دونالد ترامب: مرشح رئاسي أمريكي من عالم آخر!

دونالد ترامب: مرشح رئاسي أمريكي من عالم آخر!

أخبارنا المغربية ـ المصدر

لا يمكن تجاهل المرشح الجمهوري لرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب. ترامب يتفوق على بقية المرشحين الجمهورين في استطلاعات الرأي الأخيرة، وهو يثير في الساحة الأمريكية اهتماما كبيرا لكونه مرشحا غير عادي، أو لنقول لا مثيل له من ناحية الأسلوب السياسي. فهو مولع بشعره، ويتكلم بلا رقابة، ويعتقد أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أسوأ ما حصل لإسرائيل. من هو دونالد ترامب، وماذا يفكر عن منطقتنا، الشرق الأوسط؟

 

مهرج الانتخابات الأمريكية

 

قيل عن ترامب إنه مهرج، وغير جدي، ولا يصلح ليكون سياسيا، ناهيك عن أن يكون رئيسا للولايات المتحدة، فهو في ال69 من العمر، يدلي بتصريحات مثيرة للجدل في الولايات المتحدة دون حسيب أو رقيب. ويقوم بحركات لا يفعلها من يريد أن يرأس البيت الأبيض، مثل أن يدعو امرأة إلى المنبر، حيث كان يخطب، لتتفقد إن كان شعره حقيقيا. لكن ترامب رغم هذا كله، يتصدر استطلاعات الرأي عن الحزب الجمهوري، ويبدو أن الشعب، وإن كان المراقبون والخبراء لا يولونه اهتماما، يهتم به وبأفكاره كثيرا.

 

لمن لا يعرف، فترامب درس الاقتصاد في كلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا، وهي مؤسسة عريقة في الولايات المتحدة، وهو كاتب ناجح، حيث تصدر كتابه "فن إتمام الصفقة" المبيعات في أمريكا، وأصبح من مشاهير أمريكا بعد أن شارك في برنامج تلفزيوني ناجح.

 

ويسوّق ترامب نفسه على أنه مدير عظيم، ويقدر على إدارة أمريكا في صورة ناجحة وناجعة، مستشهدا بماضيه كرجل أعمال وخبرته في قطاع العقارات. ويقول ترامب في المقابلات التليفزيونية "لقد درست مجال الاقتصاد في الجامعة، وأنا أجيد الاقتصاد، لا القراءة عن شاشة التلقين" في إشارة إلى الرئيس أوباما، الذي يقرأ معظم خطاباته مستخدما هذه التقنية.

 

وشعار ترامب في الحملة الانتخابية الحالية هو "إعادة العظمة لأمريكا من جديد".

 

ويعتقد ترامب أن اقتصاد الولايات المتحدة ينهزم أمام الصين واليابان والسعودية. وفي آخر حديث له عن الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة، قائلا إن المهاجرين من المكسيك مسؤولون عن القتل والاغتصاب، استطاع أن يثير حفيظة الملايين في بلد يحترم الهجرة وقد تأسس على هذه الفكرة.

 

ترامب وقضايا الشرق الأوسط

 

يعتقد ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أن الدخول إلى العراق كان خطأ منذ البداية، لأنه أخلّ بالتوازن بين إيران والعراق، مضيفا أن قرار الانسحاب بعدها "زاد الطين بلة".

 

وعن الاتفاق النووي، انتقد تارمب بأسلوبه الهزلي الإدارة الأمريكية بشأن الاتفاق النووي مع إيران، قائلا إن إدارة أوباما عاجزة عن التفاوض بصورة ناجعة، وأنها أرسلت مفاوض "شارك في سباق للدرجات الهوائية وكسر رجله وعمره 73 عاما" في إشارة إلى رئيس الخارجية الأمريكي جون كيري.

 

فحسب ترامب، الإيرانيون والفارسيون مفاوضون بارعون، أما الجانب الأمريكي فقد أرسل مفاوضين فاشلين. ويقول ترامب أن الجانب الأمريكي بدا متحمسا لعقد الصفقة مع الإيرانيين بدل أن يترك طاولة المفاوضات. وفي اعتقاده فإن الاتفاق لا يضمن وجود مراقبين أجانب في المنشآت الإيرانية الخاصة بالبرنامج النووي، مما يعطي إيران المرونة التامة في نشاطاتها النووية.

 

ولو كان هو المفاوض فقد كان ضاعف العقوبات على إيران بدل رفعها تدريجيا، "حتى يتوسلوا بأنفسهم لإبرام اتفاق فيه خضوع من جانب إيران، وليس خضوعا غربيا كما ظهر في المفاوضات الأخيرة التي انبثق عنها الاتفاق".

 

وفيما يتعلق بالدولة الإسلامية، داعش، قال ترامب "لن يكون أحد أشد مني بطشا على داعش" مشيرا إلى أن الدولة الإسلامية أصحبت قوية بفضل الاستيلاء على حقول النفط، وخطته هي القضاء على هذا المورد.

 

في المجمل يقول ترامب إن الولايات المتحدة أدت إلى فوضى كبيرة في الشرق الأوسط!

 

مناصر كبير لإسرائيل

 

يقول ترامب إن دعمه ومحبته لإسرائيل هي حالة استثنائية، حتى بمقاييس الحزب الجمهوري الذي يعد مناصرا لإسرائيل ومؤيدا لها بشكل عام.

 

ويُعد ترامب نفسه من مناصري إسرائيل الكبار في الولايات المتحدة، كان قد رأس مسيرة "أداء التحية لإسرائيل" عام 2004، وهي مسيرة أصحبت تعقد في نيويورك سنويا. وفي خطوة غير مسبوقة، شارك ترامب، عام 2013، في فيديو دعائي خاص، عبّر فيه عن دعمه لبنيامين نتنياهو ولحزب الليكود الذي يدعمه.

 

وقال ترامب في الفيديو: "عندكم بالفعل رئيس حكومة عظيم – بنيامين نتنياهو- ليس له مثيل. إنه سياسي رابح، يحظى على تقدير كبير، والجميع يحترمه... صوتوا لبنيامين نتنياهو، إنه رجل عظيم، وقائد عظيم، وخيار رائع لإسرائيل".

 

وعن علاقة أوباما بإسرائيل، قال ترامب إن أوباما أسوأ ما حصل لإسرائيل، و أنه "لا يفهم كيف يدعم اليهود في الولايات المتحدة أوباما؟"، معلنا أنه الوحيد الذي سيقدم لإسرائيل دعما حقيقيا. "لقد كان والدي من قبلي مواليا لإسرائيل"، قال مرة، مدعيا أن لديه كثيرا من الأصحاب في إسرائيل، ومشيدا بأنهم رجال أعمال من الفطرة.

 

علاقته باليهودية

 

يقول ترامب عن نفسه إنه من اتباع الكنيسة المشيخية التابعة للكنسية البروتستانتية، أما عن علاقته بالديانه اليهودي، فلترامب صلة وطيدة باليهودية من جانب ابنته، إفانكا، التي اعتنقت اليهودية عام 2009، ومنذ ذلك الوقت وهي تحافظ على قداسة يوم السبت مع زوجها اليهودي، جاريد كوشنير، رجل أعمال ثري وصاحب صحيفة "نيويورك أبزيرفير".

 

ويقول ترامب "إنني احترم التقاليد اليهودية الخاصة بيوم السبت، وأرى ابنتي حينما تكف عن أداء أي شيء وقت حلول يوم السبت مساء الجمعة. اعتقد أنه تقليد يجلب الهدوء في عصرنا المليء بالضجة".

 

ويقول المرشح إن علاقاته بالمجتمع اليهودي في الولايات المتحدة طيبة وتقوم على الاحترام المتبادل.


المقالات الأكثر مشاهدة