بوتفليقة يعود إلى الجزائر بشهادة سلامته وأهليته للرئاسة!

بوتفليقة يعود إلى الجزائر بشهادة سلامته وأهليته للرئاسة!

أخبارنا المغربية

 

الجزائر ــ وكالات

 

عاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (76 عاما) الخميس الى الجزائر بعدما اجرى لثلاثة ايام فحوصا طبية في مستشفى فال دو غراس العسكري في باريس، بينما تتصاعد الهمسات بين الجزائريين أن رئيسهم ذهب إلى فرنسا للعودة "بشهادة طبية" لا تقبل التشكيك من أحد على قدرته على الاستمرار في قيادة البلاد ومن ثمة التخفيف من حدة الاحتجاجات المحتملة إعلانه المرتقب الترشح لعهدة رئاسية رابعة كما اصبح مرجحا بقوة بعد زيارته الاستشفائية السريعة الى فرنسا.

وقالت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية ان نتائج الفحوص اظهرت "تحسنا واضحا". وبحسب الوكالة التي لم تذكر مصدر معلوماتها فإن "عودته كانت متوقعة أصلا الجمعة في 17 كانون الثاني/يناير".

ووفقا لعدد من المراقبين والمعارضين الجزائريين، فإن مثل هذه المقدمات تستبق قرارا لن يتأخر كثيرا من الرئيس الجزائري عن إعلانه الرسمي الترشح للانتخبات الرئاسية المقبلة، الأمر الذي سيثير حفيظة قطاعات واسعة من الرأي العام الجزائري الذي سئم كثيرا وضعا سياسيا دمره الجمود والتكلس، ويبعث بإشارات سيئة للملاحظين في كل مكان عن عجز بلد المليون شهيد عن وجود قيادات سياسية شابة تستطيع قيادة البلاد وفقا لمقومات العصر، وتمتلك القدرة البدنية والذهنية على القيام بما يجب القيام به للخروج بالبلاد من وضعها البائس على جميع الاصعدة سواء تعلق الامر بالتنمية الاقتصادية أو البشرية.

ويسود رأي مخالف في الجزائري يقول إن من شأن الحلقة الجديدة في ملف مرض الرئيس "ان تبعث الجدل ليس حول عدم ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، لان ذلك اضحى في حكم المؤكد بالنسبة للكثيرين، وإنما حول قدرته البدنية على استكمال الشهرين المتبقيين من الولاية الثالثة".

واعتبر المتحدث باسم التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية (معارضة علمانية) عثمان معزوز ان في سفر الرئيس دليلا جديدا على "عجزه عن القيام بالحد الادنى من مهامه" ودعا الى "التصريح بثبوت المانع، كما تنص المادة 88 من الدستور" عندما يستحيل على الرئيس القيام بمهامه. ويقاطع حزب معزوز البرلمان الحالي.

وقالت صحيفة "الخبر" التي كانت تصف الحالة الصحية لبوتفليقة قبيل سفره الأخير إلى فرنسا إنه "كان لافتا في آخر اجتماع لمجلس الوزراء ان سابع الرؤساء متعب، إلى درجة انه لا يقوى على إسماع صوته لمحدثيه".

وكانت الوكالة اوردت الثلاثاء بيانا للرئاسة جاء فيه انه "من اجل استكمال الفحوصات التي بدات بالجزائر العاصمة، وفي اطار فحص طبي روتيني مبرمج منذ شهر حزيران/يونيو 2013، فان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة موجود بمستشفى فال دو غراس منذ يوم الاثنين 13 كانون الثاني/يناير 2014 والى غاية الجمعة 17 كانون الثاني/يناير 2014".

وكان بوتفليقة امضى 80 يوما في 2013 للعلاج في فرنسا بعد اصابته بجلطة دماغية، كما سبق ان تلقى العلاج في فال دوغراس في 2005 بسبب نزيف معوي قال انه "شفي تماما منه".

وكان بوتفليقة ادخل المستشفى في باريس في 2005 بعد اصابته بقرحة نزفية في المعدة وصرح انذاك انه نجا "باعجوبة".

وسرعان ما اثارت مغادرة بوتفليقة الى باريس الانتقادات بعد ان شكلت مفاجاة.

وقالت صحيفة "الخبر" الجزائرية في وقت سابق ان بوتفليقة وقع مرسوم دعوة الهيئة الناخبة "قبل نقله للعلاج في فرنسا الاثنين".

