مول الحانوت وتسميم الأخلاق
الطيب آيت أباه
اليوم الجمعة 05 06 2015 في اللقاء التواصلي الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالرباط حول : " إستقرار السوق ضمان لتلبية حاجيات المستهلك "
آسيدي المستهلك على راسنا وعِينينا ، ولكن واش هاد مول الحانوت ماعندوش زعمى الحق ف شي إلتفاتة ، واخّا غير إشارة رمزية لهاد الكائن التجاري ف بحال هاد الشعارات المناسباتية ؟
حضور الطيب مول الحانوت كعادته كان ملفتا للإنتباه من خلال مداخلته التالية :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تحية طيبة للحضور الكريم ، وتحية أطيب للرئاسة والمشرفين على هاد اللقاء المبارك .
أولا وقبل كل شي نشكركم على هاته المبادرة القيمة ، الرامية إلى تحسيس التجار للإستعداد الجيد لشهر رمضان الأبرك .
أنا سأتطرق فقط إلى الطريقة التي يعتمدها المراقبون في عملهم .. يعني الوسيلة وليس الغاية .
شخصيا أرى فيها نوعا من الإستفزاز وإثارة إنتباه المواطنين ، لأن من يرى ويعاين ذلك الكم من المراقبين والطريقة التي ينتشرون بها في الحانوت ، لا ولن يفهم أن الأمر مجرد تفتيش روتيني ، بل هو كمباغثة تاجر مخدرات ، حتى أن العدد الذي تتشكل منه لجنة المراقبين المختلطة ، لا تعتمده الجهات الأمنية في إلقاء القبض على أخطر المجرمين .
نتوما شفتو أخطر تسمم تايقيس أخلاقنا في منصة موازين وفي ساحة صومعة حسان .
فاين هي المراقبة على هاد المستويات الحساسة والخطيرة ؟؟
آوْلاّ غير مول الحانوت ديما هو للّي داير عليه الفيلم ، حتى أصبح كالمعاش اليومي لدى ذوي الضمائر المتعفنة ، ويُسيل لعاب المنافقين من طينة المتباكين على الزين المحفور في هوامش المدن المغربية .
إننا لنخشى من تشكيل شرطة على غرار (حذر) لمراقبة مول الحانوت في مواسم التفتيش المرتقبة .
وشكرا .. إنتهت المداخلة .
نعم إننا لنخشى مع كل هؤلاء الذين يزعمون أنه بمثل هكذا تجاوزات وخروقات وتضييق على المنهجية التي يتبناها مول الحانوت في تدبير شؤون مصدر رزقه ، قد يكون بمقدورهم الإستغناء النسبي أو الكلي عن الخدمات الجليلة التي يوفرها هذا الكائن التجاري ، بعد طول السنين العجاف التي قضاها كضامن لإستقرارات حيوية عدة ، لأن علاج الوضعية المتدهورة والمزرية للطبقة الدنيا ولصيقتها الوسطى ، ليس كما يتوهمون أنه كامن في برامج المشرفين على قطاع التجارة أو الشأن العام بصفة شاملة ، وإنما في عصارة المجهودات الجبارة التي لا يتوانى مول الحانوت متفانيا في بذلها خارج أيّ تغطية تُذكر ، اللهم ظل ذلك الباش الذي تصب أمتاره نقدا بغسيل الفندق في صناديق البلديات .
