إطلاق فلسطينيين معتقلين في إسرائيل منذ أكثر من عشرين عاما
أخبارنا المغربية
رام الله ــ وكالات
اطلقت اسرائيل فجر الثلاثاء سراح 26 معتقلا فلسطينيا تحتجزهم منذ ما قبل العام 1993، تنفيذا للالتزامات التي قطعتها لاعادة اطلاق مفاوضات السلام برعاية اميركية، وذلك قبيل عودة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنطقة في مسعى جديد للدفع قدما بعملية السلام.
ووصل 18 اسيرا مفرجا عنهم الى مقر السلطة الفلسطينية في رام الله حيث كان احتشد لاستقبالهم مئات الفلسطينيين في مقدمتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولون في القيادة الفلسطينية.
وتم استقبال الفلسطينيين المفرج عنهم استقبال الابطال في جو من الاحتفال والتأثر لدى مئات الفلسطينيين الذين انتظروا حاملين رايات فلسطينية وصورا لهؤلاء المعتقلين. وتجمعت العائلات في قاعة كبيرة تحت صورة عملاقة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وصافح الرئيس محمود عباس جميع الاسرى الذين وصلوا الى مقر الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة)، والى جانبه مسؤولون من القيادة الفلسطينية، قبل ان يتوجه الاسرى المفرج عنهم الى ضريح عرفات لوضع اكليل من الزهر.
وقال الرئيس عباس في كلمة له امام اهالي الاسرى "اعدكم بانه لن يكون هناك اتفاق نهائي الا وكل الاسرى في بيوتهم".
وهنأ عباس اهالي الاسرى، وقال بان هذه الدفعات لن تكون الاخيرة وانها ستكون هناك دفعات من الاسرى قريبا.
ومن بين المعتقلين المفرج عنهم خمسة تم نقلهم الى القدس الشرقية. وجاء افراد عائلاتهم لنقلهم بالسيارات في قاعدة لحرس الحدود الاسرائيليين. كذلك وصل ثلاثة معتقلين اخرين الى قطاع غزة الذي يتحدرون منه.
وتم الافراج عن المعتقلين الـ26 في اطار الدفعة الثالثة من عمليات الافراج بعد اطلاق دفعتين من الاسرى في 13 اب/اغسطس و30 تشرين الاول/اكتوبر. كذلك من المقرر الافراج عن دفعة رابعة من المعتقلين الفلسطينيين في وقت لاحق، بموجب الاتفاق الذي تم بموجبه اعادة اطلاق المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين في تموز/يوليو.
وجاءت هذه الدفعة الثالثة قبل ايام قليلة من وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يبدأ الخميس زيارته العاشرة الى المنطقة منذ اذار/مارس، سعيا لاحراز تقدم في المفاوضات.
وفي وقت سابق الاثنين، نظم حوالي 200 اسرائيلي مسيرة احتجاجية من امام مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى حائط المبكى (البراق) في القدس القديمة، رفضا لاطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين. واطلقوا هتافات منددة بنتانياهو.
واحتج هؤلاء المتظاهرون خصوصا على اطلاق سراح خمسة معتقلين من القدس الشرقية بعد وعد نتانياهو بعدم اطلاق فلسطينيين من القدس الشرقية يحملون تصريح اقامة صادر عن السلطات الاسرائيلية. ورفضت المحكمة العليا الاثنين طعنا بهذه المسألة.
وتفاديا للحوادث، تمكن حوالي 15 متظاهرا فقط من الاقتراب من منزل احد هؤلاء الفلسطينيين، وفق متحدث باسم الشرطة.
كذلك اطلق هؤلاء المتظاهرون شعارات معادية للعرب متوعدين بـ"الثأر".
وبرر رئيس الوزراء الاسرائيلي اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين قائلا "يتم الحكم على ادارة سياسية من خلال قدرتها على اتخاذ قرارات صعبة"، وذلك وفق تصريحات بثتها الاذاعة العامة. واضاف "المفاوضات (مع الفلسطينيين) تخدم المصالح الاستراتيجية لاسرائيل".
من جانبه، قال رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس ان الدفعة الرابعة من عملية اطلاق سارح الاسرى الفلسطينيين والتي من المقرر ان تشمل اسرى من العرب الاسرائيليين، ستطرح اشكالية. وهناك حوالي 5 الاف فلسطيني معتقلون في اسرائيل.
وبالتوازي مع اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين الـ26، من المتوقع ان تعلن الحكومة الاسرائيلية برامج لتشييد وحدات استيطانية في الضفة الغربي والقدس الشرقية المحتلتين، بحسب مسؤول حكومي اسرائيلي رفيع المستوى.
وبحسب الصحافة فإن هذا الاعلان سيتناول 1400 وحدة استيطانية جديدة.
وطالبت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي صراحة اسرائيل بالامتناع عن اطلاق عمليات استدراج عروض جديدة لبناء وحدات استيطانية يهودية جديدة بالتزامن مع عملية اطلاق الاسرى الفلسطينيين، بحسب وسائل الاعلام.
الا ان نتانياهو حذر الاسبوع الماضي من انه سيتجاهل هذه الدعوات قائلا "لن نتوقف لحظة عن بناء بلدنا، عن تقوية انفسنا، عن تطوير (...) المستوطنات".