وعلى الرغم من أن سوق التحميل الرقمي لا يزال يرتفع، ما سمح لشركة أبل بأن تشهد زيادة في مبيعات التحميل الفيديوي، لكن الزيادة بلغت 12% فقط عن العام الماضي، بحسب بيانات شركة برايس وتر هاووس كوبرز، التي تشير إلى تباطؤ في معدل النمو منذ عام 2015، ما يعني استمرار التباطؤ في معدل النمو في المستقبل.
في المقابل، شركات مثل نتفليكس وهولو وأمازون تنبهت لأهمية البث التدفقي للفيديو بدلاً من التحميل، فنجحت في استقطاب المزيد من المستخدمين، حيث استفادت كل من أمازون وكومكاست كثيراً من منصاتها الخاصة الشهيرة.
ولكن أبل استطاعت الاستفادة من زيادة الاشتراك في خدمات البث المباشر للفيديو، لسد النقص وانخفاض النمو في تحميل الفيديو، من خلال إعادة هيكلة سياسة متجر آب ستور العام الماضي، وتحفيز شركات مثل نتفليكس وهولو وسبوتيفاي لبيع خدماتهم عبر المتجر، من خلال تخفيض نسبتها من 30% إلى 15%.
ويرى محللون أن أبل لا تزال أحد الخيارات بالنسبة للمستخدمين للتسجيل في خدمات البث التدفقي للفيديو، فالعديد من المستخدمين قد يذهبون مباشرة إلى الخدمات نفسها، أي نتفليكس وهولو ويسجلون عبر أجهزتهم الـ "بي سي" الشخصية، كذلك كومكاست بدأت بيع الاشتراكات لنتفليكس عبر منصتها "إكس 1" العام الماضي، أيضاً أمازون تسمح لمستخدميها بسهولة إضافة قنوات مثل شبكة "هوم بوكس أوفيس-HBO" أو "شبكة شوتايم" عبر خدمتها المميزة "أمازون برايم".
ومع أن أبل خطت أولى خطواتها نحو خدمات البث الموسيقي من خلال تطبيقها "أبل ميوزيك" الذي استقطب نحو 27 مليون مشترك، وتمكنت من سد الانخفاض في التحميل الرقمي، إلا أن المحاولات الأولى لأبل فيما يتعلق بالبث التدفقي للفيديو لم يستقطب الكثير لضعف المحتوى، فالأجدر لأبل البحث عن محتوى أفضل، ولكنها ستواجه في الوقت ذاته منافسة أقوى وأشد مما ستلاقيه في البث الموسيقى.
ويجد المحللون إن الجهاز الأساسي لسماع الموسيقى هو الهاتف الذكي، حيث تتمتع أبل بمكانة عالية وحصة سوقية ضخمة تجعلها رائدة فيه، فالأجدر بها أن تُركز في هذه المسألة، لأن محتوى الفيديو يناسب شاشات أكبر، وهو القطاع الذي لا تمتلك فيه أبل حصة جيدة، لذا سيكون مشكلة كبيرة بالنسبة للشركة، لكن من المتوقع أن تستمر وتبذل قصارى جهدها في قطاع البث التدفقي للفيديو على الإنترنت بشكل أو بآخر، إلى أن تنال إعجاب مستخدميها.