المصريون مصممون على اسقاط نظام مبارك

المصريون مصممون على اسقاط نظام مبارك

 

إيلاف :

تتواصل المظاهرات الغاضبة في المدن المصرية مطالبة بتنحي الرئيس محمد حسني مبارك من منصبه، في وقت بدأت ردود الفعل الدولية تتواتر، وعقد الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة اجتماعا استمر 40 دقيقة مع عدد من كبار اعضاء فريقه للامن القومي لمناقشة احداث العنف المتسارعة في مصر، وامر بابقائه على اطلاع بالمستجدات خلال اليوم.

والتقى اوباما في المكتب البيضاوي بعدد من المسؤولين في الادارة الاميركية ومن بينهم نائبه جو بايدن ومستشاره للامن القومي توم دونيلون، وكبير مستشاريه لمكافحة الارهاب جون برينان وعدد من كبار المسؤولين في الاستخبارات والمسؤولين الدبلوماسيين، حسب ما افاد احد المسؤولين.

 
وجرى الاجتماع قبيل ادلاء وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بتصريحات اشتملت على اشد الانتقادات التي توجهها واشنطن الى الحكومة المصرية حتى الان ودعت فيها الحكومة المصرية الى كبح جماح قوات الامن والبدء في تطبيق الاصلاحات.
 
وقررت وزارة الدفاع الاميركية الجمعة مواصلة عقد اجتماعات عسكرية عالية المستوى مع وفد مصري بدأت الاربعاء رغم الاحداث الجارية في مصر. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديف لابان ان هذه المحادثات السنوية لن تتوقف وهي تجري مع وفد مصري برئاسة رئيس اركان القوات المسلحة اللواء سامي عنان.
 
وقلل المتحدث من المخاوف من ان يفهم هذا الاجتماع على انه اشارة معينة، في الوقت الذي تجري فيه مواجهات تتسم بالعنف في مصر بين قوات الامن ومتظاهرين. وقال المتحدث ردا على سؤال بهذا الصدد "لا اعتقد" انه ستحصل مشكلة في طريقة فهم هذا الاجتماع، مضيفا ان "وزارة الدفاع تقيم منذ زمن بعيد علاقة عسكرية مع مصر".
 
واضاف الكولونيل الاميركي "من المفيد دائما ان نتكلم مباشرة مع المسؤولين العسكريين المصريين". واوضح المتحدث ان الوفد المصري باشر اجتماعاته الاربعاء الماضي على ان تتواصل حتى الاربعاء المقبل وهي تشمل لقاءات ومحادثات تتركز خصوصا على النواحي الامنية والتدريب والتعاون بين القوات العسكرية في البلدين. ويتراس الوفد الاميركي ساندي فيرشبو مساعد وزير الدفاع الاميركي.
 
 ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الحكومة المصرية الجمعة الى "بذل كل ما بوسعها" لكبح جماح قوات الامن في مواجهاتها مع المتظاهرين والبدء في تطبيق اصلاحات.
 
"وقالت كلينتون: اود ان اقول شيئا عن الاحداث في مصر. نحن نواصل مراقبة الوضع عن كثب. ونشعر بالقلق البالغ لاستخدام الشرطة المصرية وقوات الامن العنف ضد المتظاهرين، وندعو الحكومة المصرية الى بذل كل ما بوسعها لكبح جماح قوات الامن". وفي الوقت ذاته يجب على المتظاهرين الامتناع عن القيام باعمال عنف والتعبير عن انفسهم سلميا. وكما كررنا مرارا، نحن ندعم الحقوق الانسانية العالمية للشعب المصري بما في ذلك الحق في حرية التعبير والانتماء والتجمع".
 
وأضافت: "ندعو السلطات المصرية الى السماح بالتظاهرات السلمية والعودة عن الخطوات غير المسبوقة التي اتخذتها بقطع الاتصالات. إن هذه التظاهرات تشير إلى وجود مظالم عميقة لدى المجتمع المصري، وعلى الحكومة المصرية أن تدرك ان العنف لن يلغي هذه المطالب". وكما قال الرئيس باراك اوباما بالامس (الخميس) فان الاصلاحات مهمة للغاية لرفاه الشعب المصري. ومصر هي شريك مهم للولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الاقليمية".
 
وتابعت الوزيرة الأميركية: "وبصفتنا شريكا، نحن نعتقد ان على الحكومة المصرية ان تبدأ فورا في إشراك الشعب المصري في تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المطلوبة". ونناقش مع الحكومة المصرية وكذلك الحكومات الاخرى في المنطقة باستمرار اهمية تطبيق الاصلاحات والسماح بمزيد من الانفتاح والمشاركة لتوفير مستقبل أفضل للجميع. ونريد أن نشترك مع الشعب المصري وحكومته في تحقيق تطلعاتهم للعيش في مجتمع ديموقراطي يحترم حقوق الانسان الاساسية".
 
