ضربة معلم.. خطوة مغربية تجاه دول الساحل تثير رعب النظام الجزائري

ضربة معلم.. خطوة مغربية تجاه دول الساحل تثير رعب النظام الجزائري

أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي

أعربت المملكة المغربية في خطوة جريئة تؤكد ريادة المغرب في محاربة الإرهاب وترسيخ الاستقرار في القارة الإفريقية، عن استعدادها لتقاسم خبرتها المتقدمة في استخدام طائرات "الدرون" العسكرية مع دول الساحل، وهي مبادرة لم تمر مرور الكرام على كابرانات الجزائر الذين استشعروا خطر فقدان آخر أوراقهم في المنطقة، فالنظام الجزائري، الذي لطالما لعب على وتر الفوضى ودعم الميليشيات المسلحة، يجد اليوم نفسه محاصرا أمام واقع جديد تفرضه التحركات المغربية الناجحة.

وتمكن المغرب بفضل رؤيته الاستراتيجية وتحديث قدراته العسكرية، من إرساء منظومة أمنية متطورة تعتمد على الطائرات المسيرة، التي أثبتت نجاعتها في دحر محاولات التسلل والهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيات البوليساريو، الذراع المسلح للنظام الجزائري في المنطقة، حيث جعلت هذه الطائرات، التي توفر معلومات استخباراتية دقيقة وتنفذ ضربات موجعة، الجماعات المسلحة تفقد توازنها وقدرتها على المناورة، وهو ما ترغب دول الساحل في الاستفادة منه لمواجهة الإرهاب المتفشي في أراضيها.

وأكد المؤتمر الدولي الذي احتضنته الرباط، بمشاركة واسعة من مسؤولين وخبراء دوليين، على الخطر الداهم الذي يمثله الإرهاب في منطقة الساحل، حيث باتت هذه الرقعة الجغرافية مرتعا للتنظيمات المتطرفة، بفضل الدعم اللوجستي والتسليحي الذي توفره بعض الأنظمة، وعلى رأسها الجزائر، التي لطالما استعملت الإرهاب كورقة ضغط لفرض أجندتها الإقليمية، وهو ما أكدته تقارير أمنية مؤخرا وحذرت من انتقال الأنشطة الإرهابية من عمق الساحل نحو السواحل الأطلسية، وهو تطور خطير يستوجب تحركا سريعا وفعالا، بعيدا عن المناورات السياسية العقيمة.

ويشكل العرض المغربي لدول الساحل ضربة موجعة لمخططات النظام الجزائري، الذي حاول طيلة عقود احتكار النفوذ في المنطقة عبر خلق أزمات وإدامة الصراعات، حيث يقدم المغرب، بخلاف الجار الشرقي، حلولا ملموسة لمشاكل الإرهاب، ويعتمد على مقاربة تقوم على تبادل الخبرات والتعاون العسكري، بدل تأجيج النزاعات ودعم الجماعات المسلحة، وهو ما جعل العديد من الدول الإفريقية تراجع حساباتها وتدرك أن مستقبل أمنها واستقرارها يمر عبر شراكة حقيقية مع المغرب، وليس عبر الارتهان لأجندات عسكرية تخريبية تخدم مصالح فئة قليلة في الجزائر.

ولا تعتبر حالة الهلع التي أصابت كابرانات الجزائر بعد المبادرة المغربية أمرا غريبا، فالنظام الجزائري يعلم أن تعزيز قدرات دول الساحل سيؤدي إلى تجفيف منابع الإرهاب، وهو ما يتعارض مع استراتيجيته القائمة على زعزعة الاستقرار وخلق الأزمات لضمان استمرار نفوذه، ما دفعه لتحريك الأذرع الإعلامية للنظام الجزائري لمحاولة تشويه المبادرة المغربية، لكن الواقع الميداني يؤكد أن المغرب أصبح فاعلا أساسيا في الأمن الإفريقي، بينما تواصل الجزائر العزف على أسطوانة بائدة لم تعد تقنع أحدا.

ويبقى المغرب في ظل هذه التطورات، ماض في استراتيجيته القائمة على دعم الاستقرار ومحاربة الإرهاب بوسائل حديثة وفعالة، فيما يواجه النظام الجزائري عزلة متزايدة، بعدما انكشفت سياساته التخريبية أمام العالم، حيث وبينما تسعى الرباط لبناء مستقبل آمن للمنطقة، لا تزال الجزائر رهينة عقلية الهيمنة الفاشلة، التي لم تنتج سوى الخراب والفوضى بالمنطقة.

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة