هل ينتقل الكيلوغرام المعياري من باريس إلى براونشفايغ؟

هل ينتقل الكيلوغرام المعياري من باريس إلى براونشفايغ؟

دويتشه فيله

نجح باحثون من جامعة براونشفايغ الألمانية للفيزياء والعلوم التقنية في تطوير كيلوغرام معياري جديد شديد الدقة، وهو ما قد يجعل الكيلوغرام الأصلي المحفوظ في العاصمة الفرنسية باريس يفقد قيمته التاريخية كمقياس لكافة الأوزان. الباحثون الألمان يخطون بذلك خطوة مهمة نحو النجومية في مجال المقاييس العالمية.

بعد ساعات وأيام طويلة في المختبر، يقول أرنولد نيكلاوس، عالم الفيزياء الألماني المشارك في الأبحاث: "المرحلة النهائية كانت الأصعب"، خاصة مع ضغط الوقت الذي فرضته اللجنة الدولية للمقاييس الأساسية، حسب ما جاء في تقرير موقع "إن دي آر" الألماني.

هذا ويسعى المجتمع العلمي منذ فترة إلى إعادة تعيير وحدات المول والأمبير والكلفن، بالإضافة إلى الكيلوغرام، حتى تكون أكثر دقة ومواكبة للزمن. لهذا جرت الاستعدادات الأولى قبل 15 عاماً في جميع أنحاء العالم، وبدأت التجارب خلال العام الحالي. تقوم هذه التجارب على نهجين مختلفين تماماً، فالكنديون والأميركيون والفرنسيون يدعمون نموذج التوازن بمقياس الواط، حيث يتم تحديد كتلة من خلال قياس فدرة التوصيل الكهربائي. وفي ألمانيا، يشارك نيكلاوس وزملاؤه بما يسمى مشروع "أفوجادرو"، والذي يعتمد على كرات مصنوعة من السيليكون المخصب. المبدأ الأساسي: تحديد الكيلوغرام ببساطة عن طريق ذرات تحسب في كيلوغرام واحد من كرة السيليكون.

ولتطبيق القيمة المقاسة أيضاً على العالم بأسره، يجب التأكد من أن الذرات مرتبة بشكل متساو تماماً، وهذا متوفر فقط في نوع من السيليكون النقي للغاية. وقد قام الخبراء الألمان باستيراد هذا النوع من السيليكون من روسيا. ويضيف الباحث الألماني أرنولد نيكلاوس أن قيمة الكرة الواحدة تصل إلى مليون يورو، ولهذا يتعامل الخبراء معها بحذر شديد.

يشار إلى أن باحثين جامعة براونشفايغ احتاجوا عشر سنوات من أجل تطوير كرة مقياس دقيقة. هذا ومن المنتظر أن تعلن اللجنة المتخصصة بعد إجراء اختباراتها عن الكيلوغرام الجديد بشكل رسمي منتصف السنة القادمة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات