الخطاب التحريضي لبوتفليقة في أبوجا يكشف الوجه الحقيقي لسياسة الجزائر العدائية اتجاه المغرب

الخطاب التحريضي لبوتفليقة في أبوجا يكشف الوجه الحقيقي لسياسة الجزائر العدائية اتجاه المغرب

أخبارنا المغربية

سمير هلال :

كشف الخطاب الذي وجهه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، أمس الإثنين، إلى المشاركين في ما سمي ب"المؤتمر الإفريقي للتضامن مع القضية الصحراوية" عن الوجه الحقيقي لسياسة الجزائر العدائية اتجاه المغرب، والذي طالما حاولت القيادة الجزائرية إخفاءه بتصريحات ماكرة ومضللة سعت من خلالها الظهور بمظهر البلد الحريص على توثيق علاقات حسن الجوار وصيانة وحدة المصير المغاربي المشترك.

ففي وقت تعرف فيه العلاقات المغربية الجزائرية نوعا من التحسن يبعث بريقا من الأمل في تطبيع روابط الجوار، عكسته تبادل زيارات عدد من الوفود لبحث سبل تعزيز التعاون في عدد من المجالات، يخرج عبد العزيز بوتفليقة بخطاب أقل ما يمكن أن يوصف به أنه استفزازي وتحريضي ضد المغرب من خلال تأكيده صراحة دعم بلاده لجبهة "البوليساريو" ، وأن نزاع الصحراء لا يمكن أن يجد طريقه إلى الحل إلا في إطار القرار 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

خطاب بوتفليقة هذا أسقط القناع عن السياسة الخارجية الجزائرية وموقفها الحقيقي من قضية الصحراء ، وهي التي ظلت تردد دوما على لسان مسؤوليها أنها لا دخل لها في هذا النزاع.

ووصف عبد الرحيم منار السليمي رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات الخطاب الذي وحهه بوتفليقة إلى المشاركين في "ندوة" أبوجا ب"التحريض الجزائري المباشر ضد وحدة التراب المغربي"، مضيفا أن "المثير للانتباه، هو انتقال الجزائر إلى حشد وتمويل علني لبعض حكومات الاتحاد الإفريقي ضد المغرب ".

وقال منار السليمي أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال- الرباط ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا الخطاب " المنشورة مقاطعه في وكالة الأنباء الجزائرية، كوكالة رسمية ناطقة باسم الدولة الجزائرية يظهر بشكل واضح ما كانت الجزائر تنفيه، كونها الطرف الرئيسي والأحادي الذي ينازع المغرب في وحدته الترابية ، وان قيادة البوليساريو هي الملحقة الخامسة التابعة للجيش الجزائري".

تطاول الرئيس الجزائري على الوحدة الترابية للمملكة بلغ حد تجديد الدعوة لتمديد مهمة بعثة "المينورسو " إلى مراقبة وضعية حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية وكأنه يسعى من خلال ذلك إلى إعادة فتح ملف حسم فيه مجلس الأمن من خلال القرار 2099 والذي لم يشر إلى تغيير في مهام البعثة الأممية بل الأكثر من ذلك يشيد بالخطوات التي خطاها المغرب من أجل تعزيز حقوق الإنسان وهو ما يعني اعترافا من الأمم المتحدة بالجهود الوطنية والمبادرات السامية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس.

بالمقابل، أعاد القرار طرح موضوع إحصاء ساكنة مخيمات تندوف والذي لا زالت الجزائر ترفضه .

كما جدد القرار التأكيد على أولوية مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب وعلى محددات حل سياسي نهائي مبني على الواقعية وروح التوافق، وهو ما يعني أن الطروحات التي تقدم بها الرئيس الجزائري من قبيل تقرير المصير أصبحت بالنسبة للمجتمع الدولي متجاوزة ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع.

