حوادث إطلاق النار بالولايات المتحدة تخلف حصيلة دامية خلال أسبوع
أخبارنا المغربية - أ ف ب
لم تكد تمض ساعات على حادث إطلاق النار الدامي الذي كانت مدينة (ال باسو) في تكساس مسرحا له صباح السبت مخلفا مقتل 20 شخصا وعددا من الجرحى، حتى استفاق الأمريكيون فجر اليوم الأحد على حادث مماثل في مدينة أوهايو ق تل فيه تسعة أشخاص، لترتفع بذلك الحصيلة الدامية لهذين الحادثين خلال 24 ساعة إلى 29 قتيلا وعشرات الجرحى، من بينهم العديد من الحالات الحرجة.
وينضاف هذان الحادثان إلى آخر وقع مطلع الأسبوع الجاري، حيث أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن شخصا مسلحا أطلق النار خلال حفل في كاليفورنيا مرديا ثلاثة أشخاص قتلى، فيما أصيب 13 آخرون بجروح.
وتعد هذه الحوادث المميتة وصمة أخرى في سجل عمليات القتل الجماعي التي شهدها البلد خلال العام الجاري والتي بلغت في المجمل 32.
وككل مرة تقع فيها حوادث من هذا القبيل، ارتفعت العديد من الأصوات المطالبة بضبط حيازة السلاح في الولايات المتحدة المشرعة قانونا، لاسيما أن جرائم القتل الجماعي تطال المؤسسات التعليمية وأماكن العبادة والمرافق العامة والمراكز التجارية على امتداد البلد، ما يعني أن دائرة الاستهداف تزداد اتساعا. كما تتشعب دوافع ومعتقدات مرتكبيها.
والأكيد أن هذه الحوادث ستشكل مادة دسمة للنقاش والجدل السياسي المحتدم أصلا بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري اللذين يتأهبان لخوض الانتخابات الرئاسية بعد بضعة أشهر.
وفي هذا السياق، كتب نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والمرشح الأوفر حظا بالفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في تغريدة على (تويتر)، أنه "حان وقت التصرف ووضع حد لوباء العنف المرتبط بالأسلحة".
وحمل حادث إطلاق النار بمدينة ال باسو الذي وقع داخل مركز "وولمارت التجاري" الذي يحج إليه زبناء من أصل إسباني، بصمة "كراهية الأجانب" حسب ما أعلنته مصالح الشرطة التي تمكنت من توقيف المشتبه في ارتكاب هذه المجزرة وهو "رجل أبيض يبلغ الحادية والعشرين" ينحدر من مدينة آلين بولاية تكساس.
وأظهرت أشرطة متداولة للحادث مشاهد من الهلع والفوضى، وأجسادا ملتصقة بالأرض، فيما أفادت الشرطة أن ما بين ألف و 3 آلاف متسوق كانوا في المركز التجاري "وولمارت" لدى إطلاق النار.
وتعزز شبهة كراهية الأجانب في حادث "إل باسو" الدامي كون المدينة البالغ عدد سكانها 680 ألف نسمة تقع على الحدود مقابل مدينة سيوداد خوايز المكسيكية. كما أن 83 بالمائة من سكانها هم من أصول إسبانية، وفق إحصاءات سنة 2018.
وأدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الحادث، الذي قتل فيه ثلاثة مواطنين مكسيكيين، واصفا إياه ب"المأساة" و "العمل الجبان". وكتب في تغريدة " ما من سبب يبرر قتل أشخاص أبرياء".
ولأن المصائب لا تأتي فرادى ، فقد حملت الساعات التي تلت حادث "إل باسو" للأمريكيين نبأ مقتل تسعة أشخاص في حادث إطلاق نار في دايتون بعيد الساعة الواحدة فجرا في حي أوريغون.
وقالت رئيسة بلدية دايتون نان وايلي إن مطلق النار كان يرتدي درعا واقيا من الرصاص، ويحمل مخازن رصاص ذات سعة واسعة ومخازن إضافية. وتابعت "في أقل من دقيقة واحدة تمكن أول العناصر الذين استجابوا لإطلاق النار من تحييد مطلق النار".
ومن جهته، أوضح ضابط الشرطة كاربر أن "مطلق النار قتل متأثرا بجروح أصيب بها برصاص الشرطة التي كانت ترد" على مصدر النيران، مشيرا إلى أن أي شرطي لم يصب بجروح.
وتطرح سلسلة حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة بحدة، مسألة تشديد المراقبة على بيع الأسلحة النارية، وهو موضوع حساس تتضارب بشأنه مواقف صناع القرار بسبب نفوذ لوبي تجار السلاح في الساحة السياسية.
ويقر المراقبون بأنه لا يوجد في الولايات المتحدة أي سياسي يدعو إلى حظر أو مصادرة الأسلحة النارية، إذ أن حيازتها حق مكفول بموجب الدستور، مسجلين أن النقاش بخصوص هذه القضية ينصب أكثر حول القضايا الفرعية، مثل حظر أجهزة تعديل الأسلحة النارية إلى أوتوماتيكية أو تعميم مراقبة سجل السوابق الجنائية والنفسية قبل بيع الأسلحة.