بعد مقتل نصر الله.. هل يستمر حزب الله في دعم جبهة البوليساريو الانفصالية؟

بعد مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، على يد الجيش الإسرائيلي، يطرح العديد من المراقبين تساؤلات حول مستقبل الحزب، خصوصًا فيما يتعلق بمواقفه الداعمة لجبهة البوليساريو. ويرى الكاتب التونسي نزار بولحية أنه من المبكر حاليًا تحديد ما إذا كان حزب الله سيظل متشبثًا بمواقفه السابقة أم سيتجه إلى مراجعة أولوياته، بما في ذلك موقفه من الانخراط في الصراعات العربية الداخلية، مثل دعمه العسكري واللوجيستي لجبهة البوليساريو.

وفي تقرير حديث له، يؤكد مركز الخليج للدراسات الإيرانية (ALKHALEEJ CENTER FOR IRANIAN STUDIES) أن إيران تحاول "منذ زمن طويل، وتحديدًا منذ ثورة 1979، توسيع نفوذها في المنطقة المغاربية، سواء من خلال الدبلوماسية أو الجماعات المسلحة التابعة لها مثل "حزب الله" اللبناني، حيث تنشط الجماعة الشيعية المسلحة في هذه المنطقة بهدف تقديم الدعم العسكري واللوجيستي لجبهة البوليساريو الانفصالية، التي تتمرد على منطقة الصحراء المغربية منذ عام 1976 حتى الآن.

وفي السياق ذاته، يرى محللون ومراقبون مغاربة أن جبهة البوليساريو المعادية لمصالح المملكة، مدَّت يدها إلى "حزب الله"، مؤكدين أن توغل "حزب الله" وإيران في شمال إفريقيا لن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة فحسب، بل يشكل أيضًا تهديدًا لأوروبا.

وفي تصريح خاص به لـ"أخبارنا"، قال أحمد الدرداري، رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات، إن إيران تعتمد أسلوب التقارب مع الأنظمة المعادية للولايات المتحدة، كمبدأ يسهل اختراقها عن طريق المذهب الصفوي ودعم التنظيمات المتطرفة بالسلاح والخطط والتداريب. مضيفاً أن سياسة إيران تعتمد على تدريب العصابات لخوض حرب الاستنزاف وضرب قدرات أية دولة مهما كانت، الأمر الذي يجعل المملكة المغربية تتجه نحو الأسواق الدولية للتسلح بالعتاد العسكري العصري، وكذا خوض تجارب تدريبية حربية تشمل جميع الخطط التي تميز الجيوش العالمية.

ويرى موسى المالكي، أستاذ باحث في الجغرافيا السياسية والقضايا الاستراتيجية، أن الجزائر طالما وظفت البوليساريو كمرتزقة لضرب استقرار المغرب ووحدته الترابية، وها هي تتحول اليوم أمام أنظار العالم إلى ميليشيا عسكرية موالية ومدعومة بأسلحة إيران، بهدف ضرب استقرار شمال إفريقيا.

غير أن الضربة التي تلقاها حزب الله مؤخراً من الجيش الإسرائيلي، والمتعلقة بمقتل أبرز قياداته وفي مقدمتهم حسن نصر الله، قد تلعب دورها في تغيير المنهجية الإيرانية في المنطقة. والأكيد، يقول نزار بولحية، إن "اغتيال نصر الله لا يعني نهاية المقاومة، لكنه قد يكون إشارة إلى تقلص الدور الإيراني في المنطقة، ومنعطف جديد في تغير سلوكها المبني على دعم الحركات الإرهابية بشمال إفريقيا."