كأس العالم في المغرب
عماد علواش
تفاجأت هذه الأيام و أنا أتصفح العالم الأزرق و بعض الجرائد الالكترونية بخبر عجيب غريب، ان صح الخبر ، فانه يدل على شيء وحيد و أوحد هو " قصوحيةالوجه ". والخبر مفاده أن المغرب سيترشح لتنظيم كأس العالم 2026.
بقدر ما أضحكني الخبر بقدر ما أحسست بالغثيان و الدوخة مع ألم داخلي و رغبة في البكاء، لأنه بعد الفضائح الأخيرة التي ألمت بالرياضة المغربية، كان من المفروض أن يخجلوا من أنفسهم و يعيدوا النظر في تسمية البطولة الوطنية " بالبطولة الاحترافية " و بعد ذلك فليفكروا في تنظيم كأس العالم.
فبعد فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط و تلك الشوهة العالمية في " الموندياليتو " علينا جميعا أن ننتظر سنوات حتى ينسى العالم بأسره شكل تلك " الكراطة " العجيبة و " سطل " الصباغة، و نعالج تلك " الحريرة " الأخرى التي يعلم الله كيف ستكون نهايتها و هي قضية كأس افريقيا، فملفها مازال يتجول في دهاليز المحكمة الرياضية و التي إما أن تنصفنا و إما أن تؤكد سطوة و جبروت " عيسى حياتو" الذي تحدى مسؤولينا الذين تعودوا على مصطلح " الدنيا هانية " و ضنوا أنهم سيحلونها بالبسطيلة و المشاوي، و نسوا بسرعة أن هذه القضية الكارثة قد تحرم جيلا بأكمله من تمثيل المغرب و المشاركة القارية.
لكن ما يطرح التساؤل و العجب لماذا يريدون تنظيم كأس العالم؟
الجميع يعلم أن مجال كرة القدم تروج فيه أموال ضخمة جدا و ترصد له ميزانيات خيالية، و هذه الميزانيات لا أحد يعرف أين و متى و كيف تصرف. و حتى لو فشلوا أو " حصلو " فسيتم ايقافهم أسوة بغيرهم أو تقديم أكباش فداء دون محاسبة أو استعادة للمال العام و تُقلب الصفحة و كفى الله المؤمنين شر القتال و ما وقع والو.
الربيع الديمقراطي في بلدي ربيع جاف لم يُنبت الا ورودا يراها البعض جميلة لكن لا نفع منها لأنها بلا رائحة و لا تسمن ولا تغني من جوع.