الأبعاد السياسية والرياضية لطلب الجزائر لضمانات السلامة في كأس أمم إفريقيا المنظمة بالمغرب
بقلم: محمد أعزوز
في عالم تتشابك فيه خيوط السياسة والرياضة، تبرز الجزائر كدولة تسعى لاستغلال الأحداث الرياضية لتصفية حساباتها السياسية. يأتي طلبها من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) للحصول على ضمانات لسلامة منتخبها وجمهورها خلال كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستقام في المغرب، ليعكس حالة من القلق والإفلاس السياسي، ويكشف عن محاولات لتشويه صورة المغرب والنيل من إنجازاته.
لقد تقدمت الجزائر بهذا الطلب في سياق أزمة حقيقية تؤرق النظام الجزائري، الذي يواجه تحديات داخلية وخارجية تتعلق بصورته ومصداقيته. لطالما كانت الرياضة سلاحًا ذا حدين في العلاقات الدولية، واستخدامها كأداة سياسية ليس بالأمر الجديد. فعلى مر التاريخ، استخدمت دول مثل ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية الألعاب الأولمبية وكأس العالم لتعزيز نفوذها السياسي. استضافت ألمانيا دورة الألعاب الأولمبية عام 1936 لتأكيد قوتها واستعادة هيبتها بعد الحرب العالمية الأولى، بينما استضافت إيطاليا كأس العالم عام 1934 تحت قيادة نظام موسوليني لتعزيز صورة النظام الفاشي. كانت هذه الأحداث الرياضية وسيلة لإبراز مكانة الدول على الساحة الدولية وتعزيز سمعتها، مما يعكس التداخل العميق بين السياسة والرياضة.
تتشارك ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية والنظام العسكري الجزائري في استخدام الرياضة كأداة لتعزيز النفوذ السياسي. فقد استخدمت الأنظمة الثلاثة الرياضة لتجسيد قيمها الوطنية وتعزيز الولاء للدولة، حيث كانت الفعاليات الرياضية تحت رقابة الدولة، وتم توجيهها لدعم الرسائل السياسية. كما ساهمت الرياضة في تعزيز الشعور بالوحدة الوطنية وتعزيز صورة القادة كرموز للقوة. هذا الاستخدام يعكس كيف يمكن للرياضة أن تكون وسيلة فعالة في الدعاية السياسية.
لقد أثار خطاب حفيد مانديلا، خلال حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين في الجزائر، جدلاً واسعاً بعد دعوته إلى "تحرير الصحراء الغربية"، واصفاً إياها بـ"آخر مستعمرة إفريقية". أثارت هذه التصريحات استياءً كبيراً في المغرب، حيث اعتبرها العديد من المغاربة استغلالاً للحدث الرياضي للتحريض ضد الوحدة الترابية للمملكة. وربط مراقبون هذه الكلمة بتوجهات النظام الجزائري، مشيرين إلى أن حفيد مانديلا أساء لذاكرة جده الذي كان من دعاة السلام.
الجزائر، التي تعاني من أزمات داخلية عميقة ومشكلات اقتصادية خانقة، تحاول مجددا استغلال طلب الضمانات كوسيلة للضغط على المغرب، مما يعكس قلق النظام الجزائري من نجاح المغرب في استضافة البطولة بشكل يبرز تفوقه.
في بيان رسمي، أكد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) أن الاستعدادات لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب تسير على قدم وساق، وأنه تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة الفرق والجماهير. وقد أشار البيان إلى أن المغرب قد أثبت قدرته الفائقة على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى سابقًا، مثل كأس العالم للأندية، حيث استضافت المملكة هذا الحدث بنجاح كبير، مما يعزز مصداقية المغرب في التنظيم.