ومضت قائلة: "عندما كنت في المنطقة مؤخرا، التقيت مع عدد كبير من منظمات المجتمع الاهلي، واستمعت منهم لعدد من الافكار التي يمكن ان تحسن وضع البلاد. ان شعوب الشرق الاوسط كما هي الشعوب في كل مكان، تسعى الى الحصول على فرصة للمساهمة ولعب دور في القرارات التي تحدد حياتها". وقد قلت في الدوحة ان على القادة ان يستجيبوا لهذه التطلعات والمساعدة على بناء مستقبل افضل للجميع. عليهم ان يعتبروا المجتمع المدني شريكا وليس تهديدا".
 
فرنسا تدعو الى "ضبط النفس والحوار" في مصر 
 
اعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري مساء الجمعة ان بلادها تدعو الى "ضبط النفس والحوار" في مصر، معربة عن "قلقها العميق" حيال الاحداث الاخيرة التي شهدها هذا البلد. وقالت اليو ماري في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان "فرنسا تعرب عن قلقها البالغ حيال التظاهرات التي تشهدها مصر منذ بضعة ايام والتي اتسعت الجمعة".
 
واضافت ان بلادها "تاسف للضحايا وتدعو الى ضبط النفس". واعتبرت اليو ماري ان "الحوار بين كل الاطراف من شانه وحده ان يسمح بتطور ملحوظ وايجابي للوضع بهدف اخذ التطلعات نحو مزيد من الحرية والديموقراطية في الاعتبار".
 
وتابعت اليو ماري "يعود الى السلطات المصرية ان تجد السبل الملائمة لتلبية هذه الامور"، داعية ايضا الى "التهدئة والى ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم".


ايطاليا تدعو الى "الوقف الفوري" لاعمال العنف في مصر
 
دعت وزارة الخارجية الايطالية الجمعة الى "الوقف الفوري لاعمال العنف" في مصر. وقالت الوزارة في بيان ان "ايطاليا تتابع من كثب وبقلق بالغ" الاحداث في مصر، وتعرب عن "اسفها العميق للضحايا المدنيين" وتدعو "الى الوقف الفوري لهذا النوع من العنف مع احترام الحريات المدنية وحرية التعبير والتواصل بما في ذلك التظاهر سلميا".
 
واذ اكدت ان "استقرار" البلاد هو "اولوية" بالنسبة الى ايطاليا و"المنطقة برمتها"، شددت الخارجية الايطالية على انه ينبغي "تعزيز (هذا الاستقرار) عبر الحوار الملموس والبناء بين المؤسسات والمجتمع المدني". وقرر الرئيس المصري حسني مبارك مساء الجمعة بصفته الحاكم العسكري للبلاد فرض حظر التجول في عدد من محافظات البلاد وكلف الجيش النزول الى الشارع لحفظ الامن بعد تظاهرات شعبية واسعة طالبت باسقاطه.

 تضارب حول حظر التجول على كافة محافظات مصر
 
الغت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية خبرها الذي اعلنت فيه تمديد نطاق حظر التجول ليشمل كل محافظات مصر، كما عاد التلفزيون الرسمي ليؤكد ان حظر التجول مفروض في القاهرة الكبرى والاسكندرية والسويس فقط. وقالت الوكالة في اعلان الى مشتركيها "رجاء الغاء خبرنا بعنوان مد العمل بحظر التجول ليغطي كافة محافظات الجمهورية وعدم استخدامه".
 
اما التلفزيون المصري الذي سبق ان اعلن كذلك توسيع نطاق حظر التجول الى جميع محافظات الجمهورية، فعاد ليعلن ان الرئيس المصري حسني مبارك قرر فرض حظر التجول في القاهرة الكبرى والاسكندرية والسويس.
 
بريطانيا تدعم مطالب المتظاهرين "المشروعة"
 
ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة ان "مطالب" المتظاهرين الذين خرجوا الى شوارع المدن المصرية "مشروعة" داعيا جميع الاطراف الى تجنب العنف. وقال هيغ "اشعر بقلق بالغ للصور التي شاهدتها من مصر". كما دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الجمعة من دافوس الرئيس المصري حسني مبارك وحكومته الى السماح بقيام "التظاهرات السلمية".
 
وقالت ميركل في تصريح صحافي ادلت به على هامش اعمال منتدى دافوس في سويسرا "كلنا قلقون امام الصور التي تصلنا من مصر، وادعو كل المعنيين ومن بينهم الحكومة المصرية والرئيس الى السماح بالتظاهرات السلمية في اطار الحفاظ على حرية التعبير عن الرأي". واضافت ميركل "لا يفيد بشيء محاصرة الناس والحد من قنوات الاتصال، علينا ان نتوصل الى حوار سلمي". وتابعت المستشارة الالمانية ان "الاستقرار في البلد غاية في الاهمية ولكن ليس على حساب حرية التعبير". واضافت "علينا ان نقوم بكل ما هو ممكن لوقف العنف والا فان ضحايا ابرياء سيسقطون".
 
