هل مازال في الجزائر أُناسٌ عقلاء؟
أخبارنا المغربية
بقلم: اسماعيل الحلوتي
في سابقة تعد هي الأولى من نوعها خلال السنوات الأخيرة، وعلى عكس ما دأب عليه المرشحون للانتخابات الرئاسية في الجارة الشرقية الجزائر من إعلان واضح وصريح عن عقيدة العداء ضد رموز المغرب ومؤسساته، بحثا لهم عن التزكية ونيل رضا كابرانات العسكر الذين يتحكمون في مفاصل البلاد ورقاب العباد، أبى أحد المواطنين الجزائريين العقلاء من منافسي الرئيس الحالي عبد المجيد تبون في الانتخابات المزمع تنظيمها عام 2024، إلا أن يكشف عن مدى رغبته في إحداث تقارب مع المغرب وتحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب، لما في ذلك من خير البلدين الجارين والشعبين الشقيقين.
حيث أن المسمى عمر آيت المختار المرشح لرئاسيات الجزائر 2024 كشف لإحدى المنصات الإعلامية الأجنبية التي تعنى بقضايا إفريقيا، عن نيته في الاتصال بالعاهل المغربي محمد السادس فور فوزه بالانتخابات، وعزمه الأكيد على القيام بزيارة العاصمة الرباط سعيا إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والعمل على تحسينها. إذ يعتبر أن "المملكة المغربية تشكل عمقا استراتيجيا للجزائر، والأمر نفسه بالنسبة للمغرب" وأضاف قائلا بأن "الأخوة بين الشعبين يجب أن تغلب على طابع الحسابات السياسية الضيقة" كما لم تفته الإشارة إلى قضية الصحراء المغربية على أنها "قضية يجب أن تبقى في سياق اختصاصات الأمم المتحدة، وأن تبتعد الجزائر عن دعم جبهة البوليساريو على حساب علاقاتها التاريخية مع المغرب، خدمة لمصالح الشعبين"
وبصرف النظر عما إذا كانت "العصابة" الحاكمة في قصر المرادية من كابرانات العسكر، التي ما انفكت تمارس قبضتها الحديدية على المشهد السياسي المحلي، مازالت قادرة على التصدي بقوة لأي مفاجآت ممكنة، من خلال الاستمرار في بسط هيمنتها على جزء من الأحزاب والنخب السياسية، للحيلولة دون ظهور من يخالف عقيدتها العدائية للمغرب أو يحاول التقارب منه، ولاسيما أن هذه الآلة العسكرية الفاسدة والحاقدة هي من اعتادت على صناعة رؤساء الجزائر على المقاس، فإن هناك أصواتا ترتفع من حين لآخر مستنكرة هذا الجفاء والتباعد بين النظامين.
فالحالمون بمشروع التكامل المغاربي الذين يعد عمر آيت المختار المرشح لرئاسيات الجزائر 2024 واحدا منهم، يرون أن التقارب والاتحاد بين القطرين الشقيقين سيمكناهما معا من أن يلعبا أدوارا كبرى. إذ بقدر ما باعدت السياسة بين البلدين، بقدر ما قربت بينهما عوامل أخرى عديدة ومتنوعة منها مثلا المصير الاقتصادي المشترك، وثمة أيضا اللغة المشتركة بين الشعبين الجزائري والمغربي اللذين يتقاسمان إلى جانب الحدود التي تجمع بينهما التاريخ والعادات والتقاليد، إلى الحد الذي باتوا يحتفلون فيه بعيد الفطر وعيد الأضحى بذات التقاليد والعادات، ويكادون يحضرون جميع أطباق العيدين الدينيين بنفس الطريقة، وهو التشابه إلى حد التطابق الذي نجده حاضرا بقوة في الشرق المغربي والغرب الجزائري، وطالما أدى إلى قيام علاقات قرابة ودم مختلطة بين الضفتين، بالنظر إلى الحدود المشتركة.
