقولون إن المجموعة تساعد أساسً الحكومة الصينية من خلال تعديلها أجهزة الآي فون التي تباع في هذا البلد. ويتهم البعض أبل بتوفير وسيلة للمجرمين تسمح لهم بالتحرك في الظل.
إدوارد سنودن
ويعتبر بعض المحللين أن جذور الخلاف الحالي تعود إلى قضية ادوارد سنودن، المتعاقد السابق مع الاستخبارات الأمريكية الذي سرب كمية كبيرة من الوثائق السرية في 2013.
وذكر الأستاذ في جامعة "كارنيغي ميلون" راهول تيلانغ بأن "المعلومات التي كشفها سنودن أظهرت أن العديد من الوكالات الحكومية تفرض مراقبة على مدار الساعة على المواطنين، ما لا يعبر مسيئاً فقط لحقنا في الحياة الخاصة، غير أنه يقوض كذلك كل بنيتنا التحتية للأمن المعلوماتي".
ويرى أن المشكلة يصعب حلها لكنه يرجح أن تغلب حجة الحياة الخاصة. وقال "الآن وقد أصبحنا على علم بتجسس الحكومة، ثمة مشكلة ثقة. إن أعطينا منفذاً عبر باب سري، فأين ستتوقف المسالة؟"