"الشعب يريد اسقاط النظام": كان الاف المصريين الغاضبين يرددون من اعماق قلوبهم هذا الهتاف الجمعة وهم يسيرون كالهدير في شوارع القاهرة المحاصرة بقوات الامن.  وكان انتهاء الصلاة بمثابة ساعة الصفر لانطلاق التظاهرات الكبرى ضد النظام من جميع المساجد اذ انتشر الاف المتظاهرين في الشوارع تحت التصفيق الحار للمارة للمطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك الذي يتولى الحكم في البلاد منذ 30 عاما.
 
وهتف المتظاهرون ومعظمهم من الرجال "الحرية، الحرية، الحرية" امام رجال الشرطة الذين انتشروا بدروعهم وخوذاتهم بالقرب من الجامع الازهر في حي خان الخليلي التاريخي. ويقول المحامي الشاب احمد وهو يلتقط انفاسه "مبارك دكتاتور، نريد اسقاطه ليس هذا وقت الاصلاح الناس لم تعد تطيق والوضع الاقتصادي لا يحتمل".
 
ويصيح محمد المنصور وهو شاب في الثلاثين يرتدي معطفا من الكاشمير "جئنا القوى الوطنية والاخوان المسلمين لنقول للسلطة كفاية". وكان المتظاهرون يلعبون لعبة كر وفر مع رجال الشرطة الذين يهددون بالتدخل ما يثير بعض لحظات الذعر بين المحتجين.
 
وصعد العديد من المتظاهرين واحتلوا جسر الازهر الذي يقود الى قلب القاهرة في حين اخذ التجار في اغلاق محلاتهم. واكد حمزاوي وهو بائع اقمشة في منطقة الازهر "لقد اغلقنا المحل لاننا نخشى ان تفلت الامور". وشارك الاخوان المسلمون والمعارض البارز محمد البرادعي في "جمعة الغضب" التي دعت اليها حركة 6 ابريل الشبابية وايدتها معظم قوى المعارضة.
 
وقال اكرم اسماعيل وهو متظاهر شاب "خرجنا من مسجد مصطفى محمود (بحي المهندسين) وجئنا الى الدقي وسنكمل الى التحرير". وكان بعض المتظاهرين يجلسون على جانب الطريق وعيونهم مبللة بالدموع من جراء القنابل المسيلة للدموع في حين بدا ان الشرطة غير قادرة على السيطرة على الموقف.
 
قطع خدمات الانترنت في مصر "غير مسبوق"
 
وقالت شركة رينيسيس لرصد الانترنت ان الشركات الاربع الرئيسية المزودة بخدمات الانترنت في مصر قطعت الاتصالات الدولية لعملائها في خطوة متزامنة وغير مسبوقة. وقال جيمس كاوي من شركة رينيسيس التي مقرها في نيوهامبشير وترصد بيانات الانترنت آنيا "اصبح من غير الممكن الان الاتصال بجميع عناوين الانترنت المصرية تقريبا من أي مكان من العالم". وقال كوي في مدونته على الانترنت "في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الانترنت، يبدو ان الحكومة المصرية امرت مزودي خدمة الانترنت باغلاق كل الاتصالات الدولية مع الانترنت".
 
واضاف ان "كل المزودين المصريين وكل شركة وبنك ومقهى انترنت وموقع الكتروني ومدرسة وسفارة ومكتب حكومي يعتمدون على تلك الشركات الاربع الكبرى في تزويدهم باتصالات الانترنت، اصبحوا مقطوعين الان عن العالم". واضاف ان شركات "لينك ايجيبت، فودافون/راية، تلكوم مصر، واتصالات مصر وجميع عملائهم وشركائهم اصبحوا منقطعين عن الانترنت في الوقت الحالي".
 
واضاف ان الشركة لاحظت توقفا "شبه متزامن" لكافة الخطوط للشبكات المصرية عند الساعة 22,34 ت غ الخميس "بشكل لم يترك اي مسار يمكن ان يسمح للعالم باستمرار تبادل الاتصال عبر الانترنت مع مزودي الخدمة في مصر".
 
وقال ان الاستثناء الوحيد هو مجموعة نور التي لا يزال لديها 83 خطا عاملا لعملائها في مصر. وقال ان من غير الواضح سبب عدم تأثر مجموعة نور بتوقف الانترنت "ولكننا لاحظنا ان البورصة المصرية لا تزال تعمل على عنوان نور".
 
واعلنت مجموعة فودافون البريطانية للاتصالات في بيان في لندن ان كل شركات الهاتف النقال في مصر "تلقت امرا بتعليق خدماتها في نحو مئة منطقة تم اختيارها". وقالت فودافون انه "بموجب القانون المصري، يحق للسلطات اصدار امر مماثل وعلينا ان نخضع له"، موضحة ان هذا التدبير ينطبق "على كل شركات الهاتف النقال في مصر". واضاف هذا البيان المقتضب ان "السلطات المصرية ستوضح الوضع في الوقت المناسب".
 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة