دولتان عربيتان ضمن أكثر الدول التي تعاني من التلوث

بينما يناقش قادة العالم تفاقم مشكلة التغير المناخي، في قمة غلاسكو، تظل الآثار الكبيرة للتلوث جاثمة على أنفاس ملايين البشر حول العالم، وبالتحديد في الدول الأكثر تضررا من هذه الظاهرة.

وينتج تلوث الهواء الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري في المصانع والسيارات والطائرات والكهرباء، مشاكل صحية مثل تفاقم الربو وحتى الإعاقات الخلقية.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يتسبب تلوث الهواء المحيط في وفاة 4.2 مليون شخص كل عام، ويعيش 91 بالمئة من سكان العالم في أماكن تتجاوز فيها جودة الهواء الحدود الآمنة التي وضعتها المنظمة.

وبحسب موقع "وورلد بوبيوليشن ريفيو" الإحصائي، فإن منظمة الصحة العالمية قيّمت تركيز جسيمات PM2.5 لتحديد أكثر الأماكن تلوثا على الأرض؛ حيث يشير PM2.5 (الجسيمات الدقيقة 2.5) إلى جزيئات أو قطرات صغيرة في الهواء يبلغ عرضها ميكرون ونصف ميكرون أو أقل.

وتأتي هذه الجسيمات من عوادم السيارات والشاحنات والحافلات والمركبات على الطرق الوعرة ومن العمليات التي تنطوي على حرق الوقود الأحفوري مثل الخشب أو زيت التدفئة أو الفحم، كما يمكن أن تنشأ أيضا من مصادر داخلية مثل تدخين التبغ أو الطهي أو حرق الشموع أو استخدام المواقد.

ويقاس التلوث على مؤشر جودة الهواء (AQI)، وهو مؤشر محسوب لملوثات الهواء الرئيسية التي ينظمها قانون الهواء النظيف ويشمل 4 ملوثات: نسب الأوزون، وثنائي أكسيد النتروجين، وثنائي أوكسيد الكبريت، والجسيمات العالقة (PM2.5).

ويتراوح مؤشر جودة الهواء من 0 إلى 500، حيث يمثل الصفر الهواء النظيف ويمثل 500 الأكثر خطورة، يُنظر إلى القيم التي تبلغ 100 أو أقل بشكل عام على أنها مرضية؛ ومع ذلك، عندما تكون القيم أعلى من 100، تعتبر جودة الهواء غير صحية لبعض الفئات المعرضة للخطر من الناس وتصبح أكثر خطورة مع زيادة القيمة.

وفي عام 2021 تم تقييم ما مجموعه 92 دولة لتحديد أيها يحتوي على أكبر عدد من PM2.5 - أو الدول الأكثر تلوثا في العالم، وإليكم أكثر 10 دول تلوثًا من بينهم، بالاستناد إلى بيانات موقع "وورلد بوبيوليشن ريفيو" الإحصائي:

1. بنغلاديش: تعد بنغلاديش هي الدولة الأكثر تلوثا في العالم، بمتوسط تركيز PM2.5 يبلغ 83.30، انخفاضا من 97.10 في عام 2018.

الملوثات البيئية الأساسية في البلاد هي تلوث الهواء والمياه، وتلوث المياه الجوفية، والتلوث الضوضائي، والنفايات الصلبة، إلى جانب الأفران المستخدمة في صناعة الطوب الخشب أو الفحم، بمدينة دكا التي تعد الأكثر تلوثا في العالم.

2. باكستان: في باكستان يبلغ متوسط تركيز PM2.5 65.81، كانت مستويات AQI في إقليم البنجاب ثابتة بين التصنيفات "شبه غير الصحية" أو "غير الصحية للغاية" لمعظم عام 2019. بل إنها وصلت إلى 484؛ بسبب حرق الأشجار والدخان المتصاعد من أفران الطوب ومصانع الصلب وحرق القمامة، وتلقي الحكومة الباكستانية باللائمة على الهند في الضباب الدخاني.

3. منغوليا: يبلغ متوسط تركيز PM2.5 في منغوليا 62.00، وأكبر مصدر للتلوث في منغوليا هو حرق الفحم والكتلة الحيوية الأخرى، مثل الخشب أو بقايا المحاصيل في المواقد.

وفي عاصمة منغوليا، أولان باتور، زادت التهابات الجهاز التنفسي بنسبة 270 بالمئة خلال السنوات العشر الماضية.

4. أفغانستان: تعد أفغانستان رابع أكثر الدول تلوثا في العالم، بمتوسط مستوى PM2.5 يبلغ 58.80، في عام 2017 ، تظهر الأرقام أن تلوث الهواء كان أكثر خطورة من الحرب في أفغانستان؛ حيث فقد في هذا العام حوالى 26000 شخص حياتهم بسبب الأمراض المرتبطة بتلوث الهواء ، بينما فقد 3483 شخصا حياتهم بسبب الصراع.

حوالى 80 بالمئة من مياه الشرب في أفغانستان ملوثة أيضا بسبب قلة هطول الأمطار، والاستخدام غير المنتظم للمياه الجوفية، والبنية التحتية غير الكافية في المدن، عادة ما يؤدي نقص مياه الشرب النظيفة إلى التسمم الغذائي.

5. الهند: تحتل الهند المرتبة الخامسة بين أكثر دول العالم تلوثا، بمتوسط تركيز PM2.5 يبلغ 50.08، من بين أكثر 30 مدينة تلوثا في العالم، توجد 21 مدينة في الهند. المدينة الأكثر تلوثا في الهند والعالم هي كانبور؛ حيث تستقبل كلية الطب بالمدينة حوالة 600 مريض بأمراض الجهاز التنفسي شهريا.

تنبع مستويات التلوث غير الصحي في الهند من مصادر مثل السيارات وحرق الفحم والخشب، والعواصف الترابية، وحرائق الغابات.

 6. إندونيسيا: يبلغ متوسط تركيز PM2.5 في إندونيسيا 51.71، ويموت حوالي 250 ألف شخص كل عام بسبب التعرض للتلوث، وهو رابع أعلى معدل وفيات مبكرة للتلوث في العالم، وقبل بضعة عقود، كانت جودة الهواء في إندونيسيا تُعتبر من بين أنظف الهواء في العالم، بينما هي سادس أكثرها تلوثا على مستوى العالم اليوم.

7. البحرين: بلغ متوسط جسيمات PM2.5 في البحرين 59.80، البحرين لديها أسوأ تلوث هواء في الشرق الأوسط، إذ تعاني من العواصف الترابية والرملية، التي يمكن أن تلتقط العديد من المواد الكيميائية الضارة وحتى المواد المشعة من مناطق بعيدة حتى الصحراء.

8. نيبال: يبلغ متوسط تركيز PM2.5 في نيبال 44.46، ويموت حوالى 35000 شخص في هذه الدولة الآسيوية كل عام بسبب الأمراض الناجمة عن تلوث الهواء. ويعاني حوالى 1 من كل 10 نيباليين الآن من مشكلة مزمنة في الرئة مثل التهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة بسبب تدهور الأحوال الجوية في نيبال.

9. أوزبكستان: يبلغ متوسط تركيز PM2.5 في أوزبكستان 41.20، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تمتلك أوزبكستان ثالث أعلى معدل وفيات مرتبط بالتلوث الخارجي في العالم.

وتكون جودة الهواء في أوزبكستان، خاصة حول طشقند، أفضل خلال فصلي الربيع والصيف وأسوأ خلال درجات الحرارة الباردة.

ويأتي جزء كبير من التلوث في هذا البلد من سوء إدارة المياه، والاستخدام المكثف للمواد الكيميائية الزراعية، والعواصف الملحية والترابية، والمصانع، وانبعاثات السيارات.

10. العراق: يحتل العراق المرتبة العاشرة من حيث تلوث الهواء بمتوسط تركيز PM2.5 يبلغ 39.60، المساهمون في نوعية الهواء الرديئة في العراق هم انبعاثات المركبات، والتلوث الناجم عن الحرب، ومولدات الطاقة، والحرائق الصغيرة، ومعظمها من مصافي النفط والغاز. في عام 2016.

وبحسب منظمة Pure Earth المعنية بحل مشكلات التلوث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، يعد التلوث السام من بين عوامل الخطر الرئيسية للأمراض غير المعدية على مستوى العالم.

وتتسبب الأمراض غير المعدية في 72 بالمئة من مجموع الوفيات، 16 بالمئة منها ناجمة عن التلوث السام، الذي يعد مسؤولا عن 22 بالمئة من جميع أمراض القلب والأوعية الدموية.

كما يتسبب التلوث السام في 25 بالمئة من وفيات السكتة الدماغية ، و40 بالمئة من وفيات سرطان الرئة، و53 بالمئة من الوفيات الناجمة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن.

عن سكاي نيوز عربي