المغرب: تحالف الملائكة مع الأبالسة
بقلم فريد بوكاس
صحفي باحث
في الأمس القريب خرجت حركة 20 فبراير إلى الشارع مدعومة بأحزاب اليسار وجماعة العدل والإحسان وبعض التيارات الإسلامية, من أجل المطالبة بإسقاط الفساد ومحاكمة الفاسدين والمفسدين ورحيلهم عن الحقل السياسي وغيرها من المطالب المشروعة. وبعد الاستفتاء الدستوري الذي الذي تم إقراره كدستور جديد لاستثناء مغربي والكل يعلم كيف تتم عمليات الاستفتاء, تم الإعلان عن انتخبات تشريعية سابقة لأوانها التي هددت العدالة والتنمية بمقاطعتها في عدة مناسبات إن اعتمدت وزارة الداخلية اللوائح الانتخابية بدل الاعتماد على بطاقة التعريف الوطني كما هو معمول به في البلدان الديموقراطية, لكن سرعان ما تراجع حزب القنديل عن قراره ودخل في مفاوضات مع الداخلية والسفارتين الأمريكية والفرنسية.
تمت الانتخابات وأعلنت النتائج رسميا, وفاز القنديل بأغلبية الأصوات... ألف مبروك الأستاذ بنكيران !! لكن الغريب في الأمر هو تحالف الملائكة مع الأبالسة, وهذا شيء غريب في علم الميتافيزقيا, لأن إلإبليس هو السبب في طرد آدم وحواء من الجنة, إبليس تحدى الله ورفض أمره بالسجود لآدم, إبليس وعد الله بأنه سيغوي عباده إلا الصالحين منهم... إنه إبليس !!
حزب الاستقلال ترك خلفه تاريخا أسودا لما تواطئ مع الفرنسيين والحسن الثاني في إبادة شعب الريف سنتي 1958 و 1959, وهذا لا أحد يستطيع إنكاره لأن التاريخ إن لم يكن مخطوطا على الأوراق إلى أنه محفورا في الذاكرة. أما حزب الاتحاد الاشتراكي, فالكل يعلم السياسة التي نهجها أثناء توليه زمام الأمور بقيادة عبد الرحمان اليوسفي قبل رحيل الحسن الثاني, خلال فترة حكمه عرف المغرب أكبر صفقة في خصخصة مؤسسات الدولة وبيعها للفرنسيين بمباركة الاستقلاليين الذين كانوا يسيطرون على أغلبية المقاعد بالبرلمان. فكلا الحزبين كانا ومنذ عقود السبب في تخلف المغرب اقتصاديا وسياسا واجتماعيا و... وها نحن اليوم نعيش فترة استثنائية بعدما قرر حزب القنديل بالتحالف مع الحزبين السالفين الذكر اللذين كانا السبب في خراب المغرب وانتشار الفساد ونهب المال العام و... إنه تحالف الملائكة مع الأبالسة على إرادة الشعب المغربي الذي يعاني الأمرين, الضائقة المعيشية من جهة والإقصاء من جهة أخرى.
فإن كانت إيران تصف الولايات المتحدة الأمريكية بالشيطان الأكبر, فأعتقد أنها مخطئة في وصفها, لأن الشياطين أبناء إبليس, وإن كانت أمريكا شيطانا فهذا يعني أنها حفيدة أبالسة العرب, ولما وهم الذين يعبدون لها ولحليفتها فرنسا الطريق من أجل الانفراد بالقرار السياسي والاقتصادي في وطننا العربي بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة.
كنا ننتظر دستورا كنظيره المصري, وانتخابات كالتي تجري في الجارة الشمالية ـ إسبانيا ـ التي غالبا ما يعطي بها المغرب المثل, لكنا فوجئنا بدستور تم رسم خطوطه العريضة في سرية تامة دون الاستشارة مع المجتمع المدني المغربي, وبعدها جاءت
الانتخابات البرلمانية التي أفرزت عن مخلوقات جديدة ـ الملائكة ـ لتتحالف مع إبليس وأصدقائه للمضي قدما في نفس الطريق الذي تم رسمه منذ رحيل الجيش الفرنسي من المغرب تاركا خلفه أحفاده وخدامه من الاستقلاليين والاشتراكيين لبيع ما تبقى من الوطن للضغط على الشعب من أجل الخضوع للأمر الواقع. لكن الضغط يولد الانفجار.
مغربي
وانت ايها الشسطاتن الذي تريد الفتنة ما هو محلك من الاعراف انت مجرد مفعول به او مجرور من طرفف لوبيات وقحة