من وراء إستغلال أئمة ومساجد المسلمين ببلجيكا

من وراء إستغلال أئمة ومساجد المسلمين ببلجيكا

 

مــــــحــــــمــــــد ســــــعــــــيــــــد/بــــــروكــــــســــــيــــــل

من وراء الإستغلال الغير المشروع للأئمة ولمساجد المسلمين ببلجيكا في أمور لا علاقة للمسلمين بها كالدعاية للدستور المغربي المطروح للإستفتاء يوم فاتح يوليوز. 

يتسائل العديد من المتتبعين والمسلمين ببلجيكا لماذا هذا الصمت للحكومة البلجيكية ووزارة العدل الوصية على شؤون الديانات وأماكن العبادة ؟ ألا تدَّعي بلجيكا بالعلمانية والفصل بين الديني والسياسي وعدم تدخل رجال الدين في الشؤون السياسية ؟

المسلمون ببلجيكا متذمرون هذه الأيام بعد خطب الجمعة الماضية  لبعض المساجد والتي كان موضوعها الإستفتاء في المغرب بل أن منهم من ذهب أبعد من ذلك في الدعاية للحكومة المغربية بالدعوة صراحةً للتصويت ب"نعم"، فقد رفض جل المسلمين استغلال مساجدهم للدعاية لدولة ونظام المغرب في مساجد شيدت بمالهم الخاص للعبادة وللثقافة لا كأداة  لخدمة دولة أو حزب أو مشروع سياسي معين، إن استغلال الأئمة للترويج السياسي والمساجد للدعاية لهذه المشاريع الأجنبية يتنافى مع الأعراف والتقاليد المتعارف عليها في إبعاد دور العبادة من الإستغلال السياسي.

إن تحريض السفارة المغربية بمدينة ببروكسل للأئمة  من أجل الدعاية للإستفتاء المغربي في خطب الجمعة ووضع صناديق الإستفتاء بالمساجد في يوم الجمعة مباشرة بعد خطبة الجمعة تجعلنا نتسائل حول دور المسجد، وعلاقة إمام المسجد مع المجتمع البلجيكي وحدود اختصاصاته ؟ بالإضافة إلى الخطب ودروس الدعاية لمشاريع الدولة المغربية ببلجيكا لفرض مشاركة واسعة لمغاربة بلجيكا بعدما رفض قطاع واسع من مغاربة المغرب التصويت على الدستور الجديد واعتبروه دستورا ممنوحا من طرف الملك .

 القنصليات المغربية ببروكسيل وأنفرس ولييج وزعت ملصقات ومطويات في العديد من المساجد والمتاجر قصد التعبئة والحث على المشاركة في الإستفتاء على دستور الكل يجهل مضامينه من المغاربة المقيمين ببلجيكا؛ ناهيك أن هؤلاء يحملون جنسية بلجيكية ومعظمهم لا تربطهم بالمغرب إلا القرابة العائلية. 

إن الهرولة التي تقوم بها الدولة المغربية نحو أئمة المساجد وبعض المنتخبين من ذوي الأصول المغربية، واستغلال إذاعة المنار ـ إذاعة لكل عرب بلجيكا ـ  تجعلنا نتسائل لماذا هذا الصمت والتواطؤ للحكومة البلجيكية والوزارات الوصية على دور العبادة وإذاعة المنار.

 




عدد التعليقات (3 تعليق)

1

فتح الله عبد السلام

ان هدا الاخ دهب بعيدا في تشنجه ضد المغرب وغاب عن فهمه ان المساجد التي احتضنت هدا الاستفتاء غير معترف بها الا كمقرات لجمعيات للجليات الاجنبية اما هرولته نحو علمانية الدولة البلجيكيةفرصاصة طائشة من قناص غشيم الشعب المغربي يحمل معه ثقافته حيث ما حل و ارتحل خاصة ما هو ديني منه

2011/07/01 - 05:18
2

باسل أبو عبد الرحمان

مقال رائع وقد قرأت نفس المقال باللغة الفرنسية تحت عنوان Qui est derrière l’exploitation des imams et des mosquées musulmanes en Belgique ? وقد ترك هذا المقال رتياح لدى عموم المسلمين بما فيهم المغاربة،فالكل يرفض استغلال مساجدهم لأغراض سياسية لدولة أجنبية. بالنسبة لصاحب التعليق الأول فلم يكن موفقا في تعليقه إما عنن جهل أو تنطع ،فبالفعل المساجد معترف بها كمقرات لجمعيات للجاليات المسلمة وليس لنظام سياسي أو دولة معينة...عيب هذا الإستغلال اللا مبررالمرفوض قانونا وننتظر قول الفصل من المحاكم البلجيكية قريبا. أهمس في أذن فتح الله عبد السلام رصاصتك لم تصب الهذف يا غشيم

2011/07/02 - 09:21
3

طارق بن زياد البلجيكي

البيعة الشرعية إن عقد البيعة في الإسلام هو التزام متبادل بين \"الأمير\" و\"المؤمنين\"، على قاعدة ضمان حقوق الحاكم والمحكومين، وهو أحد طرق تنصيب الرئيس أو الخليفة أو الإمام الأعظم في الدولة الإسلامية، وتكون عن رضا وتشاور بين ممثلي الأمة الحقيقيين، وهذه تسمى \"بيعة الانعقاد\"، وهي \"البيعة السياسية\"، وبموجبها يصبح الشخص رئيسا للدولة، تعقبها \"بيعة الطاعة\" أو \"البيعة العامة\"، وهي بيعة جمهور المسلمين لمن تمت له بيعة الانعقاد، وهذا هو الذي حدث مع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم. حيث\"الحاكم المسلم مقيد بالشورى، مقيد بالشريعة، مقيد بمسؤوليته الجنائية أمام القضاء، فهو أمامه كآحاد الناس. وينبغي أن يكون إلى جانب هذه القيود كابح دستوري قانوني يضع مسطرةً لمحاكمة ولي الأمر وعزله إن أخل ببَند من بنود البيعة التي تُشكل معقِد القوة في نظام الحكم الإسلامي\" [1]إن البيعة الشرعية تعاقد تلتزم فيه الأمة بالسمع والطاعة في المنشط والمكره ما استطاعت، ما لم تُؤْمَر بـمعصية، ويلتزم الأمير فيه بإقامة الدين وحراسته والقيام بأمر المسلمين، وإشاعة العدل والمساواة بين الناس، فإن لم يلتزم بذاك نُبِّه من قبل علماء الأمة وممثيلها، فإن انصاع إلى الحق ورجع بعد النصيحة فذاك، وإلا خُلع من منصبه واختير غيره. قال أبو بكر رضي الله عنه حين بايعه الصحابة الكرام بَيْعَةَ الْعَامَّةِ بَعْدَ بَيْعَةِ السَّقِيفَةِ:\"أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ : قَدْ وُلِّيتُ عَلَيْكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، فَإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُونِي. الصِّدْقُ أَمَانَةٌ، وَالْكَذِبُ خِيَانَةٌ، وَالضَّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيٌّ عِنْدِي حَتَّى أُرْجِعَ عَلَيْهِ حَقَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَالْقَوِيُّ فِيكُمْ ضَعِيفٌ عِنْدِي حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ\" [2]، فهي بيعة مقيدة مشروطة، لا مطلقة مرسلة. والحاكم إن أساء يُقَوَّم.

2011/07/05 - 05:25
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة