ردود فعل متباينة لمسلمي العالم لرسم شارلي إيبدو للنبي
أخبارنا المغربية
محمد اسليم ـ أخبارنا المغربية
في سياق متابعات أخبارنا المغربية للأحداث التي عاشتها فرنسا في الأيام الأخيرة، والمرتبطة أساسا بالإعتداء الإرهابي الذي تعرضت له أسبوعية شارلي إيبدو الساخرة، ولتفاعلات هاته الأحداث، ننقل لكم قراءنا الأعزاء ردود فعل مسلمي العالم على الرسم الذي تضمنه العدد الأخير للأسبوعية للرسول محمد (ص)، والذي أظهره حاملا للافتة كتب عليها "أنا شارلي" في صيغة تضامنية مع المجلة، كما تظهر جملة "كل شيء مغفور له".
الرسم الذي اعتبره البعض رسالة للتسامح والتضامن، فيما إعتبره الآخرون مواصلة للنهج الإستفزازي لشارلي إيبدو، على اعتبار أن رسم وتجسيم الرسل في العقيدة الإسلامية أمر منبوذ ومنهي عنه.زينب الرضوي الصحفية العربية في شارلي إيبدو، وفي لقاء لها مع البي بي سي، قالت إن الطاقم "لم يعبر عن الكراهية ضد الإرهابيين الذين قتلوا رفاقهم" مضيفة "يجب أن تفتح المظاهرة التي حصلت في فرنسا بعد الهجوم الباب للمسامحة."
أما حسين رشيد، أستاذ علوم الفكر الإسلامي في جامعة هوفسترا الأمريكية، فنقلت عنه السي إن إن قوله: "رد فعلي الأولي أن الغلاف قد يكون الرد الأمثل على المأساة.. هم لم يتراجعوا عن تصوير النبي والتمتع بحق حرية التعبير، وفي الوقت نفسه بعثوا برسالة سلمية أتمنى أن تساهم في تهدئة غضب المسلمين في فرنسا."
يحيى عادل إبراهيم وهو إمام معتدل بأستراليا، فخاطب "مريديه" على صفحته الفايسبوكية طالبا منهم ومن جميع المسلمين التحلي بأخلاق النبي محمد، حتى تجاه الصور التي يُعتقد أنها مسيئة له (ص)، وقال: "مع نشر الصور مجددا، سيشعر المسلمون بالتأكيد بالغضب والألم، ولكن يجب أن تعكس تصرفاتنا التعاليم التي تلقيناها من حبيبنا الذي غضبنا لأجله، والذي علمنا الصبر والتسامح والرأفة والرحمة، وكلها كانت من خصائص نبينا الحبيب."
وبالمقابل أعلن الديوان الملكي الأردني إدانته نشر الصحيفة الفرنسية رسما لنبي الإسلام، وجاء في بيانه الصادر بهذا الشأن: "أن الاستمرار في نشر رسومات مسيئة تجسّد رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلّم، فيه إيذاء لمشاعر المجتمعات الإسلامية في كل مكان، وهو تصرف مدان وغير مسؤول وغير واع لحقيقة حرية التعبير، التي من أهم أسسها المسؤولية واحترام الأديان."
الهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد التابعة لرابطة العالم الإسلامي، بدورها سلكت مسلك الإدانة والرفض في بيانها الصادر بهذا الشأن، ومما جاء فيه: أن معاودة الصحيفة للرسوم المزعومة "مرفوضة بكل أحوالها، ساخرةً كانت أو غير ذلك.
وهو استمرار من الصحيفة في مسلكها الخاطئ تحت ستار الحرية، وهي في الحين نفسه إساءة لمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم" وفي لبنان، وفي مدينة طرابلس تحديدا نظم الطلاب مسيرات رفعوا خلالها لافتات تستنكر الاساءة للنبي (ص) باللغات الانكليزية والفرنسية والعربية، كما نفذوا إعتصامات أعقبت المسيرات طالبوا خلالها الامة بوقفة ضمير، مؤكدين ان مسيراتهم تمثل قوى الاعتدال ونبذ التطرف وانهم خرجوا نصرة للحق ورسالتهم للجميع ان امتنا لا يمكن ان يهدأ لها بال ونبيها يهان.
العاصمة الموريتانية نواكشوط بدورها، شهدت مساء الأربعاء، تنظيم مسيرة وصفتها الصحافة المحلية بالحاشدة، تنديدا بالرسوم التي نشرتها جريدة "شارلي ابدو" الفرنسية، وقد رفعت في المسيرة لافتات كتب عليها: "إلا رسول الله"، كما ردد المتظاهرون عبارات مناوئة لفرنسا، حيث اتهموها بشن حرب على الإسلام والمسلمين.حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، نددت بصحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة بعد صدور عددها الأول عقب الهجوم على مكاتبها في باريس الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم: "نستنكر وندين بشدة نشر الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو مجددا صورا مسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم"، وهو ما اعتبره برهوم استهدافا واضحا للمسلمين وتحريضا على الكراهية وترسيخا لثقافة العنف ضد المسلمين على مستوى العالم وفي المجتمع الغربي والفرنسي تحديدا.
إتحاد العلماء المسلمين وفي بيان له، إعتبر إعادة نشر رسوم يعتبرها المسلمون مسيئة هي تصرفات “رعناء تساعد المتطرفين” إذ تعطيهم المصداقية بأن الغرب أو غير المسلمين هم ضد الإسلام ورسوله وضد المسلمين.الشيخ حسن الكتاني أوضح للزميلة "اليوم 24" أن الأمر راجع بالأساس إلى “احتقار الغرب للمسلمين وعدم احترامهم لأي شيء اتجاههم” حسب تعبيره، وأكد على ضرورة اتخاذ الدول الإسلامية لموقف حازم فيما يخص استمرار مثل هذه الصور، قائلا “إذا لم تتخذ الدول الإسلامية موقفا حازما كما يفعل اليهود اتجاه مقدساتهم سيستمر الغرب في إهانتنا وعدم إقامة وزن لنا”.