إن خطاب الرئيس بوتفليقة في أبوجا استفزازي ليس للمغرب فحسب بل للأسرة الدولية التي ما فتئت تبذل جهودا حثيثة في إطار الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف ، خاصة وأن المنطقة تتهددها مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة التي تجد ملاذا خصبا لتطوير أنشطتها خاصة في المناطق التي تغيب فيها سلطة الدولة كما يقع حاليا في مخيمات تندوف التي تقع فوق التراب الجزائري.

وتطرح المواقف العدائية اتجاه المغرب التي تضمنها هذا الخطاب مجموعة من التساؤلات حول السبب الحقيقي وراء هذا الخروج المفاجئ لعبد العزيز بوتفليقة وتوقيته.

ويرى منار السليمي ، في هذا الصدد، أن اختيار بوتفليقة لهذا التوقيت بالذات يحتمل ثلاثة تفسيرات مختلفة ، أولها " داخلي جزائري محض، فبوتفليقة اختار التحريض والتصعيد ضد المغرب لتحويل الأنظار عن السيناريو السياسي الكارثي الذي يقود إليه الجزائر وهو يعلن ترشحه الرسمي لولاية رئاسية رابعة ، فهو يلهي الجزائريين بافتعال أسطورة المحتجزين فوق الأراضي الجزائرية في مخيمات تندوف، فالرئيس الجزائري يعيش أوقاتا عصيبة في صراعه الداخلي مع المخابرات، اختار فيها تهريب أزمة داخلية قريبة الانفجار وتحويلها بالتحريض ضد المغرب".

التفسير الثاني، يضيف منار السليمي، هو " ريبة وحذر دول الساحل والصحراء من الجزائريين، فالمجتمع الدولي عاتب الجزائر على أخطائها في مالي وعلى احتضانها للإرهاب في شخص جماعة (مختار بلمختار)، وإشعالها أزمات في شمال مالي وعلى الحدود مع تونس، وبذلك ف"بوتفليقة" يحرض ضد المغرب بعد فشله في مالي وانتقال المغرب الى دعم دولة مالي بخبرات في مجال التجهيزات والخدمات وتأطير الحقل الديني،وهي خبرات تفتقد إليها الجزائر رغم النفط ".

ويرتبط التفسير الثالث بقضية الصحراء مباشرة، " فالجزائر تهرب من قرار ابريل الماضي الصادر عن مجلس الامن ،الذي يدعوها إلى إحصاء سكان المخيمات ،وهي دعوة صريحة لفتح المخيمات، لاتزال الجزائر ترفضها إلى اليوم ".

وحذر منار السليمي من المخاطر التي يحملها هذا التحريض، ذلك أن "جزائر بوتفليقة وأجهزة المخابرات المتصارعين، تبحث عن زعزعة استقرار دول الجوار، وقد تدفعهما أوضاع الصراع الداخلي الجزائري الى مزيد من تمويل الانفصاليين وتوجيههم نحو ممارسة العنف ".

وشدد على أن خطاب بوتفليقة " يحتاج إلى رد قوي من لدن السلطات المغربية يحمل الجزائر مسؤولية كل عمليات غير مشروعة محتملة " فالرئيس الجزائري، يضيف الباحث، "مستعد لإشعال المنطقة المغاربية بهدف الاستمرار في ولاية رئاسية رابعة ".


عدد التعليقات (12 تعليق)

1

hmad

بلعربية تعرابت خليهوم ينبحو المهم نحن في صحرائنا وإن أردوها حربا فنحن لها كي نعيد لهم مقولة محبوبهم بومدينة حين قال المغاربة حقرونا

2013/10/29 - 12:16
2

أستغرب لحال هذا القرد العجوز بعد هذا العمر من المكر و الخداع و النفاق لازال في آخر ساعات عمره حقده الدفين تجاه المغرب تستعر ناره .. لا حول و لا قوة إلا بالله حاشى لله يكون هدا بشر

2013/10/29 - 12:52
3

lotfi

نص رسالة الرئيس بوتفليقة الى الأمين العام للأمم المتحدة رابط الموضوع : http://www.ennaharonline.com/ar/national/185232-%D9%86%D8%B5-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A

