هكذا تسببت عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي في شقاق بين الجزائر و البوليساريو

أخبارنا المغربية ـ القدس العربي

 

يوجد اختلاف في التقييم بين الجزائر وجبهة البوليساريو بشأن عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي، إذ تفضل الأولى عدم العودة أو على الأقل تشديد الشروط بينما تعتبر الثانية أن هذه العودة ستصب في صالحها ومنها لعب الاتحاد الإفريقي دوراً رئيسياً في النزاع مستقبلاً.

وحسب «القدس العربي» فإن الجزائر ترغب في عرقلة عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي، ولهذا تعمل الكثير من الشروط لتحقيق هذا الهدف ومنها إجبار المغرب على التزامات واضحة بشأن الحدود الموروثة عن الاستعمار علاوة على عدم قبوله مباشرة بعد محاولة دراسة طلبه.

وتنطلق الجزائر من رؤيتها بأن عودة المغرب قد تخلق انقساماً وسط الاتحاد الإفريقي، إذ  قد يتزعم بعض الدول الموالية له مثل ساحل العاج والغابون والسنغال لمعارضة الكثير من القرارات التي عادة ما يتم الإجماع عليها كما يحدث حتى الآن.  وفي الوقت ذاته، تعتقد الجزائر أن المغرب سينسق في الكثير من القضايا وجر الدول الافريقية الفرنكفونية  الى مواقف معينة في مواجهة الدول الافريقية الأنجلوسكسونية. وكانت دبلوماسية الجزائر قد انتقدت كثيراً المغرب بسبب انسحابه رفقة مجموعة من الدول العربية الملكية واليمن من القمة العربية – الإفريقية الشهر الماضي في مالابو.

وفي المقابل، يوجد انقسام وسط جبهة البوليساريو بين مؤيد ومعارض، وإذا كان التيار المعارض هو الأقوى حتى الأسابيع الأخيرة، فالفريق الذي يؤيد عودة المغرب بدأ يفرض براغماتية في التفكير نحو القبول.

وتنطلق جبهة البوليساريو من مصالحها الخاصة التي تتعارض أحياناً مع الجزائر. وترى جبهة البوليساريو أن عودة المغرب مكسباً استراتيجياً لها لأنهما سيكونان عضوين في الاتحاد الإفريقي، وهو اعتراف غير مباشر من طرف المغرب بالدولة التي أعلنتها البوليساريو. كما أن الاتحاد لن يجمد عضوية البوليساريو فيه لعدم وجود بند قانوني ينص على ذلك، ثم تشبث بعض الدول بعضوية هذه الحركة. ويضاف الى هذا، قد يشكل تشجيعاً للكثير من الدول لكي تعترف بالدولة التي أعلنتها جبهة البوليساريو.

كما أن جبهة البوليساريو ترى في حضور المغرب في الاتحاد الإفريقي فرصة للرفع من استحضار نزاع الصحراء في هذا المحفل القاري بل وإجبار المغرب على قبول المبعوث الخاص للاتحاد في نزاع الصحراء خواكين شيصانو الذي رفض الاعتراف به حتى الآن.

ورغم الاختلاف بين الطرفين، فبدون شك سيكون هناك اتفاق بينهما قبل انطلاق أعمال القمة الإفريقية التي ستبدأ خلال الأيام المقبلة في أديس أبابا، حيث سيكون الحدث هو عودة المغرب الى صفوف الاتحاد بعد غياب 33 سنة.

وكان المغرب قد انسحب بسبب عضوية البوليساريو، والآن يرغب في العودة. وقد صادق المجلس الوزاري برئاسة الملك محمد السادس الأسبوع الماضي على العودة، كما صادق البرلمان المغربي الأربعاء من الأسبوع الجاري على قرار العودة.

 

قراءة التعليقات (10)

المقالات الأكثر مشاهدة