إن نجاح المغرب في تنظيم البطولة ليس مجرد حدث رياضي بل هو تجسيد لإرادة الشعب وقدرته على التميز. وفقًا لدراسة أجراها مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، فإن استضافة الأحداث الرياضية الكبرى يمكن أن تعزز الاقتصاد المحلي بنسبة تصل إلى 20% وتزيد من السياحة بنسبة 30%. بينما تسعى الجزائر لتشويه صورة المغرب، فإن هذه المحاولات قد تعكس إفلاسًا سياسيًا أكثر من كونها تهديدًا حقيقيًا.
إن الجزائر، رغم ما تمتلكه من ثروات هائلة، تعاني من واقع مرير يشبه الدول المنكوبة. بينما يبرز المغرب كدولة استطاعت، رغم قلة مواردها، تحقيق تقدم ملحوظ في مختلف المجالات. هذا التباين يثير قلق النظام الجزائري، الذي يخشى أن يكشف نجاح المغرب عن الفجوة الكبيرة بين الواقعين، مما قد يؤدي إلى مزيد من الإحباط لدى المواطنين الجزائريين.
تحاول الجزائر التأثير على تنظيم البطولة عبر تحركات سياسية وإعلامية تتضمن تصريحات سلبية حول قدرة المغرب على استضافة الحدث. وقد سبق للجزائر في مرات عدة أن استخدمت الرياضة كوسيلة لتصفية حساباتها السياسية مع المغرب، حيث تجلت هذه الاستراتيجية في استفزازات الرياضيين المغاربة ومنعهم من دخول الجزائر للمشاركة في مسابقات دولية. لا يمكننا تجاهل سجل الجزائر في استقبال ومعاملة المشاركين المغاربة، الذي كان غير إنساني في العديد من المناسبات، كما حدث مع منتخب الفتيان وفريق نهضة بركان.
تستمر محاولات تشويه سمعة المغرب قبيل انطلاق كأس إفريقيا 2025 عبر إشاعات حول عدم قدرته على تنظيم البطولة. تخشى الجزائر من أن يؤدي نجاح المغرب في تنظيم البطولة إلى زيادة الضغط الداخلي عليها، مما يعكس حالة من الإفلاس السياسي والرياضي. إن انسحاب الجزائر من البطولة قد يترتب عليه عقوبات تمنعها من المشاركة في البطولات القادمة، مما يزيد من تعقيد وضعها الراهن.
المغرب بسط جناحيه في سماء الرياضة العالمية، محققًا إنجازات رياضية بارزة، خاصةً في ميدان كرة القدم. كان منتخب "أسود الأطلس" قد صدح بروعة أدائه في مونديال قطر 2022، حيث تمكن من الوصول إلى نصف النهائي، ليكون أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ هذا الدور المرموق.
ولا يزال البهاء مستمرًا مع المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة، الذي زاد بريق المملكة بتتويجه بكأس الأمم الإفريقية 2023، في إنجازٍ تاريخي يظل محفورًا في الذاكرة.
وما يزيد الفخر هو الأداء الباهر للمنتخب الأولمبي المغربي في أولمبياد باريس 2024، حيث أحرز الميدالية البرونزية محققا إنجازا تاريخيا وأنهى البطولة في المركز الثالث لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية.
إلى جانب ذلك، نجح المنتخب النسوي في تأكيد تطور كرة القدم المغربية بتأهله لدور الـ16 في كأس العالم للسيدات 2023، في دلالة واضحة على التقدم الملحوظ والرؤية الاستراتيجية في تطوير الرياضة النسوية.
هذا كله يعكس الروح القتالية والطموح اللامتناهي للرياضة المغربية، مما يبشر بمستقبل رياضي واعد وزاخر بالإنجازات.
المغرب بات نموذجًا مشرقًا يُحتذى به في إفريقيا، وذلك بفضل تطوير منشآته الرياضية وتحسين بنيته التحتية. استضافة كأس العالم 2030 ستعزز مكانته على الساحة الدولية، حيث يتطلب هذا الحدث الضخم تحسين شبكات النقل والمرافق الرياضية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه المشاريع في خلق فرص عمل وجذب الاستثمارات، مما يعزز الاقتصاد المحلي. والمغرب يُعتبر رائدًا في الدبلوماسية الرياضية، حيث تُشيد الدول الإفريقية بنموذجه في تطوير كرة القدم.