وينهي بوتفليقة الذي يحكم الجزائر منذ 1999 ولايته الثالثة في نيسان/ابريل المقبل، ولم يعلن حتى الآن ما اذا كان سيترشح لولاية رابعة فيما اعلن حزبه جبهة التحرير الوطنية وعدد من مناصريه انه سيكون مرشحهم للانتخابات المقبلة.

ويفترض ان يدعو الرئيس الجزائري الهيئة الناخبة قبل 90 يوما من موعد الاقتراع اي في 16 او 17 كانون الثاني/يناير.

ولم يعلن بوتفليقة الذي يتولى الرئاسة منذ 14 عاما وهي اطول فترة في هذا المنصب، ما اذا كان سيترشح لولاية رابعة كما يطالبه حزبه جبهة التحرير الوطني واحزاب اخرى موالية له.

ويجب ان يعلن قراره في مهلة اقصاها 45 يوما قبل موعد الانتخابات.

ويرتقب تنظيم الانتخابات الرئاسية في 16 أو 17 نيسان /ابريل المقبل تطبيقا لأحكام قانون الانتخابات لكون الولاية الرئاسية الحالية تنتهي يوم 16 نيسان/ابريل، بحسب ما اوضحت وكالة الانباء الجزائرية.

ويعرقل هذا الغموص العملية السياسية في الوقت الذي اعلن فيه نحو 15 شخصا ترشحهم، من بينهم رئيس الوزراء السابق علي بنفليس الذي سيؤكد ترشيحه الاحد.

وصرح عبد الرزاق مقري زعيم حركة مجتمع السلم (معارضة قريبة من الاخوان المسلمين) "من غير المعقول ان يترشح.. الجميع يعلم انه مريض".

وتابع "الناس لا حديث لها سوى مرضه بينما عادة الحديث يكون عن اعمال الرئيس وحصيلة ولايته".

واعتبر محلل مطلع على السياسة الجزائرية ان كل ما يحصل هو للاعداد من اجل ترشح بوتفليقة لولاية رابعة. وقال "نحن نشهد تطبيقا لسياسة الارض المحروقة لكن بدون عنف".

وتابع المحلل الذي رفض كشف هويته "لقد ذهب بوتفليقة الى فرنسا للحصول على شهادة طبية من اجل تبديد كل مظاهر الضعف او التراجع السياسي".

من جهتها، اوردت صحيفة الخبر الخاصة الناطقة باللغة العربية ان "مسالة الشهادة الطبية ستطرح بشكل اكبر لسبب بسيط هو ان الحال الصحية للرئيس هشة للغاية.. بالكاد يسمع صوته او يتمكن من الوقوف".

ومنذ عودته من رحلة العلاج الطويلة في فرنسا في 16 تموز/يوليو لم يشارك بوتفليقة في اي نشاط سياسي ولا يظهر الا في التلفزيون الرسمي إلى وهو يلتقي زواره، خاصة نائب وزير الدفاع رئيس اركان الجيش الفريق قايد صالح الذي يستقبله بشكل مستمر.

ومن الاجانب استقبل بوتفليقة رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي ورئيس حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي مرتين، ورئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايروليت، بالإضافة الى المبعوث الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.

كما لم يعقد بوتفليقة الذي حطم الرقم القياسي في المكوث على راس الدولة الجزائرية، سوى اجتماعين لمجلس الوزراء خلال سنة 2013، وهو الوحيد المؤهل دستوريا لرئاسة هذا الاجتماع الضروري لتمرير القوانين.

ولم يوجه الرئيس بوتفليقة اي خطاب منذ تحدث

وفي ايار/مايو 2012، قال بوتفليقة في آخر خطاب له في سطيف شرق الجزائر ان "جيلي تعب" الأمر الذي اعتبره بعض المعلقين مؤشرا الى انسحابه من الساحة السياسية.

غير أن حزب جبهة التحرير الوطني صاحب الاغلبية في المجلس الشعبي الوطني (208 نائبا من اصل 462) والذي يرأسه بوتفليقة، يصر على ترشيحه لولاية رابعة.

وقال الامين العام للحزب عمار سعداني انه "مقتنع ومتاكد" ان بوتفليقة سيترشح وان المرض لن يمنعه من ذلك.

ومن جهته شدد وزير العدل الطيب لوح الاربعاء على ان "الاستعدادات للانتخابات تجري بشكل طبيعي".


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة