الحرب على إيران تنذر بإبادة الشعب الإسرائيلي
ماذا يهم يهود الولايات المتحدة في أن يصفقوا. فمن خطاب نتانياهو في ايباك سيتعين علينا نحن الإسرائيليين أن ندفعه. لو كنت يهودية أميركية، وتسنى لي الحق في أن أكون واحدة من 14 الف مندوب استمعوا بانفعال لخطاب رئيس وزراء إسرائيل، لاضفت وقفتين مترافقتين بتصفيق عاصف. ولعله كانت عيناي ستذرفان على خدي بضع دمعات. ماذا يضيرني؟ فأنا لست من سأضطر إلى دفع ثمن دقي لطبول الحرب. ثمن الهجوم في أقصى الأحوال سأضطر إلى أن أدفع بضع دولارات اخرى لتعبئة عبوة الوقود في سيارتي. فما هذا مقابل عزتي اليهودية في ضوء مناعة، تصميم وقوة الدولة اياها، الواضح كالشمس بانه في الزمن القريب القادم لن أتجرأ على زيارتها. فهل جننت؟ فقد يقرروا ان يهاجموا بالضبط عندما أكون هناك. وماذا بعد ذلك؟ ولكني أعيش هنا، مثل نحو 7 ملايين مواطن آخرين، ولهذا فان نتائج الخطاب المصقع بالانجليزية الطلقة نحن الذين سيتعين علينا أن ندفع ثمنها. ولعل هذا هو السبب في أن محادثي رئيس الوزراء ليسوا الإسرائيليين بل اليهود الاميركيين. هناك يوجد الكبرياء الكبير، الحماسة، التصفيق الذي يرفع نتانياهو إلى السماء. هناك أيضا يمكن التكرار المرة تلو الاخرى لجحيم الكارثة، التباهي بقوة الجيش الإسرائيلي دون قول كلمة واحدة عن الثمن الباهظ الذي سيجبى اذا ما هاجمنا إيران حقا. وهذا الثمن سيأتي، وهو سيكون باهظا أكثر بكثير مما يقدرون. نقطة اللاعودة صحيح حتى الآن، فان الرجل الذي يحمينا من مغبة حرب تقع علينا هو الرئيس الامريكي، معزز برئيس دولة إسرائيل. ولكن حذار أن نوهم أنفسنا بأن هذا يكفينا. فسلسلة الخطابات الملتهبة لرئيس وزراء إسرائيل هي في أساسها نتيجة تحولنا، نحن مواطني الدولة، إلى حماة دول الغرب، وكذا أيضا حماة دول عربية غير قليلة. نحن الذين أخذنا على عاتقنا، في غير صالحنا، وربما حتى دون أن يقصد احد ذلك، الوقوف في الثغرة ضد إيران النووية. في هذه اللحظة نحن وحدنا في هذا المكان المجنون، بينما الشخصان المسؤولان عن أمننا وعن حياتنا، نتانياهو وباراك، يقوداننا خطوة إثر خطوة، بتصميم وبلا حساسية، إلى نقطة اللاعودة. صحيح أن وزير دفاعنا هدأ روعنا في أنه لن يقتل 5 آلاف مواطن إسرائيلي وربما ولا حتى 500، ولكن من يضمن ان هذا لن يكون اكثر من 5 آلاف؟ زعيم مجنون نتانياهو وباراك يمكنهما أن يخططا بعناية كل شيء، باستثناء النتائج. الثمن. ولأسفنا الشديد، فان هذا ليس منوطا بهما. التعليلات في صالح الهجوم في إيران تستند إلى فرضية العمل في أن امامنا يقف زعيم غير عقلاني، لن يتردد في اتخاذ خطوات مجنونة ضد إسرائيل الا إذا أوقعنا عليه ضربة وقائية تصفي قدراته النووية. غير أن هذه الفرضية تعمل في الاتجاهين. فذات عدم العقلانية هو الذي من شأنه أن يعمل ايضا اذا ما هاجمنا. جنون الاضطهاد الذين يقود المؤيدين للهجوم يتحدث عن ابادة دولة إسرائيل في حالة عدم العمل من جهتنا ضد النووي الإيراني. غير أنه ليس لدى نتانياهو حتى ولا جواب واحد مظفر على هذه المسائل الوجودية. هو يمكنه فقط أن يقدر. كيف حصل على الاطلاق ان وصلنا إلى تدحرج هذه المسائل إلى أبوابنا؟ فحتى وقت غير بعيد مضى إيران كانت مشكلة العالم بقيادة الولايات المتحدة. وها هي، منذ اشهر ونحن نفعل كل شيء كل نحصل على الحصرية على هذا العبء الفظيع. إن من يقطف اساس ثمار عنادنا المجنون هو اوباما. فما هو افضل قبل الانتخابات من الظهور كزعيم سوى العقل، يفعل كل شيء كي يمنع حربا في دولة بعيدة اخرى؟ خسارة أنه ليس زعيمنا.
salim
google traduction