أشادت العديد من المنابر الإعلامية الإفريقية بالنموذج المغربي في تطوير كرة القدم، مشيرة إلى نجاحات المنتخب الوطني وأندية مثل الرجاء والوداد. يُعتبر مركب محمد السادس لكرة القدم نموذجًا يُحتذى به في البنية التحتية الرياضية، وقد أثنى رئيس "الفيفا" على مستواه المتميز. كما سلطت الصحافة الضوء على حكامة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي تشمل تطوير الفئات الصغرى ودعم كرة القدم النسوية. يُعتبر المغرب الآن رائدًا في كرة القدم الإفريقية، مما يجعله مثالًا يحتذى به في القارة.
هذه الإنجازات كلها تعكس الرؤية الإستراتيجية والطموح الكبير للمغرب، وتبشر بمستقبل رياضي مزدهر يُشرف القارة الإفريقية.
يجب أن ندرك أن نجاح المغرب في تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 يتجاوز كونه مجرد حدث رياضي بل هو تجسيد لإرادة الشعب المغربي وقدرته على التميز والتفوق. إننا نعتز بتاريخنا وثقافتنا ونسعى دائمًا إلى تعزيز مكانتنا على الساحة الإفريقية والدولية.
وفي الختام، إن المغرب بتاريخه الحافل وحضارته الغنية لن يسمح لأي محاولات لتشويه صورته أو النيل من إنجازاته. سنظل ندافع عن حقوقنا ومصالحنا بكل شجاعة. إن نجاح البطولة سيكون بمثابة رسالة قوية للعالم بأن المغرب هو بلد الأمل والتقدم، وأننا مستعدون لمواجهة كل التحديات. سنبقى موحدين في دعم منتخبنا الوطني وسنثبت للعالم أجمع أن المغرب هو قلب إفريقيا النابض وقادرعلى تحقيق الإنجازات العظيمة رغم كل الصعوبات.
عبد الفتاح
نية مبطنة والمطالبة بالبراءة
العسكر يريد ان يبعث مجموعة من المشاغبين والفوضويين ليعيثوا في بلاد المغرب الشريف فسادا ويفسدوا على المغرب عرسه الكروي الذي سيكون ناجحا بإذن الله ويريدون ضمانات بعدم اتهامهم بالتورط في ذلك واعفائهم من اي محاسبة او متابعة.والله امرهم مضحك ......
مغربي اصيل
مرحبا
الشعب المغربي مضرب المثل في التحضر والتمدن وحسن الاستقبال والضيافة . يبقى فقط على الطرف الاخر ان يحترم المغاربة ولا يقوم بتصرفات افتزازية . والشعب المغربي قاطبة سيستقبل منتخب الجزاىر وجمهوره بالاغاني والاهازيج التي ستهز مدرجات الملاعب والفنادق والمطاعم والمقاهي والشوارع و ... بالاغنية الوطنية الخالدة :صوت الحسن الثاني ينادي بلسانك يا صحرا .فرحي يا ارض بلادي.....ولا ننس كذلك اغنية :العيون عنيا والساقية الحمرا ليا... فمرحبا بالاشقاء الجزاىريين ولا نستثني منهم احدا بما فيهم شنقريحة وتبون والحاشية من الكابرانات
مير
امير
انه الإفلاس الحقيقي للدولة المصنوعة من الاستعمار، وثلووا الى القاع ولازالوا يحفرون تحته. هدفهم هو جر بعض المغاربة البسطاء الى مستنقع الوحل الخنزيري ،فهيهات ثم هيهات خمسين سنة وهم يحاولون وفي الأخير يضربون أنفسهم ضربا.انهم يزيدون الما ووجعا من انجازات المغرب التي لايحلمون لتحقيقها حتى بعد 100سنة.