الجزائر تسقط في‮ ‬الفخ الذي‮ ‬نصبته للرباط لتلغيم علاقاتها بالايليزي‬

أخبارنا المغربية

تنذر دعابة أطلقها الرئيس الفرنسي‮ ‬فرانسوا هولاند في‮ ‬كلمة له بلقاء رسمي‮ ‬جمعه بالمجلس التمثيلي‮ ‬ليهود فرنسا بباريس بأزمة ديبلوماسية جديدة بين الجزائر و باريس تعيد الى الذاكرة مسعى الجزائر قبل أيام فقط على تلغيم أجواء التقارب بين الرباط و الايبيزي‮ ‬،‮ ‬عبر تعمد النظام الجزائري‮ ‬بشكل مغرض و مبيت تأويل‮ ‬نص البيان المشترك المتوج لزيارة الوزير الأول الفرنسي‮ ‬مارك أيرولت للجزائر الاسبوع الماضي‮ ‬،لايهام الرأي‮ ‬العام الدولي‮ ‬بتغيير جوهري‮ ‬لموقف باريس من ملف النزاع المفتعل بالصحراء و الركوب على هذا الانجاز‮ " ‬الوهمي‮ ‬و المفبرك‮ " ‬في‮ ‬محاولة‮ ‬يائسة لتبخيس المكاسب الديبلوماسية التي‮ ‬حققتها الرباط خلال السنة الأخيرة‮ وفق ما أوردته يومية العلم في عددها الصادر هذا اليوم.‬

‮ ‬و كان الرئيس الفرنسي‮ ‬قد قال في‮ ‬سياق تدخله‮ ‬وهو‮ ‬يتحدث عن الوزراء الحاضرين في‮ ‬قاعة‮ ‬لقائه بممثلي‮ ‬اليهود الفرنسيين إن‮ ‬وزير الداخلية مانويل فالس عاد سالما‮ ‬معافى من الجزائر‮"‬

‮ ‬الصحافة الجزائرية التقطت بحساسية مفرطة‮ ‬دعابة هولاند و حملتها ما لا تحتمل‮ ‬خاصة و أنها تزامنت مع روبورتاج تلفزي‮ ‬بثته قناة كنال‮ + ‬الفرنسية‮ ‬،‮ ‬و كشفت فيه أن التغطية‮ ‬المتلفزة‮ ‬التي‮ ‬أعدتها‮ ‬القناة العمومية للتلفزيون الجزائري‮ ‬في‮ ‬موضوع استقبال الرئيس الجزائري‮ ‬بوتفليقة للوزير الأول الفرنسي‮ ‬مارك إيرولت كان مفبركا و خضع لتقنية مونتاج جذري‮ ‬بغرض إظهار الرئيس الجزائري‮ ‬في‮ ‬أحسن أحواله الصحية‮ ‬،‮ ‬و الحال كما‮ ‬يؤكد روبرتاج القناة الفرنسية أن الرئيس الجزائري‮ ‬كان طول الوقت شاردا وعاجزا حتى عن تحريك‮ ‬يده اليسرى‮ .‬

‮ ‬رد فعل الحكومة الجزائرية التي‮ ‬يبدو أنها سقطت في‮ ‬الفخ الذي‮ ‬نصبته قبل ايام للرباط في‮ ‬علاقتها مع باريس ما زال لم‮ ‬يتبلور بشكل رسمي‮ ‬،‮ ‬و إن كان وزير الخارجية الجزائري‮ ‬قد عبر صراحة عن‮ ‬امتعاضه من‮ " ‬المزحة الثقيلة لهولاند‮ ‬،‮ ‬ووصف تصريحاته الاخيرة حول الامن في‮ ‬الجزائر‮ ‬‭"‬تقليلا‮" ‬من قيمة الروح التي‮ ‬تلف العلاقات الجزائرية-الفرنسية و ناعتا إياها بالارتجال الذي‮ ‬يكون‮ ‬غالبا محفوفا بالمخاطر‮ .‬

‮ ‬ردة الفعل الجزائري‮ ‬تجاه دعابة هولاند لا تقف حسب المحللين عند حدود المزحة التي‮ ‬وردت عارضة على لسان الرئيس الفرنسي‮ ‬و لا تعكس في‮ ‬العمق موقفا رسميا للايليزي‮ ‬غير أن تزامنها مع الفضيحة الاعلامية التي‮ ‬فجرتها كنال‮ + ‬حول الوضع الصحي‮ ‬الحقيقي‮ ‬للرئيس بوتفليقة و تلاعب الاعلام الجزائري‮ ‬الرسمي‮ ‬بصوره لخداع الرأي‮ ‬العام الجزائري‮ ‬كلها معطيات تصب في‮ ‬نسف كل الترتيبات التي‮ ‬تتخذ داخل مربع السلطة لتسويق صورة بوتفليقة كمرشح الاجماع لولاية رئاسية رابعة و طبعا فإن الجزائر و بحجم فرص الاستثمارات الضخمة التي‮ ‬توفرها للاقتصاد الفرنسي‮ ‬المتأزم تسعى جاهدة لمقايضة‮ ‬جرعة الانقاذ الاقتصادي‮ ‬هذه بموقف فرنسي‮ ‬مرن و مدعم من جهة لولاية جديدة لبوتفليقة و متعارض مع المصالح العليا للرباط التي‮ ‬تضعها مجموعة بوتفليقة و جنرالاته ضمن أولويات سياستها الخارجية‮ .‬ليتضح في‮ ‬آخر المطاف أن الجزائر و بدون أن تشعر سقطت عن طواعية في‮ ‬الحفرة التي‮ ‬نصبتها قبل أيام للرباط بغرض إستدراج باريس اليها و تفكيك إرتباطات الايليزي‮ ‬التاريخية مع المغرب عبر تسفيه دعمها‮ ‬اللامشروط لمقترح الحكم الذاتي‮ .‬

 

أخبارنا المغربية ــ متابعات

قراءة التعليقات (10)

المقالات الأكثر مشاهدة