زينة… لمجرد… شوقي...وآخرين

زينة… لمجرد… شوقي...وآخرين

ياسين الإدريسي المشيشي

 

في خضم سوق المنتوجات الفنية الموسيقية التي انتشرت في الآونة الأخيرة كالنار في الهشيم، ووسط هيمنة هذا النمط الموسيقي اللقيط الذي استطاع أن يجد له زبائن كثر بفضل وسائط الإتصال التي ساهمت في ذيوع وانتشار مثل هذه الألوان المرضية الفيروسية، وعبر كل ما يدور في وسطنا الفني من إنحطاط ومهزلة فنية رائجة.

لمجرد وصاك زينة وطيارة أسماء...والقائمة عريضة ولا تكاد تنتهي، فالكل اليوم أصبح بين عشية وضحاها فنانا شهيرا. 

إن الذي دعاني لكتابة هذا المقال هو جناية هؤلاء على أذواق المغاربة المعتلة في أصولها والغير المؤطرة، وذلك راجع لغياب درس الموسيقى في فصولنا الدراسية، فأي منتوج في ظل هذا الوضع التكويني لذوقنا الفني في هذا البلد قابل لأن يستهلك؟

لا شك أنه عندما نجد نسب المشاهدة العالية لهذه السندويتشات الموسيقية نقف عند سداد هذا الرأي الذي يرد هذه المعضلة لغياب إدراج تكوين فني لبرامجنا التعليمية.

فالذوق نافذة مهمة يطل من خلالها المرء على وعي الشعوب ومكانتهم في المتحضر والرقي والمدنية كروح وفكر وثقافة.

نعود إلى حالنا الذوقي والفني اليوم، حيث سنواصل وقوفنا عند منتج أبطالنا الفنيين المفترضين بل ونجومنا في الساحة.. المجرد...المنور...شوقي...زينة وآخرين.

سنرى أن الوضع كارثي ويندر بل ويبشر بميلاد جيل مشوه الذوق.

إن سعد المجرد وأحمد شوقي وزينة وغيرهم من الفنانين، الذين وجدوا هذا الشعب إلى جانبهم، واحتضنهم وصفق لهم ودعمهم، وكان دائما واقيا لهم من كل تهجم ظلامي حتى في أرد ئ الأغاني ك«تخربيقة» «عطيني صاكي» للداودية و«لمعلم» للمجرد و«درتي ليا الطيارة» للمنور ، وهي أغاني ركيكة  لا تشرف الربيرتوار الفني المغربي على الإطلاق .

كما لا أجانب الحقيقة إن أشرت إلى أنه قد يوجد من يدافع على هذه الألوان، بدعوى أنها تعكس روح هذا الجيل وخياره وذوقه، بل إن المجتمع المغربي برمته كان دائما وما زال  داعما ومؤازرا لهؤلاء  ومتعاطفا معهم حتى النخاع، بمنحهم حبهم ووقتهم وحتى أموالهم، على غرار أن الجمهور شكل دوما رأسمالهم الحقيقي، بل وهو المحدد للقيمة المالية لهؤلاء لدى المنتجين.

لكن الأخطر من كل هذا هو عندما يستغل الفنان هذا الحب، وهذه الحماية ودفاع شعب عن حداثة، ليذهب الفنان في الأخير ويضعها في «صاك» مثقوب خدمة لمنعش عقاري، أو عندما يختزل نضالات ومعارك مواطنين، من أجل التعبير الحر والحرية والكرامة... في مجرد سلعة قابلة للبيع لمن يدفع أكثر»

فمتى كان السكن الاقتصادي في أغلبه سكنا يوفر شروط الكرامة حتى يروج له هؤلاء الفنانون؟ وهل أقصى ما يريدونه للمغاربة هو أن يقطنوا في أقفاص؟ هل فعلا السكن الاقتصادي تطوقه الأشجار والغابات والماء والخضرة، كما يسوق لذلك هؤلاء الفنانون في وصلاتهم؟ هل من يقطنون السكن الإقتصادي، أو «الغيتوات» الجديدة لهم نفس الرأي؟ هل ممكن أن يقطن أصحاب الدعاية هناك؟

 