وجه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم الإثنين رسالة إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد بان كي مون بمناسبة "يوم الأمم المتحدة " هذا نصها الكامل: معالي الأمين العام إن "يوم الأمم المتحدة" هو استحضار للعبر المستخلصة من تاريخ كان طافحا بالمآسي بالنسبة للانسانية .فهو يحمل رسالة المساواة والحرية بالنسبة لسائر الأمم ولجميع بني الإنسان عبر المعمورة. وقد استوعبت هذه الرسالة السابقة لزمانها طموحات الشعوب الرازحة تحت نير السيطرة الاستعمارية والعنصرية وأضفت كامل مدلولها وقوامها على حركة مناهضة الاستعمار الواسعة التي جعلت مقابل ذلك منظمة الأمم المتحدة قاب قوسين أو أدنى من العالمية. إن الرسالة هذه تشمل حظر اللجوء إلى التهديد أو استعمال القوة في العلاقات الدولية وتشجع تسوية الخلافات سلميا حماية للأجيال القادمة من آفة الحرب وتدعو إلى التنمية ونزع السلاح واحترام حقوق الانسان. وقد صمدت هذه الرسالة في وجه المحن التي أفرزتها الحرب الباردة وفي وجه غيرها من مظاهر الظلم التي يقترفها الإنسان في حق غيره. وإن آنيتها ووجاهتها تتأكدان مرحلة تلو الاخرى مصداقا لما تحقق من تقدم ورقي وتبيانا لمدى ما يلزم من توافقات لتقريب الحياة الدولية من التصور الأريحي الذي يحمله ميثاق الأمم المتحدة. لقد بات يوم الأمم المتحدة وحق له ذلك معلما على درب تقدم البشرية نحو بناء مجتمع قائم على تلكم النفائس والمضان المتمثلة في السلم والأمن والتنمية. إن هذه القيم المرجعية ما انفكت التهديدات تتربص بسلامتها وبإشعاعها بفعل بقايا الممارسات البائدة التي تتغذى من بعض نوازع الأنانية والضلال. وما حرمان الشعب الفلسطيني من التمتع بحقوقه الوطنية الثابتة كاملة غير منقوصة بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحرمان شعوب ستة عشر إقليما غير مستقل منها الصحراء الغربية من حريتها ومن ممارسة حقها غير القابل للتقادم في تقرير المصير إلا دليل على حجم الجهود الجماعية اللازمة للوفاء بوعود طموحات الهبة الأولى للأمم المتحدة. إن " يوم الأمم المتحدة " هذا العام سيسمه ميسم الاستعجالات السياسية منها والإنسانية للوضع السائد في سوريا وكذا الذي يميز المشهد الجيوسياسي للقارة الإفريقية التي ترصد طاقتها لنهضتها. كما أن هذا هو أكثر من سابقيه معلل للنفوس بالآمال في وقت تأخذ فيه الارتيابات والتخوفات التي تعتور المجموعة الدولية صفة العراقيل التي يتعين التغلب عليها بل تصبح كذلك مقاليد لتخطي الظروف العصيبة التي يمكن الاستفادة منها على نحو أفضل. وإضافة الى هذه الأمور التي تستوقفنا بإلحاح هناك ضرورة صب تطلعات شعوبنا الى تقاسم حياة أفضل على أساس الإنصاف والقسطاس ضمن برنامج تنموي جديد لمرحلة ما بعد 2015 وتقييدها عبر إبرام اتفاق جديد حول تغيرات المناخ. ومن شأن المكاسب الجديدة هذه التي تدعو إليها الجزائر أن تعزز الدورالمركزي الذي تضطلع به منظمة الأمم المتحدة في توحيد مصالح الدول الأعضاء فيها وضم جهودها باتجاه تحقيق أهداف مشتركة هي من الأهمية القصوى بمكان. وتتشرف الجزائر بكونها عضوا فاعلا وملتزما في منظمة الأمم المتحدة. وإن في تاريخها الحديث خاصة منه ثورتها التحريرية الوطنية وفي الإسهامات المختلفة التي ما انفكت تقدمها في مسعى ترقية السلم والعلاقات الودية وعلاقات التعاون بين الامم لأبلغ شاهد على ذلك. ومن الأدلة القاطعة الأخرى مساعي الوقاية من النزاعات وتسويتها التي تشارك فيها الجزائر إلى جانب إلتزامها محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وأعمالها التضامنية الملموسة في مجال التنمية بما في ذلك المسح التام لديون عدد كبير من البلدان الشقيقة والصديقة. والأمر ذاته ينطبق على تمسكها بالحوار الخصب بين الأديان والحضارات وعلى ايمانها بعالمية حقوق الإنسان و القانون الإنساني اللذين يتعين حمايتهما وترقيتهما في كافة الظروف ومن قبل الجميع بدءا بالأمم المتحدة الحامي الطبيعي والشرعي لهذه الحقوق ولهذا القانون. إنه لا يفوتني بهذه المناسبة المتميزة أن أعرب لكم ولكافة الإطارات والمستخدمين في جميع هيئات منظومة الأمم المتحدة عن أحر التهاني وعن تمنياتي لكم بالتوفيق التام في الاضطلاع بمهمتكم النبيلة في خدمة البشرية. وتفضلوا معالي الأمين العام بقبول أسمى عبارات التقدير . رابط الموضوع : http://www.ennaharonline.com/ar/national/185232-%D9%86%D8%B5-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9.html#ixzz2j7Q5l7XC

2013/10/29 - 01:28
4

ابو احمد

الم الاحتضار

ان بوتفليقة المريض صحيا و نفسيا والمعقد حيال جاره المغرب يحتضر ويؤلمه ان يرى المغرب في صحرائه

2013/10/29 - 06:23
5

سالم من الصحراء المغربية

يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين

اللهم اجعل كيد اعداء الوطن في نحورهك و اجعل تدبيرهم في تدميرهم اللهم سلط عليهم جنودا من عندك لا قبل لهم بها

2013/10/29 - 09:09
6

abdou

casa

dzayr tsataou boutfrika machloul maykad imchi wahdou w c galik ktab risala lhadouk lfoukara f nigirya laken boukou haram tma

2013/10/29 - 09:21
7

نبيل

همام لشيات

يبدو ان الأخ همام اللذي يصف بوتفرقة بالمبجل ليس الا ابن جنرال او ضابط في الجيش لا يستطيع العيش بدون رءيسه فغالبية الشعب الجزاءري ضاقت درعا بهاته الشردمه وأبناءها اللدين يعيثون فسادا جراءمهم يعرفها الكل فلتدهبو الى بلدكم الأصلي فرنسا وتتركو الجزاءر أيها الحركيون وأبناءهم ً(الشياتة).

2013/10/29 - 10:45
8

نبيل

همام لشيات

اسأل رءيسك اين ولد و الدمية عبد العزيز كدلكً?

2013/10/29 - 10:47
9

عبد ربه الصحراوي

الى المغرر به في التعليق رقم4

لا شك انت من خونة الداخل وليكن في علمك يا غبي ان الحكام الدكتاتوريين في الجزائر لم يرحموا حتى ابنائهم البررة وابناء المجاهدين الشهداء الدين سقطوا في الدفاع عن استقلال الجزائر, وواجهوهم بالحديد و النار والدبح , والسبب هو انهم تفوقوا في انتخابات اظهرت بوضوح من هم الجزائريون ومن يستحق قيادتهم ,تم تاتي يا نكار الملح والطعام وتطبل وتزمر لشيطان هرم .

2013/10/30 - 12:56
10

bouj

la lilkalak

shaba tfout ounkoul a boutaflika rabi yaaraf maimouna ou maimouna taaraf rabi.

2013/10/31 - 11:24
11

تحيا الجزائر

2013/10/31 - 11:25
12

غيث

الى المغرر بهم فى المغرب

تحيا الجزائر

2013/10/31 - 11:27
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة