الكونُ ليس عربيا
تسليت أونزار
آخر خَبَل أو هبل سمعتُ به، هو نكتة سخيفة كنت أتمناها كذبة أبريل، إلا أنها للأسف حقيقة تخبرنا بنوعية الأفكار القابعة بيننا و نوعية الأجيال التي ننتجها. تفضلَ علينا مؤخرا، أعزكم الله، كائن افتراضي بالقول: "أن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، هم جميعا أحفاد الآشوريين". يبدو أن هناك خلل ما في تركيبة الأدمغة عند البعض، خلل من الصعب تعديله أو تجاهله.
فليعلم قائل هذه الهرطقة أن الآشوريين مكانهم و حيز موطنهم هو بلدان ما بين النهرين، و توسعوا إلى فلسطين، قبرص و مصر في فترة 671 قبل الميلاد، و حتى هجراتهم بسبب الحروب في أواخر القرن العشرين، كانت صوب أوروبا خصوصا و أمريكا الشمالية، و أبدا لم يحطوا الرحال في شمال إفريقيا. هذا عن الآشوريين
فلنعد إلى "الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج"، هذه الفكرة تتكرر كثيرا، ليس فقط من المشارقة أو دول الخليج، بل أيضا من بعض أبناء شعوب شمال إفريقيا نفسها، حيث ينكرون التواجد الأمازيغي في المنطقة و لأسباب معينة. الأنظمة العربية و المناطق السالفة الذكر، سخرت كل جهودها لغسل الأدمغة و لجعل كل شيء عربي، و كما جعلوا الأرض تتكلم عربية ما وراء البحر الأحمر، فوجب أن تتكلمها أيضا في شمال إفريقيا!
هذه مصالح سياسية نعلمها، و الأنظمة تبحث عن تعزيز أمكنتها أولا في الساحة الجيوسياسة، و طبيعي أن تكرس كل طاقاتها نحو ما يرضى عنه المانح و المستثمر و لو على حساب تاريخ شعوبها.
السؤال الذي بات يُطرح بصيغة مباشرة و من دون مراوغات، هو : لماذا الأمازيغية شوكة في حلق العرب؟ قد يهاجمني البعض بالمبالغة و لكنها فعلا الحقيقة المتخفية وراء تنميق الكلام و التصريحات و سياسة تدبير الشأن الأمازيغي، و كفانا نفاقا و صبغا للكلام.
أكيد لن أعمم و لن أجزم بأنها الأغلبية، و لكن الظاهر في المجتمع و في المعاملات مع بلدان الجوار العربية و الأنظمة العربية، الظاهر أيضا من خلال النقاشات و الكتابات لبعض المغاربة، أنهم قد يقبلون بأي شيء، إلا القبول بالوجود الأمازيغي. قولة أن "الأمازيغية هي ملك لكل المغاربة" هي مقولة جميلة، لكنها فقط للإعلام، و النفوس تعلم جيد ما تُضمر و يُفتضح أمرها بمجرد الخوض في ترسيم اللغة الأمازيغية، إذ سرعان ما يكون الرد : "و ماذا سنجني من هذا الترسيم، الدول تتقدم و نحن نعود أدراج التاريخ". هذا رد يعكس حقيقة الفكر المغربي العروبي. يا قوم، من العيب مساءلة شعب عن فائدة تدريس لغته، كمن نقول له ما الفائدة من وجودك أصلا كعنصر بشري! افهموا أن اللغة هي الشعب و انقراضها يعني موته.
لو أخذتِ الأمازيغية حقها منذ قدوم العرب إلى شمال إفريقيا، لما تدهور وضعها اليوم و لما قيل عنها لغة منبعثة من حفريات التاريخ. الله من فوق سبع سماوات قال :"و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين". فكيف بمخلوق أن ينفي على الخالق ما شرعه و يسعى إلى جعل كل شيء متشابه؟
عرفت العديد من الشباب المغاربة في حركات مدنية اجتماعية منفتحة و بعضهم رافض قطعا لكل ما هو أمازيغي، بدعوى أن الإسلام وحد الكل. هذه مغالطة خطيرة، إذ لا علاقة بين الدين و العرق، و الأمازيغ أصلا أكثر الناس متمسكين بالإسلام في المغرب و المدارس العتيقة أحد الشوهد على هذا. و هناك من الشباب من يتظاهر بالتعايش و قبول الاختلاف خلال ندوة، أثناء نقاش، أما في تدويناته فلن تجده يوما يتساءل عن سبب تراجع تدريس اللغة الأمازيغية، أو سبب تأخير خروج القانون التنظيمي لترسيمها، و لن تجده أبدا يقول بأحقية تداول الأسماء الأمازيغية. هذه الفئة هي من تتبجح ب"الأمازيغية ملك لكل المغاربة"، يريدونها فقط فلكلورا سياحيا لا يتعدى منصات النشاط و الاستقبالات الرسمية!
