قلق على حرية التعبير من خلال منصة تويتر بعد استحواذ ماسك عليها
دويتشه فيله
حذر خبراء ألمان في مجال التكنولوجيا الرقمية من أن شراء الملياردير الأمريكي إيلون ماسك لشركة موقع التواصل الاجتماعي تويتر يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطاب الكراهية عبر الإنترنت.
وقالت أنكه دومشايت-بيرغ المتحدثة باسم لجنة السياسة الرقمية في كتلة اليسار بالبرلمان الألماني في تصريحات نشرتها "شبكة التحرير الصحفي في ألمانيا" اليوم الأربعاء (27 نيسان/أبريل 2022) إن "استحواذ ملياردير واحد على منصة تواصل عالمية أمر بالغ الخطورة لأسباب عديدة"، مشيرة إلى أن "إيلون ماسك لا يخفي ارتباطه بقصص ونظريات المؤامرة والدوائر اليمينية، فلا يمكن أن نتوقع خيراً كثيراً" من استحواذه على موقع تويتر.
من جهتها أكدت البرلمانية عن حزب الخضر ريناته كوناست للشبكة على ضرورة عدم وجود تعارض بين حرية التعبير والحماية ضد الإساءة والتمييز، مشددة أن على منصات التواصل الاجتماعي ضمان الإثنتين. وأكدت كوناست أنه رغم الجهود الكبيرة المبذولة فإن موقع تويتر يعاني من مشكلة كبيرة بالنسبة لخطاب الكراهية والتضليل، مضيفة أن إعلان ماسك الاستحواذ على تويتر يؤكد أهمية تنظيم الاتحاد الأوروبي لعمل هذه المنصات من خلال قانون الخدمات الرقمية الذي تم تمريره مؤخراً. وحذرت كوناست من أنه "لا يمكننا أن نعتمد بسذاجة على مساهمين مليارديرات لحماية سيادة القانون والديمقراطية".
كما أعرب المتحدث باسم السياسة الرقمية لكتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الألماني، ينس تسيمرمان، عن قلقه من استحواذ ماسك على تويتر وقال: "إيلون ماسك يروج لاستحواذ على تويتر بالحديث عن المزيد من حرية التعبير، لكن تركيز السلطة في (يد) شخص واحد لا يضمن ذلك". وأضاف تسيمرمان: "الخطر الأكبر أن ماسك يمكن أن يسيء استخدام المنصة لتحقيق أغراضه وطموحاته السياسية".
في المقابل قال المتحدث باسم السياسة الرقمية في حزب الديمقراطيين الأحرار (الليبرالي) المؤيد للشركات مانويل هوفرلين إنه يتبع مبدأ "ننتظر ونرى"، إذ قال إنه من الأفضل انتظار خطوات ماسك التالية.
الاتحاد الأوروبي: لدينا قواعد!
من جانبه قال المفوض المسؤول عن السوق الداخلية بالاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء إن بروكسل لن تعقب على استحواذ إيلون ماسك على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، لكنه أعاد إلى الأذهان أن التكتل المؤلف من 27 دولة لديه الآن قواعد صارمة لمنصات الانترنت للتصدي للمحتوى غير القانوني. وقال تيري بريتون لرويترز بعد الاتفاق الذي توصل اليه الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لشراء تويتر مقابل 44 مليار دولار "الأمر سيرجع إلى تويتر لتكييف أنفسهم... مع قواعدنا."
وأضاف قائلاً: "أظن أن إيلون ماسك يعرف أوروبا بشكل جيد جداً. هو يعرف تماماً أننا لدينا قواعد لصناعة السيارات... وهو يتفهم ذلك. ولذلك في أوروبا، فإنه لحماية حرية التعبير وحماية الأفراد، فإن أي شركات سيتعين عليها أن تفي بهذا الالتزام". وقال بريتون إن المنصات الكبرى تواجه غرامات مالية أو ربما الحظر إذا لم تتبع قواعد الاتحاد الأوروبي التي تنظم عمل منصات الانترنت.
وكانت تويتر قالت في إفصاح أمس الثلاثاء إنه سيتعين على ماسك أن يدفع لها شرطاً جزائياً قدره مليار دولار إذا ألغي اتفاقه لشراء شركة التواصل الاجتماعي مقابل 44 مليار دولار نقداً. وقال الإفصاح إن أحد الشروط التي توجب على ماسك الدفع هو فشل الصفقة بسبب عدم تقديم المطلوب من السيولة أو المديونية أو تمويل قروض مضمونة بأسهم.