إنه بكل بساطة شديدة كناش الكريدي وبْلا منّة عالله ، الراعي السحري لمختلف الأزمات الخانقة ، التي يستحيل أن يستوعب وطئتها مسئولون خرجوا إلى الوجود وفي أفواههم لوازم أكل من ذهب وفضة ، أو مسئولون تنكروا لواقع عايشوه ، كان فيه مول الحانوت يعطي الأسبقية لأبناء الحي الكامل على حساب مصير أسرته المنفية في تمازيرت . وهنا تحضرني نكتة البقال الذي آثر على نفسه ، ليجاهد في سبيل راحة ساكنة الدرب على شساعته ، حتى تخرج من تخرج ، وتزوج من تزوج ، وتمكن من تمسكن ، وهاجر لمعانقة الفردوس من عاد بعد حين من الدهر إلى أرض الوطن مزهوا بآخر صيحات التشويكة . ولما إستقرت أحوال الناس ، ومحت الأيام آلام الفأس والبأس ، وتسلّمَ مِن بين الناجين مراقبٌ سلطةَ التقرير ، دشن شططه بمباغثة مول الحانوت في عقر زنزانته . مول الحانوت الذي كان بالأمس الوشيك يقوم مقام الجهات الوصية في تصريف أمور الرعية ، ورغم كل هذا وذاك مافتىء الكائن التجاري المعطاء على خُلقه مداوما وعليه بالنواجد عاضّا ، لايزيد قلبه الحاضن إلا إتساعا لكل ذي خنونة يذرف الدموع على صفحة زجاج يغري البسكويتُ خلفَها مزاج الأطفال . هذا قبل أن تنمو عضلات البدن بصرف النظر عن عضلات الفكر ، فيكون مصير الفيترينا التفرشيخ ، وتَلحَق بالجمل وما حمل كل صنوف التشرميل ، ولا أحد يبالي ، بذريعة غياب آثار التهلكة من دماء وأشلاء لا تصلح للتبرع .
لعمري إنها لمفارقة عجيبة غريبة أن لا تُحرك الجهات المعنية بحماية المواطنين من الهلاك المبين ساكنا ، ونحن نرى في واضحة الظهر وأمام الملإ بمختلف تلاوينه ، كيف يباع على الرصيف الجنجلان والكاوكاو بأقل من ثمنه الحقيقي جهارا نهارا ، في مقابل تمرير لوازم السفوف الثانوية بالدقة على النيف . فمثلا زريعة الكْتاّن التي لايولي الناس لثمنها أدنى إهتمام ، وإن إرتفع ثمنها فلا يتعدى في أغلب الأحوال 15 درهما للكيلو ، وعند عملية جمع الحساب السريعة المريعة ، يضغط العطار المْصَرْفق للّي تايْطيّاح البق على نفس أزرار الآلة الحاسبة برّق ماتقشع ، مطبقا تسعيرة موحدة على بقية المقادير ، ليقارب أو يفوق ثمنها 100 درهم للكيلو مع أن أغلاها قد لايلامس في الغالب سقف الأربعين حرامي ، عفوا الأربعين درهما للكيلو .
إيــيـْــوَا بْـقاو مْقابلين ثمن الجنجلان ونتوما واخدين التقـيــوتات الأخرى بالدّقة على النّيف ، تماما كما يحصل لنا مع عطلة الصيف نحن معشر التجار ، عندما تصلنا إشعارات الضرائب فنجلس القرفصاء وسط العائلة ، لتبرير عزوفنا المتواصل عن أداء واجبات التفرغ للترفيه عن فلذات أكبادنا . وضريبة تلوى الأخرى حتى نسينا وتناسينا أن لنا حقوق ، نقتطع مقابلها من عافيتنا ومن مستقبل أبنائنا ، ومن تمة إلتحقْتُ بالتظاهرة أمام السفارة الفرنسية يوم الخميس 04 06 2015 حاملا شعار : ـ " المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بعمالة الصخيرات تمارة وجمعية وئام تامسنا ، إلى جنب كل الشرفاء ، ينددون بالمستوى الهابط الذي تهاوت إليه الرسالة الفنية ، ويستنكرون تسخير الفن في إستفزاز مشاعر الناس وخلق الفتن " .
حاشى لله أن يكون ذلك لبهرجة وأو لقِـلّة مايْدّار ، ولكن لأنني موقن أن شباكية هاد الحكومة ماغادي يجمعوها وراق بسطيلة . وهي عندما توسعنا ضرائب وذعائر ، فلأنه لا يحس بالمزود غير للي مخبوط بيه . فعن أي مراقبة نتحدث في غياب تحديد أهدافها بدقة متناهية ؟ وأي تحسيس هذا الذي نحتاج لأجله إلى فرق الكوماندوز ؟ خويا حك ليلي نيفي ، خويا خود البنانة .