من طـرائف الشجاعة المدنية في ألمانيا
مراد علمي
ألماني الجنسية من أصول تركية أتــّـعـرّض فى ميونيخ للسب، الشتم أو التـنكـيل، علاش؟ لأن بشرتـو ما عـجباتـش عـنصري ألماني سـتــّـيني العمر، ولاكن ما دارش فى حسابـو هاد العنصري أن جميع الركــّـاب ديال الطــّـوبيص غادي يتصـدّاوْا ليه، يحميـوْا الضحية حتى جـرّاوْا على هاد المحـرّض على الحقـد أو الكراهية.
كايـتـعــيــّـن علينا ما نـبقـاوْش واقفين كانتفـرّجوا إيلا عشنا بحال هاد المواقـف اللي كولــّـها تـقزز أو قـرف، ضروري حماية القيم المجتمعـيـة فى الفضاء العام إيلا كان الأمر كايتعلـّـق بأعمال، عتداءات عنصرية، لأن السـّـاكت فى هاد الحالة هو الشيطان الأخرس، مثال قوي، نبيل أو درس رائع اللي لـقــّـنوا ركــّـاب هاد الطوبيس ولا الشــّـيـفـور بنفسو ألــْـهاد المتعصب ألـْـكـنـسـو، غير حـدّوا جميع هاد الحاقد على كل واحد ما كانش كايشبه ليه لا فى اللــّـون، الأصل ولا ّ فى الديانة لمــّـا خـرّجوه من الطوبيص.
طلع تقريبا فى الثمـنية ديال الليل الألماني من أصول تركية، سمـيــيـّـتـو "بــايـْـرام يــيــلـْــديـز"، للطوبيص حتى أتــّـفاجئ بسيل من السبـّـان أو المعيور من طرف ألماني فى عمرو ستين عام، شنـو هـو المشكل ديال هاد خـيــيــّـنا؟ بشرة هاد التركي كانت شوكة فى عينيه حتى قال ألألماني التركي الأصل: "رجـع مـْـناين
جيتي، شحال هادي كونت جلاد فى "داخاوْ" (ملاحظة الكاتب: من أقسى معسكرات النازيين الألمان)، راني عـاقـل عليك دابا، بغيتي ولا ّ كـرهتي، غادي نسحقك، نسحقك!" هـدّد الشـّـيفور هاد العنصري، قال ليه: "إيلا ما سكـتــّـيش، نعـيــيـّـط على البوليس"، البوليس كايـجيوْا فى ألمانيا من بعد 3 حتى 5 دقايق فى أقصى حدود أو كيف أمـّـا كانت الحالة، ولاكن أتــّـفاجئ "بايـْـرام ييلديز" غير لاموا جميع ركاب الطوبيص هاد العنصري اللي فى الأصل من دمــّـهم أو لحمهم، حسب أقوال هاد الألماني التركي فى الأصل تـفـوّقات مراة على جميع ركاب الطوبيس غير صرخات فى أوجه هاد المتعصب لعشيرتـو، سَـلــَـفـو، سوّلاتـو شكون بغى إيكون هو فى البلاد حتى يتعامل، يتصرّف بهاد النوع من الكبرياء أو الجعرفة.
وقــّـف الشـّـيـفور الطوبيص، هدّد العنصري، قال ليه: "هبط فى الحين ولا ّ نعـيــيــّـط على البوليس"، الطوبيص كـولـــّـو بـدا كايمشي أو إجي بـتصــفـيقـات الألمان، فى آخر المطاف ستسلم، هبط الحاقد العنصري مبـهدل، مذلول، غير سوّلوا بعض الصحفيين الشيفور علاش أدّخـل، ردّ عليهم: "بالطبع ندخـّـل، ما عمـّـرني أنــّـاصر شي حـد ّ إيلا كان ظالم، أو إكـون من لحمي أو دمـّـي"، أمـّـا الضحية صرّح بالأقوال التالية: "ما كونتش كانــّـتاظر أن سكــّـان مدينة ميونيخ غادي يحميوْني أو يحميوْا كرامتي بهاد الشكل أو بهاد الأخلاق العالية أو الطباع الإنسانية، الراقية، أنا مدين ليهم بالشكر أو كانحـيـّـيهم من هاد المنبر".
يمكن لينا نعـتـابروا هاد الناس اللي كايحتجـّـوا بشدة ضد خرق الحقوق الأساسية، ضد العنف اللـفظي أوْ الجسدي، ولا ّ حقوق الإنسان الأمثلة النبيلة فى مجال الشجاعة المدنية، أو هاد الأعمال الشريفة ما خاصـّـاش غير بالقضايا الكبرى، ولاكن حتى بـالصغيرة منها، بحال إيلا ضحك شي واحد على حـدّ آخـور، هانو، هدّدو ولا ّ تهجـّـم عليه، هاكدا كاترجع الشجاعة المدنية واجب على كل واحـد منــّـا، حسب الإمكانيات أو الظروف.
يمكن للدولة توضع الإطار القانوني اللي غادي إحـدّ من عدم الإحترام، الأعمال العدوانية، العنف، ولاكن حنا كامجتمع اللي غادي نقوموا بتسخير، بتفعيل هاد القوانين فى إطار الحياة اليومية أو المواطنة، لأن العيش السليم أو السلم الإجتماعي ما مرتابطش غير بـالبنود أو الشروط الإطارية ولاكن بالرغبة ديال كل واحد منــّـا بغية حماية الحقوق الأساسية، يمكن لينا نعـتابروا "الشجاعة" من ضمن الفضائل الستــّـة: العدالة، الشجاعة، الحكمة، الإنسانية، الإعتدال، الروحانية، اللي هوما بدورهم مصدر "الكفاءات الديمقراطية".
الأغلبية الصامتة اللي كاتــّـسامح مع العنصرية هي فى العمق طرف منها، لأن الشر، الخبث محتاج ألـْـصمت الأغلبية و إلا ّ غادي إكون منعدم الوجود، رفض بعض أفارقة من جنوب الصحرى يتناولوا آتاي، القهوة ولا ّ يتفرّجوا فى الكورة فى بعض القهاوي فى طنجة، كيف حصل هادي شي أيــّـامات، هادي سلوكيات مشينة غير مقبولة، حتى حنا عندنا أولاد بلادنا اللي كايعيشوا على بـرّى، كما غير مقبول يتسـلــّـط البعض منهم على ديور الناس ولا ّ يقتاحموا السفارة المغربية فى باريس، أو الإنتقام لا من هاد الطرف ولا ّ من لاخور، ما عندو باش إفيدنا، ما كاين حتى شي بديل ألــّـحوار البناء، إيلا ستعصات جميع المحاولات، ضروري تستعمل الدولة القوة اللي كايخوّل ليها القانون قصد تحصين السلم الإجتماعي، توفير الأمن لـَـجميع المواطنات أو المواطنين، لا من أولاد البلاد ولا ّ المواطنات، المواطنين الأجانب.