قد يوجد من ينعتنا من خلال آرائنا هذه، بالإستعلاء والنخبوية والترفع، لكنني سأقولها أنه في ظل ما يقدم من عرض موسيقي حالي، يجب علينا أن نكون أكثر ترفعا وأكثر إستعلاءا، وأن لا نتسامح مع أشباه الفنانين هؤلاء، الذين يمارسون في حقنا وفي حق المغاربة وناشئتهم على الخصوص جريمة افساد ذوقهم، وجرهم إلى مثل هذه المستويات الثقافية التي أصبحنا نعيشها ونلحظها عبر انتشار مثل هذه الألوان الموسيقية التي تسجل وللأسف نجاحات تلوى الأخرى، فهي حاضرة من خلال أسلوبها المتشابه في الوصلات الإشهارية وفي موسيقى الجنريك المخصص للأفلام التلفزية المبتذلة.

 

إن رصدنا لهذه الظاهرة (الفنية)، لهو شبيه برصد فيروس يهدد المجتمع، فخطورة عمل هؤلاء وتهديده المتوالي أراه شبيها بتهديد داء الإيبولا وكورونا بل أكثر، فإن كانت الأمراض العضوية أشد فتكا وخطرا على الإنسان، فتشويه الثقافة وهدم الذوق أشد وطأة على الإنسان من أن يهدده خطر عضوي.

أعود وأكرر أن الفكر والثقافة والفن والتعبيرات الموسيقية وهي من جملة ذلك، هي وهج الشعوب وذلك الرنين الذي يقاس من خلال قيم الشعوب وإبداعاتها ومكانتها بين الأمم.

هنا سأطرح سؤالا أنهي به ما ذهبنا إليه...

أين تضعنا زينة… لمجرد …وشوقي والقائمة...الخ، وسط سوق الإبداع العالمي ؟ وهل ترضوا  وأخاطب هنا المغاربة بأسرهم؛؛ أن يكون مثل هؤلاء سفرائكم الثقافيين الفنيين؟

سأنتظر إجابتكم؟؟؟

 

عدد التعليقات (7 تعليق)

1

Belgacem

Rad 3la yassin

Bravo خويا ياسين قلت الذي نود قوله منذ مدة شكرا جزيلا لك خاص غير شي أغني(عطيني ذوقي )

2015/07/12 - 10:08
2

ههؤلاء قاموا بما قدرتهم الله وأنت كذا فعلت

2015/07/12 - 10:51
3

مغربي

لا تحاصروا ادواق

من أنت حتى تحاصر الأدواق في نمط معين وتضع الصالح في كنفك والطالح في كنف الاخرين ان هدا الفكر الاستبدادي الغير منتج والمتخصص في النقد الفارغ هو من جعلنا في خانة المعطوبين ان الموسيقى هي ميلودي قد يحبها البعض وقد ينفرها الاخر دعوا الناس تعشق ما تريد ولا تحاصروا ادواقهم

2015/07/13 - 04:34
4

ياسين الإدريسي المشيشي

وصلتنني رسالتك أخي....

شكرا على التفاعل وحسن الرد.. رمضان كريم

2015/07/13 - 08:12
5

جمعك الداودية مع شوقي و لمجرد دليل على انك لا علاقة لك بالفن و انك عديم الدوق، لمجرد فنان نادر و بامكانيات فنية كبيرة و كدلك شوقي، و الداودية في اغنية صاكي بالدات كانت رائعة، لكن الداودية تؤدي الاغنية الشعبية و لدلك مقارنتها مع لمجرد و شقي كانت تنم عن جهل،واش عمرك سمعتي اغنية واعديني لسعد لمجرد؟ سمعها و الى كانت هديك اغنية رديئة قل لينا شي اغنية احسن منها

2015/07/14 - 12:26
6

رضى

Bravo

الأخ ياسين كل ما قلته على صواب ولكن مع الأسف الشديد هناك أشخاص لا علاقة لهم بالفن ولا بالذوق ولا بالمنطق ومع ذلك ينتقدوك

2019/09/21 - 06:48
7

رضى

Bravo

الأخ ياسين كل ما قلته على صواب ولكن مع الأسف الشديد هناك أشخاص لا علاقة لهم بالفن ولا بالذوق ولا بالمنطق ومع ذلك ينتقدوك

2019/09/21 - 06:49
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات