حرية الصحافة والتعـبير وحكومة الإخوان

حرية الصحافة والتعـبير وحكومة الإخوان

مراد علمي

 

     فى جميع الدول الديمقراطية كـاتـــّـعتابر حرية التعبير أو الصحافة "أمّ الحريات"، هاكدا كايمكن ألــْـكولّ مواطنة، مواطن إسخـّـر حقـو الفردي فى نقد الحكومة أو  السياسة اللي أتـــّـاخذات، أو من حق كولّ مواطن، مواطنة يبدي بريـيــّـو فى مسائل سياسية، قتصادية ولا ّ دينية، هاكدا كاتـحـتـلّ حرية التعبير الصدارة فى مجال حقوق الإنسان. 

     حرية التعبير مرتابطة فى العمق بتطور الإنسان أو بشخصيتو، هاكدا كايمكن لينا نـكـوّنوا أجيال ناضجة، متحصـّـنة بالعقل، المعرفة أو ماشي بالعاطفة ولا ّ بخرافات "الماضي المجيد" ولا ّ بالملحمات الدّون كيشوطية، "البينــوكـية"، هي اللي كاتضمن لينا وسيلة سلسة قصد ربط الخط مع ناس خرين، مع نوع آخور من التفكير أو المزاج، شريطة النقد البناء، يمكن لينا نعتابروا حرية التعبير أو الصحافة من أهم الحريات على وجه الأرض ، ضروري نوضعوها فى قمة هرم الحريات بحال الحق فى  الحياة أو تجريم التعـذيب، أو حكومة الإخوان كاتستعمل نفس هاد الأسلوب باش تسكـّـت، تـكــمّـم، تشوّه، تعـذّب جميع الأفواه الشريفة، كيفاش؟ بتغريمها مبالغ خيالية ما كاينة غير فى مخ، مخيل مرضي، معطوب، هاجسو الوحيد هو سحق كل واحد ما طبـّـلش، هلــّـلش، ما كذبش،  ماتحايلش على الناس، بحال بعض الأقلام، ولله الحمد قليلة، يمكن يلا ّه واحد، اللي دوّخاتو، خردلاتو ريحة عائدات غاز، بيترول الشرق. 

      حرية التعبير أو الصحافة مهمين بزاف، هاكدا كايمكن ألـْـكول واحد منــّـا إعـبــّـر كيف بغى بلا وصاية، بلا غرس فى عقولة الناس أفكار معينة ولا ّ التحكم من بعيد، فى أوروبا ولا ّ فى الولايات المتحدة مثلا ضارت حروب مستمية بين المجتمع المدني، الحداثيين أو الحقوقيين من جهة أو القوات المحافظة من جهة خرى اللي كانت ديما كاتحرّض، كاتساند العنف أو الحاكم المطلق، كون ما كانتش حرية التعبير أو الصحافة ما عمــّـر إتــّـفضح أمر "نيكـْـسون"، "واطـَـر كـايـْـت"، ولا ّ مطبعة، ولد بن كيران اللي كايـتـوفــّـر على جوج منح جامعية، حنا ما كايـهمــّـوناش أقوال بن كيران، ولاكن شنو ما كايقولش، علاش ذكر غير منحة وحدة أو ما ذكرش الثانية اللي تبرّع عليه بيها سعد الدين العثماني لمـّـا كان أوزير "الخاريجة"، حتىّ "خـْـروج" عليها؟ "يصح الوجهان"، علاش ما قامش بتنوير الرأي العام أو قـدّم لينـا توضيحات خاصة بانتماء الإخوان المغاربة للنظام الإخوان الدولي؟ هادوا بغاوْا إصلحوا السياسة بالدين حتّى فســّـدوهم، شوّهوهم بجوج. 

     فى البلدان اللي باقي وضعهم الديمقراطي هش، يمكن لينا نقولوا فى حق الصحفيين اللي كايشتاغلوا فى ظروف صعبة أن العمل اللي كايقوموا بيه "شبيه" بالبطولة، لا حرية التعبير ولا حرية الصحافة ديما رهينة التقلبات أو الضغوطات السياسية، أو من الازم نقوموا ديما بتقييم، بتعريف أو تحديد جديد ألـْـمفهوم الحرية فى التعبير إيلا بغينا فى الحقيقة نحافظوا، نحميوْها من المخاطر، حرية التعبير فكرة، "بتكار" حديث العهد، لأن السلطة، لا السلطة السياسية ولا ّ السلطة الدينية، كانوا كيمنعوا على الفرد إكون عندو ريّ ولا ّ يبدي بيه، الصراع بين تعبير الفرد عن الذات من جهة أو سلطة الحاكم ولا ّ السلطة الدينية من جهة خرى تفاقم مع بروز ختراع أو نتشار آلة الطباعة فى القرن الخمسطاش على يـدّ الألماني  "كــوتــَـنــْـبيرك"، هاد الإمكانية الهائلة قصد نشر آراء عديدة بطريقة "دائمة" شكـّـلات تحدي كبير بالنسة ألــّـحكام، لا المدنيين ولا ّ الدّينيين، لذلك حاولوا إكبتوا، إحاربوا من اللول جميع التعبيرات الحرة، نتاج هاد المخاض، الصراع اللي ضار قرون بين الشرفاء، نبلاء الأفعال أو السلطة هوما حقوق الإنسان اللي تبنــّـاتها اليوما المملكة المغربية أو بـداوْا كايشكـّـلوا "جزء لا يتجزء" من المكتسبات الحقوقية اللي ناضلوا من أجلها شرائح وفيرة من المجتمع المغربي. 

     تغريم جريدة "الأخبار" ب 52 مليون سانتيم، نبغـيوْها ولا ّ ما نبغيوْهاش، هادا ما كايدلّ غير على ضعف إيمان حزب الإخوان أو عدم الثقة فى النفس، إيلا كونتي ثايق من سياستك "الناجحة"، مشروعك المجتمعي ما عندك مناش تخاف، بلا ما تستقوى بأوزير العدل اللي حتى هو من حزب الإخوان، ضروري بتعاد وزارة العدل على السياسة إلا ّ أو بدينا فى إحراق الناس أو تسييس القضاء حتى قضينا عليه بحال مصرة حتى أدخـّـل العسكر، من اللياقة ، الكياسة تكون هاد الوزارة بين يد رجل متــّـزن، منصف، ما مـتحزّبش، مشهود ليه بالعدالة الحقيقية، ماشي "عدالة متحيزة"، "عدالة حزب الإخوان"، ناصر خوك ظامل ولا ّ مظلوب، سالب ولا ّ مسلوب، خادم ولا ّ مخدوم، سارق ولا ّ مسروق. 

     بلا حرية التعبير ولا ّ الصحافة ما كاينة ديمقراطية، هي من أنبل حقوق الإنسان، ما مرتابطاش غير بشنو كايـتفـوّه بيه الإنسان، ولاكن حتى كيفاش كايعيش، باغي إعيش أو يتصرّف، بالطبع بلا ما إضـرّ حتى شي واحد، فى جميع المجتماعات كاينين ديما حقوق أو واجبات، حرية التعبير مرتابطة بحرية الصحافة، حرية المعتقد أو حرية الفن.  

     سياسة الإخوان ما كاتلزّمش نفسها تجاوب على أسئلة الرأي العام، لا، كاتبرّء راسها من كول ّ خطايا الدنيا أو الآخرة، أو ما كاين فى قاموسها غير الإنجازات الباهرة، الأرياف المزهرة، السعادة المطلقة، السياحة المثالية، الخارجية الـرّحيمة، التعليم الراقي، حتى ضرب ليهم العاهل المغربي الطـرّ أو كولــّـشي فى الـزّيرو، خطاب موضوعي، قاصح ولاكن فى محلــّـو، قال ليهم: الله أو من هادا مـنـكـر، بغيتوا الحكم، ها هو! نـتنازل على الفصل 19، ما كاين مشكل، ورّيوْا ليــّـا حنـّة إدّيكم، ولاكن شكون اللي غادي إجاوْبو، باش؟ فاقد الشيء لا يعطيه، هاد الناس مختصين فى "فضائل الدعاء للبشر، الشجر والحجـر"، فى "مقاصد الشريعة"، آش أدّاهم للسياسة! 

    الصحافة اللي ما كاتـزعجش، ما كاتخلخش، ما كاتحـطــّـش يدّيها "على مكمن الداء" ما عندها باش تفيدنا، بالطبع بلا تشهير ولا ّ غل مجاني، ضروري نتأكدوا من المعطيات اللي كانتوفــّـروا عليها، نقدّموا الحجج الدامغة، ما عمـّـرني أنــّـسى هاد القولة الذكية ديال "طوماس دجيفرسن"، الرئيس الميريكاني الثالث: "كانفضـّـل صحافة بلا حكومة ولا حكومة بلا صحافة"، عاد إجي حزب الإخوان أو يبغي يعطينا دروس فى الديمقراطية، والله إيلا كانخجل غير كانسمع هاد الناس كايـهضروا عليها، ما خلا ّوْا ليـّـا ما نقول أنا اللي عشت فى وسط ديمقراطي محض فى أوروبا كثر من 35 عام، الديمقراطية الحقيقية هي فى أول الأمر كيف قال "دجيفرسن"، هاد السياسي الحكيم، حرية التعـبير، يعني: الصحافة، الصحافة "وما أدركما الصحافة"، أمــّـا صنادق الإقتراع، الإنتخابات كايجيوْا أو يمـْـشيوْا، بحال الريح إيلا هـبّ فى البحر الما تـكـبّ.   

 

عدد التعليقات (2 تعليق)

1

مقال سخيف .

2015/08/05 - 12:16
2

Rachid merikan

ديما تايا ماسيب شغل

وتا اش دارو ليك الاخوان واش كلاو ليك رزقك تمالك حاضيهم كتر من القياس من تايا 35 عام عايش فبلاد الدلمقراطية لاش مسدع الوقة جاي هنايا بقا عيش تم راهم دمقراطين وازوينني وجهك صحيح واش راجل ول تيتجوج راجل هادي هي الدلمقراطية بحاك هم ل خرجو علينا كون ا رجعة منين جتي مبغيانش دمقراطيتك مخاساناش اربح بها

2015/08/07 - 07:03
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة