اعادة محاكمة مبارك الرئيس المخلوع الذي حكم مصر ثلاثة عقود بلا منازع
اعادة محاكمة مبارك الرئيس المخلوع الذي حكم مصر ثلاثة عقود بلا منازع
أخبارنا المغربية
حسني مبارك، الذي ستعاد محاكمته بعد ان قبلت محكمة النقض المصرية الاحد الطعن الذي قدمه ضد الحكم الصادر عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، حكم مصر بلا منازع لثلاثة عقود قبل ان تطيح به هذه الانتقاضة في 11 شباط/فبراير 2011.
فقد قبلت محكمة النقض اليوم الطعون المقدمة من مبارك كما قبلت الطعن المقدم من النيابة العامة في القضية، وأمرت بإعادة محاكمة جميع المتهمين فيها وهم اضافة الى الرئيس السابق نجلاه جمال وعلاء ووزير الداخلية في آخر سنوات عهده حبيب العادلي وستة من كبار المسؤولين الامنيين السابقين.
وكانت محكمة جنايات القاهرة اصدرت في 2 حزيران/يونيو، حكما بالسجن المؤبد على مبارك بتهمة قتل المتظاهرين الا ان ستة من كبار المسؤولين الامنيين السابقين الذين كانوا متهمين معه في هذه القضية حصلوا على البراءة واخلي سبيلهم.
وقتل نحو 850 متظاهرا ابان الانتفاضة التي اطاحت نظام مبارك. وكان مشهد مبارك داخل القفص لاول مرة عند بدء المحاكمة في الثالث من اب/اغسطس الماضي 2011 مشهدا تاريخيا وخصوصا انه اول رئيس عربي يعتقل ويحال على المحاكمة.
وقد مثل الرئيس السابق طوال محاكمته على سرير نقال داخل قفص الاتهام في مشهد يتناقض كثيرا مع صورته السابقة كزعيم قوي مرهوب الجانب.
ويعاني مبارك من اكتئاب حاد وصعوبة في التنفس ومشاكل قلبية وارتفاع في ضغط الدم وفقا لمحاميه ولمصادر طبيه، ونقل اكثر من مرة الى المستشفى منذ ايداعه السجن وخصوصا بعد اصابته بجلطة دماغية في نهاية حزيران/يونيو الماضي وسقوطه في الحمام في 19 كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وفي 27 كانون الاول/ديسمبر امر النائب العام بنقله الى مستشفى المعادي العسكري لاصابته بارتشاح في الرئة وكسور في الضلوع. ومنذ ذلك الحين لم تصدر اي معلومات عن حالته الصحية.
ويواجه مبارك الذي حكم اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، مع نجليه جمال وعلاء اتهامات بالفساد.
وفتح الباب امام تولي مبارك الرئاسة عند اغتيال الرئيس الاسبق انور السادات على يد اسلاميين في العام 1981 حيث كان نائبا للرئيس في وقت لم يكن احد يتوقع مستقبلا كبيرا لهذا الرجل الذي يفتقد الى الكاريزما.
عرف عن مبارك انه رجل براغماتي غير انه فقد شيئا فشيئا صلته بالشعب واصبح عنيدا ومتكبرا وقد اعتمد على جهاز امني مخيف وحزب يأتمر بأوامره ليحكم البلاد بشكل فردي طوال ثلاثين عاما.
وكان التزامه رغم كل الانواء والاحتجاجات بمعاهدة السلام التي ابرمها سلفه مع اسرائيل عام 1979 وحرصه على ان يظل ضمن ما عرف بمعسكر الاعتدال في العالم العربي سببين رئيسيين لتأييد الغرب لنظامه، وخصوصا الولايات المتحدة التي ظل حليفا لها على الدوام.
وظل مبارك بشعره الاسود المصبوغ على الدوام رغم مرور الزمن وبنظرته التي يخفيها في غالب الاحيان خلف نظارات سوداء، وجها مألوفا في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.
ورغم تصديه بقوة للجماعات الاسلامية المتطرفة، لم يتمكن مبارك من وقف تصاعد الاسلام الاصولي الذي تجسده جماعة الاخوان المسلمين وهي تعد اليوم اكثر الحركات السياسية تنظيما على الساحة السياسية.
ولد محمد حسني مبارك في الرابع من ايار/مايو 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر. وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش الى ان اصبح قائدا للقوات الجوية ثم نائبا للرئيس في نيسان/ابريل 1975.
وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال ما جعله يرفض رفع حالة الطوارىء السارية في البلاد منذ توليه الحكم.
وقد غذى صعود نجم نجله الاصغر جمال القريب من اوساط رجال الاعمال، الشكوك بشأن عملية "توريث" للحكم خلال الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في ايلول/سبتمبر 2011 ما ادى الى احتجاج المعارضة.
في المقابل فان الانفتاح الاقتصادي الذي تسارعت وتيرته في السنوات الاخيرة من عهده اتاح تحقيق طفرة اقتصادية وظهور "ابطال" مصريين في مجال الاتصالات او الانشاءات.
الا ان نحو اربعين بالمئة من 82 مليون مصري لا يزالون يعيشون باقل من دولارين في اليوم وفقا للتقارير الدولية، في وقت تتهم البلاد بانتظام في قضايا فساد.
ولمبارك الذي خضع في اذار/مارس 2010 لجراحة لاستئصال الحوصلة المرارية في المانيا، ابن اخر هو علاء نجله البكر من زوجته سوزان ثابت التي كان يطلق عليها "سيدة مصر الاولى" ويقال انه كان لها تاثير كبير على زوجها.
youssef
ما الفائدة من محاكمته او حبسه الان عمره يتجاوز 85 سنة المحاكمة الحقيقية هي التي تنتظره عند الله