لمن ينكر الوجود الأمازيغي و لذلك الغافل الذي قال " الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج" و زادَ "و العروبة رمز وحدتهم و لا علاقة لها بانتماءات عرقية أو قبلية"، أقول له هل هناك أكثر عرقية و قبلية مما تفوهت به و مما اختزلت الشعوب كلها فيه؟ كأن الله خلق كل شيء عربيا! ألم يعلم هذا أن الله الذي يؤمن به و بكتابه القرآن قد قال :"و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا"، أليس هذا دليل على أن الأمازيغ من بقية الشعوب التي خلقها الله؟ أم يؤمنون ببعض الكتاب و يتركون بعضه؟
ظهور الإسلام عند العرب لا يمنحهم أبدا الأحقية في إلغاء باقي الأقوام لمجرد دخولهم في هذا الدين، و لا يمنحهم أبدا التميز، فالتفاضل بالتقوى لا بالعرق.
الأمازيغ شعب موجود و سيظل و لغته كائنة و لن تموت، و حضارته شاهد عليها المكان كما الزمان، و الأرض لا تتكلم عربية أينما حل العرب و ارتحلوا، و حسن استقبال إدريس الأكبر من طرف الأمازيغ و تنصيبه عليهم حبا في رسول الله (ص) ، لا يجعل منهم عربا، و العالم الإسلامي ليس بعالم عربي كما أرادت تحويله بعض العقول الأحادية التفكير و بعض الجيوب الممتلئة دنانير. الكون خلق للجميع و من ليس عربيا ليس كافرا، و الكون لا يدور في فلك أو حول مركز اسمه عروبة. أفيقوا، الجزيرة العربية في مكانها و بقعتها الجغرافية لم تتوسع بعد إلى المحيط.
عبدالله
هيا تفتخري بامازيغيتك واشتمي العرب ماذا تربحين جزءي المجزء وقيمي المقسم عوض ان تبحثي فيما ينفع الناس والبلاد خربي البلاد بعنصريتك هذا امازيغي هذا عربي واخبرك اني امازيغي ولم يعجبني مقالك ومتزوج بعربية اصهاري يحترمونني وانا احترهم انشري التفرفة بين المواطنين فسحفا لك ولافكارك
hamid hamid
اسئلة
لماذا دائما ما تقولون لمن يفتخر بأمزيغيته عنصريا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الا ترى أن الإقصاء يكمن في جمل يتبجح بها الإعلام من قبيل ((( المغرب العربي ))) ؟؟؟؟؟؟؟؟ انت تقول بأن من يتكلم ( الدارجة ) عربي ؟؟؟ شمال افريقيا امازيغي بالهوية . بعض المغاربة الذين يوسمون انفسهم عرب اليوم يفتخرون بعوربتهم ولا تسمي ذلك عنصرية امرغريب ؟؟؟ يا أخي الإسلام دين والعربية لغة كباقي الغات الأخرى وإن قلت لي العكس فهذا ما يسمى بالهرطقة وليس ما جاء في المقال.
hamid hamid
اسئلة
لماذا دائما ما تقولون لمن يفتخر بأمزيغيته عنصريا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الا ترى أن الإقصاء يكمن في جمل يتبجح بها الإعلام من قبيل ((( المغرب العربي ))) ؟؟؟؟؟؟؟؟ انت تقول بأن من يتكلم ( الدارجة ) عربي ؟؟؟ شمال افريقيا امازيغي بالهوية . بعض المغاربة الذين يوسمون انفسهم عرب اليوم يفتخرون بعوربتهم ولا تسمي ذلك عنصرية امرغريب ؟؟؟ يا أخي الإسلام دين والعربية لغة كباقي الغات الأخرى وإن قلت لي العكس فهذا ما يسمى بالهرطقة وليس ما جاء في المقال.
متتبع
الغرب يلحث في المجال العلمي وتطور الحياة وانت تبحثي في اصل شمال افريقيا عرب ام امازيغ ضيعي الوقت في الخزعبلات امثالك يؤخرون البلاد والعباد الى ما قبل التاريخ تشبثي بالعنصرية الت يجمعنا الاسلام استحيي ان اكتب مثل هذه المواضيع فيا سبحان الله الغرب يتوحد ونحن نبحث من كان في شمال افريقيا يكفينا ان محمد صلى الله عليه وسلم عربي