البشير: لن نهرب إذا ثار الشعب
الجزيرة
أشاد الرئيس السوداني عمر البشير بانتفاضة الشعب التونسي التي قادت إلى خلع الرئيس زين العابدين بن علي وفراره من البلاد، مؤكداً أنه لن يهرب إن ثار السودانيون ضده، كما شدد -من ناحية أخرى- على أنه لن يتخاذل بشأن تطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال بعد انفصال الجنوب.
فقد حيا البشير في كلمة له بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان الشعب التونسي على انتفاضته، مؤكداً أنه "في اليوم الذي يثور فيه الشعب السوداني ضدنا فإننا لن نهرب أو نخرج من البلاد لكننا سنخرج له ليرجمنا بالحجارة وسنبقى هنا وندفن في أرضنا".
وأشار البشير إلى الدعوات التي بدأت تظهر لإسقاط الحكومة السودانية، وقال إن بعضا من "الواهمين" يتحدثون عن إسقاط الحكومة بعد الانفصال عبر التظاهرات والمسيرات "وهذا لن يحدث"، متهكما على "الذين كانوا يراهنون على زوال حكومة الإنقاذ منذ بداية عهدها".
كما نبه الرئيس السوداني بأن الحكومة لن تتخاذل من الآن وصاعدا -بعد الانفصال المحتوم عن الجنوب- عن تطبيق الشريعة الإسلامية، "ولن نتنازل عنها أو نساوم بها أو نجامل فيها أي شخص أو جهة"، نافيا تسبب الشريعة في اختيار الجنوبيين للانفصال.
وأقر البشير في كلمته بأن نحو 99% من الجنوبيين قد صوتوا لانفصال الجنوب في استفتاء تقرير الصير الذي جرى مؤخرا وفق ما أقرته اتفاقية السلام الشامل بين الجنوب والشمال في العام 2005.
وأكد أن السودان لن ينصب سرادق العزاء حدادا أو حزنا على انفصال الإقليم بل سيقف معه لبناء دولته بسبب الإخاء والصداقة بين الطرفين، على حد قوله.
وقال إن "انفصال الجنوب لا يعني نهاية التاريخ أو السودان بل يعني بداية جديدة لبناء دولة السودان (الشمال)".
نتائج الفرز في سبع مقاطعات جنوبية فاقت نسبة المسجلين (الأوروبية-أرشيف)
خطأ لوجستي
على صعيد آخر أظهرت وثائق لمفوضية استفتاء جنوب السودان اطلعت عليها وكالة رويترز أن النتائج الأولية للتصويت في سبع مقاطعات من المقاطعات الـ76 في جنوب السودان جاءت النسبة فيها فوق المائة بالمائة مما قد يلقي ظلالا على مصداقية عملية الاستفتاء.
وأضافت الوكالة أن هذه التناقضات محدودة ومن غير المحتمل أن تغير النتيجة الحتمية التي يبدو جليا أنها تؤدي للانفصال، ولكن إذا لم يتم حلها فإنها ستجعل عملية الاستفتاء عرضة للطعون القضائية.
بدورها هوّنت المفوضية من هذا التناقض قائلة إنه لن يؤثر بأي حال على نتيجة الاستفتاء، واعتبرت بأنه خطأ لوجستي ربما نتج عن أن "بعض الناس تم تسجيلهم لكن أغفلوا في الإحصاء في نهاية عملية التسجيل وأرسل التقرير قبل أوانه".
وأضافت أن النتائج الأولية وغير المكتملة أظهرت أن 98.81% من الأصوات تريد الاستقلال مؤكدة النتائج السابقة، مشيرة إلى أن النتائج الأولية قد تنشر خلال أسبوع، ولكن أي طعن قد يؤدي إلى تأجيل نشر النتيجة النهائية للاستفتاء حتى 14 فبراير/ شباط المقبل.