تحت شعار التقشف... الأوروبيون يحيون عيد العمال
شارك الاسبان في مسيرات في 80 مدينة في بلد يواجه ازمة للاحتجاج على اقتطاعات غير مسبوقة في الميزانية واصلاح العمل بقرار من الحكومة المحافظة سعيا لتخفيض معدل البطالة الذي بلغ مستوى قياسيا.
وفي مدريد سار عشرات الاف الاشخاص في وسط العاصمة وهم يلوحون بالاف الاعلام الحمراء الصغيرة تحت شعار "العمل، الكرامة، الحقوق. يريدون تدمير كل شيء".
وكتب على لافتة كبيرة رفعت قبيل انطلاق المسيرة "الاصلاح الجديد للعمل يعني التوجه نحو عالم من العبيد".
وفي اليونان التي تطبق فيها سياسة تقشف شديدة شارك الاف الاشخاص في تظاهرات في اثينا ومدن اخرى. وقالت الشرطة ان اكثر من 18 الف شخص تظاهروا في سائر انحاء البلاد.
وتأتي هذه التظاهرات قبل خمسة ايام من الانتخابات التشريعية في السادس من ايار/مايو التي تبدو نتيجتها غير مؤكدة بسبب تراجع شعبية الحزبين الرئيسيين، الديموقراطية الجديدة (يمين) الذي يعتبر الاوفر حظا، واشتراكيي حزب باسوك الذين يواجهون حملات ضدهم بسبب سياسة التقشف التي تفرضها الجهات الدائنة لليونان.
وفي فرنسا وقبل خمسة ايام من موعد الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية تحدى الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي اليسار بجمع الاف من انصاره في باريس (220 الف شخص بحسب فريقه).
وقد دعا ساركوزي الذي تشير استطلاعات الرأي الى تخلفه بفارق كبير عن منافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي تتوقع فوزه بغالبية 53 الى 54% من الاصوات الاحد، انصاره الى النزول الى الشارع للاحتفال "بعيد العمل الحقيقي"، واعدا باقامة "نموذج اجتماعي جديد" في حال اعادة انتخابه.
لكن زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن التي احتلت المرتبة الثالثة في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية في 22 نيسان/ابريل بحصولها على 17,9% من الاصوات، اعلنت بدون مفاجأة كبيرة في كلمة القتها في تظاهرة اخرى، انها ترفض الاختيار بين فرنسوا هولاند الذي يجسد "املا كاذبا" ونيكولا ساركوزي الذي يمثل "خيبة امل جديدة".
وساركوزي الذي لا يمكنه ان يأمل في الفوز بدون دعم كثيف من ناخبي اليمين المتطرف، شدد خطابه منذ ثمانية ايام في الحديث عن مواضيع الامن والهجرة والحدود والجذور المسيحية لفرنسا.
واتهمه فرنسوا هولاند على الفور اثناء تجمع في نيفير (وسط) بانه يريد ان يجعل من الاجانب الموضوع الرئيسي "في حين ان الموضوع الرئيسي هو البطالة والقوة الشرائية ومكافحة التفاوت الاجتماعي".
اما المسيرة النقابية التي دعت اليها النقابات فجمعت 48 الف شخص بحسب الشرطة، اي اربع مرات اكثر من العام 2011. وبحسب الاتحاد العام للعمل (سيه جيه تيه) فقد تظاهر 250 الف شخص في باريس و750 الفا في كل فرنسا.
واحتفل الاشتراكيون البلجيكيون الفرنكفونيون بالاول من ايار/مايو وهم يترقبون الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يأملون بان تسجل "منعطفا لاوروبا" بحمل فرنسوا هولاند الى الحكم.
وفي ايطاليا نظمت النقابات الكبرى الثلاث حفلة موسيقية كبيرة في روما بعد المشاركة في تظاهرات خصوصا في ريتي قرب العاصمة لمطالبة الحكومة بمساعدة الشبان بشكل اكبر لمواجهة الازمة.
وفي موسكو انضم الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين والرئيس المنتهية ولايته ديمتري مدفيديف الى التظاهرة الكبرى -اكثر من 150 الف شخص بحسب الشرطة - التي نظمتها النقابات الموالية للكرملين قبل اسبوع من تنصيب رئيس الدولة الجديد.
وفي اسطنبول توجه عشرات الاف المتظاهرين نحو ساحة تقسيم حيث قتل عشرات الاشخاص قبل 35 عاما.
ووقعت احداث اثناء التظاهرة عندما قامت مجموعة من مئة شخص معظمهم ملثمون بتحطيم زجاج عدة مصارف ومحلات تجارية في حي مجيدييكوي الواقع على بعد بضعة امتار من الساحة الواسعة. وقد تصدت لهم شرطة مكافحة الشغب.
وفي محافظة تونجلي (شرق) المأهولة بغالبية كردية تحولت التظاهرة بمناسبة الاول من ايار/مايو الى صدامات اصيب خلالها شرطيان بجروح من رشق الحجارة بحسب وكالة انباء الاناضول التركية.
وفي تونس تظاهر اكثر من 20 الف تونسي في وسط العاصمة بدعوة من النقابات وطالبوا بالعمل والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية.
وفي كوبا ترأس الرئيس راوول كاسترو مسيرة ضخمة في هافانا الى جانب حوالى الفي مدعو اجنبي.
واكد التلفزيون الكوبي ان "مئات الاف" الاشخاص ساروا في ساحة الثورة حيث تجمعت حشود فاق عددها الحشود التي حضرت القداس العام الذي تراسه البابا بنديكتوس السادس عشر وقدر عددها بحوالى 300 الف شخص اواخر اذار/مارس الماضي.
وفي فنزويلا خفضت ساعات العمل من 44 الى 40 ساعة اسبوعيا بحسب قانون "تاريخي" صادق عليه الرئيس هوغو تشافيز لمناسبة الاول من ايار/مايو.
الى ذلك تظاهر عشرات من البحرينيين في القرى الشيعية ورفعوا لافتات كتب عليها "العودة للعمل حقنا" في اشارة الى فصل عدد من الاشخاص عن وظائفهم في البحرين على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المملكة.