اختطاف جنديين جزائريين خلال مواجهة مع الانفصاليين على مقربة من الحدود مع النيجر
أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي
قالت مصادر مطلعة إن اشتباكات عنيفة في منطقة عين قزام القريبة من الحدود الجزائرية مع النيجر، أسفرت عن فقدان جنديين اثنين وإصابة آخر بجروح خطيرة، وذلك بعد وقوع القوات الجزائرية في كمين أثناء مهمة مراقبة في إحدى المناطق الاستراتيجية، حيث يدور الحديث عن تعرض الجنديين لعملية اختطاف خلال الكمين.
ويخوض الجيش الجزائري مواجهات طويلة مع الثوار الطوارق والسكان المحليين في مناطق تمنراست، عين أمغيل، وتينزاواتن، حيث أنه ورغم التواجد العسكري المستمر، تعاني القوات الجزائرية من ضعف في السيطرة، إذ تعيق التضاريس الصحراوية والجبلية الصعبة، إلى جانب نقص التنسيق والدعم اللوجستي، قدرتها على التعامل الفعال مع هذه التهديدات.
ويواصل الثوار الطوارق الضغط من أجل الاستقلال، متسلحين بدعم شعبي قوي من السكان المحليين الذين يشعرون بالإقصاء والتهميش من السلطة المركزية، حيث أدى هذا الدعم إلى تصاعد الهجمات التي تسببت بخسائر بشرية مستمرة، مما يبرز مدى عمق الأزمة وأثرها على الاستقرار الإقليمي.
وأثبتت السياسة العسكرية الجزائرية، القائمة على النهج القمعي، فشلها في احتواء الوضع، حيث أدى غياب المصالحة السياسية إلى تعميق الفجوة بين السكان المحليين والحكومة التي عين فيها تبون العميد سعيد شنقريحة وزيرا منتدبا للدفاع، في محاولة لتعزيز الأمن وإعادة فرض السيطرة، إلا أن الشكوك تظل قائمة حول قدرة هذا التعيين على إحداث تغيير حقيقي في الوضع.
ومع تدهور الأوضاع الأمنية، يزداد قلق المجتمع الدولي من احتمالية تحول الأزمة إلى تهديد إقليمي واسع النطاق، وهو ما قد يستدعي تدخلا دوليا في حال عجزت الحكومة الجزائرية عن احتواء الوضع الذي يعرف تطورات تعكس أزمة شاملة في إدارة الأمن والحوكمة، مما يدعو إلى إعادة تقييم شامل للسياسات المتبعة وتحقيق مصالحة حقيقية مع السكان المحليين لضمان استقرار مستدام في المنطقة.