اجتماع لوزراء الخارجية العرب الاحد حول سوريا

الموقف العربي لا يزال يعيش صدمة حرب العراق عام 2003
الموقف العربي لا يزال يعيش صدمة حرب العراق عام 2003

أخبارنا المغربية

 

أخبارنا المغربية ـ أ ف ب

 

يجتمع وزراء خارجية الدول العربية الاحد في القاهرة لبحث الوضع في سوريا التي يخشى ان تتعرض لضربة عسكرية وشيكة تشنها الولايات المتحدة وفرنسا.

 

واعلن نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان الاجتماع الذي كان مقررا الثلاثاء تم تقديمه الى الاحد في ضوء للتطورات الراهنة.

 

تتوقع الدول العربية المنقسمة حول الازمة السورية التي حاولت حلها بلا جدوى، توجيه ضربة عسكرية لسوريا يفترض ان لا تؤدي الى سقوط نظام بشار الاسد كما يرغب كثير منها.

 

وقال استاذ الجامعة الاماراتي عبد الخالق عبدالله ان "الدول العربية منهمكة ومنشغلة باوضاعها الداخلية، اما بالنسبة لبعضها الاخر فان ما قد يحدث في سوريا هو اخر همومها".

 

واضاف "ان العرب مستاؤون حيال موقف المجموعة الدولية التي خذلت الشعب السوري، كما انهم لا يودون ان تكون دولة عربية مستهدفة بضربة احادية من دون موافقة الامم المتحدة".

 

واتهمت جامعة الدول العربية الثلاثاء الماضي دمشق بشن هجوم كيميائي على مناطق يسيطر عليها المعارضون الامر الذي يوفر بشكل ضمني غطاء سياسيا لضربة اميركية ضد سوريا.

 

يذكر ان الجامعة العربية علقت عضوية دمشق في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 ومنحت مقعد سوريا الى المعارضة.

 

كما اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة ان الجامعة العربية بين الحلفاء المحتملين في شن الضربة.

 

لكن دولا مهمة في الجامعة مثل مصر والجزائر والعراق ولبنان وتونس تؤكد معارضتها التدخل العسكري الاجنبي في سوريا.

 

من جهته، قال ابراهيم شرقية خبير الازمات الدولية في معهد بروكينغز في الدوحة، ان "الموقف العربي يتصف بالتخبط والفوضى بما يعكس حالة الصدمة التي ما يزال يعيشها العرب منذ حرب العراق عام 2003".

 

واضاف ان "الشارع العربي على مستوى الشعور يرفض التدخل الاجنبي لكنه مستعد للتعايش معه على المستوى الذهني".

 

والبرهان على ذلك، ان التلويح بضربة عسكرية غربية تستهدف سوريا لم يسفر عن تظاهرات كبيرة في العواصم العربية كما حدث ابان غزو العراق قبل عشر سنوات.

 

وفي حين تقول واشنطن ان العملية العسكرية ستكون "محدودة" وهدفها ردع دمشق من استخدام السلاح الكيميائي، تفضل دول الخليج بقيادة السعودية التي تعتبر من ابرز الداعمين للمعارضة السورية مع قطر، ان "تكون الضربة قاصمة تسقط نظام بشار الاسد"، وفقا لعبدالله.

 

بدوره، قال رئيس مركز الخليج للابحاث عبد العزيز الصقر ان "دول مجلس التعاون الخليجي المساندة للشعب السوري الذي يتعرض للقتل والتدمير مستعدة للمشاركة في تحالف دولي لو طلب منها ذلك".

 

واعاد الصقر التذكير بالدور الذي لعبته بعض دول الخليج، وخصوصا قطر والامارات، في ليبيا حيث سقط نظام العقيد معمر القذافي في خريف العام 2011. ولكنه قال ان الولايات المتحدة "تعمل لاضعاف النظام السوري وليس لاسقاطه".

 

لكن مصطفى العاني الخبير في مركز الخليج قال ان دور الدول العربية وخصوصا الخليجية منها في عملية عسكرية اميركية تستهدف سوريا "سيكون لوجستيا صرفا".

 

ويتمركز الاسطول الاميركي الخامس في البحرين بينما تتخذ القيادة الاميركية الوسطى، ومركزها تامبا في فلوريدا، مقرا لها في قطر حيث تقع قاعدة العديد، اكبر تجمع للقوات الاميركية في الشرق الاوسط.

 

كما تمنح قطر تسهيلات للاميركيين في قاعدة السيلية.

 

وفي هذا السياق، قال برونو ترتريه من معهد الابحاث الاستراتيجية في واشنطن ان "الولايات المتحدة ليست بحاجة الى احد على المستوى العسكري، لكن من المهم جدا بالنسبة اليها ان لا تكون وحيدة على المستوى السياسي".

 

واضاف ان الاميركيين كما الفرنسيين سيشددون على دعم دول عربية للضربة "لان كلا منهما يريد تجنب اعطاء الانطباع بان المسالة كناية عن تدخل غربي ضد سوريا".

 

لكن اذا حدث انحراف خلال الضربة اصاب المدنيين، فان "رد فعل الشارع العربي سيكون سلبيا" بحسب عبدالله.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات