الجيش ينتشر في شوارع مصر
الجزيرة ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر طبية قولها إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في احتجاجات الجمعة في القاهرة، مضيفة أن نحو 870 شخصا أصيبوا في هذه الاحتجاجات، التي طالب المشاركون فيها بسقوط النظام المصري ورحيل مبارك.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان سماع أصوات إطلاق رصاص قرب البرلمان ومقر رئاسة الوزراء ومقرات حكومية في القاهرة.
المتظاهرون أحرقوا عدة سيارات تابعة للأمن (الفرنسية)
انسحاب الأمن
وفي السياق ذاته أكدت مصادر طبية لمراسلة الجزيرة دينا سمك مقتل 11 قتيلا في مظاهرات مماثلة وقعت بمدينة السويس شرق البلاد، إضافة إلى عشرين مصابا في حالة خطرة.
وقالت مراسلة الجزيرة إن المستشفيات أطلقت نداء للمواطنين من أجل التبرع بالدم، مشيرة إلى أن قوات الأمن انسحبت من شوارع المدينة، كما أكدت المصادر الطبية مقتل اثنين من المتظاهرين في مدينة المنصورة شمال شرق القاهرة.
وبدوره قال مراسل الجزيرة سمير عمر إن عشرات الدبابات انتشرت في ميدان التحرير وقرب مبنى التلفزيون ومبنى البرلمان ومبنى مجلس الوزراء في القاهرة، وفي بعض مناطق القاهرة الأخرى التي انسحبت منها قوات الأمن بعد يوم عاصف من مواجهة المتظاهرين.
وفي وقت سابق الجمعة اقتحم متظاهرون الباحة الرئيسية لمبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة، كما أشارت مصادر إلى سماع دوي طلقات نارية في محيط مبنى البرلمان ومبنى رئاسة الوزراء.
واشتعلت النيران في المقر الرئيسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في القاهرة، وتم نهب بعض ممتلكاته، وذكر مراسل الجزيرة أنه تم إشعال النيران أيضا في قسم شرطة الأزبكية في القاهرة، وإحراق عدة سيارات للأمن في المدينة.
أما مراسل الجزيرة نت في الإسكندرية فأكد أن المظاهرات تعم كل أنحاء المدينة من منطقة العامرية في أقصى غرب المدينة إلى منطقة أبو قير في أقصى شرقها، وقوات الأمن تختفي من الشوارع.
وأضاف أن المتظاهرين يسيطرون على أغلب شوارع المدينة، وأن قوات الأمن تتراجع أمامهم، وأشار إلى أن أفرادا من الأمن المركزي استسلموا للمتظاهرين وسلموهم بنادقهم وملابسهم العسكرية.
وأكد المراسل إحراق العديد من السيارات التابعة للأمن في مناطق المنشية ومحرم بيك والمنتزه بمدينة الإسكندرية، كما أحرقوا مبنى المحافظة واقتحموه، وأحرقوا أقسام الشرطة في مناطق المنشية ومحرم بيك وباب شرقي وسيدي جابر والمنتزه والعطارين.
النيران اشتعلت في مقر الحزب الوطني الحاكم بالقاهرة وفي مقار أخرى (الأوروبية)
إحراق مقار
ومن جهة أخرى قال شاهد عيان لوكالة رويترز إن محتجين في مدينة دمياط أشعلوا النار الجمعة في مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وحطموا واجهة المجلس المحلي للمحافظة.
وقال شهود آخرون للوكالة نفسها إن محتجين أشعلوا النار في مقر الحزب نفسه بمدينة كوم أمبو في أقصى جنوبي مصر وفي مدينة الفيوم جنوب غرب القاهرة، كما أن مئات المحتجين في المدينة رشقوا الشرطة بالحجارة بعد أن أطلقت عليهم قنابل الغاز المدمع.
وأفادت مصادر لقناة الجزيرة بأن المتظاهرين حطموا واجهة مقر الحزب الوطني في مدينة المنصورة، بينما تحدثت أنباء عن تظاهر المئات بالقرب من قصر رئاسي بضاحية مصر الجديدة.
وفي مدينة المحلة بدلتا مصر أفادت مراسلة الجزيرة نت بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين بعدما أطلق أحد الضباط النار على أحد الشباب، وردا على ذلك قام متظاهرون بإشعال النار في قسم أول شرطة المدينة ومقر الحزب الوطني الحاكم.
وأضافت المراسلة أن المتظاهرين الغاضبين قاموا أيضا بمهاجمة مركز تكنولوجيا المعلومات وأضرموا فيه النار ودمروا محتوياته. وقد أصيبت إحدى المتظاهرات جراء إطلاق قوات الأمن للقنابل المدمعة على المتظاهرين.
وأوردت رويترز أيضا عن شهود قولهم إن محتجين أشعلوا النار في استراحة محافظة الأقصر ومقر الحزب الوطني فيها ومقر المجلس الشعبي المحلي، كما تم إضرام النار في مبنى محافظة الدقهلية بمدينة المنصورة.
المتظاهرون رفعوا شعارات تنادي بإسقاط النظام المصري (الأوروبية)
حظر التجول
وبعد تسارع الأحداث قرر الرئيس المصري فرض حظر التجول في القاهرة والسويس والإسكندرية من الساعة السادسة مساء إلى السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (من الرابعة مساء إلى الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش).
وفور إعلان حظر التجول انتشرت وحدات من الجيش المصري في بعض المدن، وقال شهود عيان إن المتظاهرين استقبلوها بالترحاب، قبل أن يعتلي بعضهم مركبات الجيش وحاول الجنود إبعادهم.
وانتشرت قوات الجيش في ميدان التحرير في العاصمة القاهرة، وبجانب مبنى البرلمان ومبنى التلفزيون ومبنى رئاسة الوزراء ومقار حكومية أخرى.
وفي هذه الظروف أعلنت شركة مصر للطيران توقف حركة السفر على طائراتها من مطار القاهرة لمدة 12 ساعة، ابتداء من الساعة التاسعة مساء الجمعة، وذلك لانخفاض عدد الركاب المغادرين وقت حظر التجول.
وبدورها قالت شركة الخطوط الجوية البريطانية إنها أجلت إلى صباح السبت رحلاتها من لندن إلى القاهرة.
وفي هذه الأثناء دعت الولايات المتحدة وفرنسا مواطنيهما إلى عدم السفر إلى مصر إلا للضرورة، وحثت واشنطن مواطنيها في مصر على تقييد حركتهم هناك.