بيد أننا نكاد نشك أن تسمح الطغمة العسكرية الفاسدة بالصعود إلى مواقع القرار لمثل هذه الشخصيات الجزائرية التي مثلها مثل الكثير من المغاربة تحلم بإنهاء الخلافات القائمة ونزع فتيل التوتر، تفاديا لأي حرب خطيرة ومدمرة، لأننا على علم مسبق بأن جميع أطياف النظام الجزائري تتبنى عقيدة العداء للمغرب وتحرص على توجيه سياسة الدولة، حتى تظل علاقاتها مع المغرب محتدمة والحدود مغلقة.
ويشار إلى أنه أصبح معلوما لدى الكثير من الأنظمة السياسية والعسكرية ومعها مجموعة من الخبراء، أن الأكاديميات والمدارس العسكرية في الجارة الشرقية الجزائر تعمل منذ نشأتها سنة 1962 على تلقين الضباط والجنود دروسا معمقة في الحقد والكراهية ضد المغرب، باعتباره العدو الأكبر والأخطر الذي يتهدد أمن واستقرار بلدهم. ولهذا الغرض حرص النظام الجزائري على أن يجعل المؤسسة العسكرية في جميع أسلاك التكوين حريصة على توريث الأجيال الصاعدة إيديولوجيا ترتكز أساسا على العداء للمغرب، لذلك لن يسمح أبدا النظام الجزائري المستبد الذي يحكم قبضته على جميع المرافق الإعلامية والثقافية والسياسية بوجود أصوات معارضة لفكر المؤسسة العسكرية وسياساتها، وسيواجه كما في السابق أي مرشح لرئاسيات 2024 وما بعدها يشق عصا طاعة العسكر ويدعو إلى الوحدة مع المغرب، لا لشيء سوى لأنه يتخذ منه موضوعا لتصريف الأزمات الداخلية للجزائر.
فمنذ فجر "استقلال" الجزائر بدت الأطماع الجزائرية الموالية للاستعمار الفرنسي واضحة في التوسع على حساب الأراضي المغربية، كما يشير إلى ذلك بعض الملاحظين والخبراء المهتمين بالشأن المغاربي. ولم يلبث بعض القادة الجزائريين الذين عادوا إلى بلادهم بعد الاستقلال المزعوم من المغرب الذي عاشوا فيه ووجدوا بداخله الحماية والدعم من قبل المخزن والشعب المغربي، أن أداروا ظهورهم له وما انفكوا يشنون الحملات الإعلامية المسعورة ضده وبث الشائعات من أجل تحريض الشعب الجزائري الشقيق.
إن المرشح المفترض عمر آيت المحتار لرئاسيات الجزائر 2024 الداعي إلى التقارب مع المغرب، نبذ الخلافات القائمة وتحسين العلاقات بين البلدين الجارين، على اعتبار أن ما يجمع بينهما أكبر وأعمق مما يفرق بينهما، ليس سوى واحدا من عقلاء الجزائر الذين يفكرون بجدية ليس فقط في مصلحة الجزائر والشعب الجزائري، بل كذلك في المصلحة العليا للمنطقة المغاربية والعربية. ونحن على يقين تام أنه وبإصرار ذوي النيات الحسنة سيأتي يوم تنكشف فيه الحقيقة لجميع المخدوعين، وتنتصر قوى الخير على الشر، لأن الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده.
نهارىسعد
مسكين لم يفهم الدرس
نرى مصيرا مماثلا لمصير المرحوم بوضياف فوالله ان الاشرار والخبثاء المجتمعين ببلاد الكابرانات لو تفرقوا على العالم لدمروه فلولا الاقدار الالاهية التي تحفظ مملكتنا الشريفة لما كنا قاومنا شرهم ومكائدهم ولله الحمد ان الالطاف الالاهية دائما ما تقف بجانبنا فسياسة العداء متجدرة في عقليات قدمت ولاءها للشيطان