الإعلام العربي و استغلال أزمة اللاجئين السوريين
ماءالعينين بوية
بعد مرور خمس سنوات تقريبا على المظاهرات السلمية في سوريا، و التي تحولت فيما بعد إلى حرب أهلية متعددة
الجبهات و الأطراف، وبعد نفاذ كل المسوغات الإعلامية لحشد التعاطف مع المعارضة السورية تارة و مع النظام السوري تارة من طرف جهتي الإعلام المحرضتين و الداعميتن لطرفي النزاع، صور الأطفال و النساء جثثا على شواطئ أوربا تعيد سوريا إلى مشهد التعاطف من جديد،و لكن بقراءات متعددة، فالنظام السوري ليس المتسبب الوحيد في هذه الكارثة الإنسانية، التي تصدرت المشهد الإعلامي فجأة، النظام العربي المساهم في الحرب الدائرة في الشام، القوى الإقليمية التي ساهمت في مرور كل هذه الأعداد، القوى الغربية و الإقليمية المتماطلة في تدخل دبلوماسي ينهي الأزمة السورية.
مهاجرون من الشرق الأوسط على أبواب أوربا، أوربا المتهالكة اقتصاديا، اليونان و المجر على سبيل المثال، هل هي وسيلة ضغط جديدة لتحميل القوى الغربية خاصة ألمانيا و فرنسا مسئولية النزاع السوري و دفعهما لتبني قرار أكثر صرامة ضد النظام السوري مثلا؟ أم هل هي وسيلة من طرف النظام السوري للتسريع بقول الغرب بحل ينهي الأزمة و يعيد هؤلاء إلى أرضهم حتى إن لم يتنحى الأسد؟ أم أن الأمر يخلو من دوافع سياسية، بل هو انفجار انساني لأزمة دامت الخمس سنوات؟
لكن كيف لأوربا أن تتحمل تبعات أزمات الشرق الأوسط وحدها؟ أين هم أهل الحزم و معيدوا الأمل من لاجئي سوريا ؟ لا يمكن للأردن و لبنان و هما الدولتين الفقيريتن اقتصاديا تحمل تكلفة اللجوء الجماعي لمئات الآلاف من السوريين، دول الخليج معنية بما يحدث، و لها اليد الطولى فيما يقع و يحدث في سوريا الآن إلى جانب إيران و تركيا، وهذا ما تحدث عنه نشطاء كثر بتهكم و حسرة، إن كان الإعلام الخليجي يدفع بصور و مشاهد اللاجئين السوؤريين أو النازحين عبر شواطئ ليبيا، لكسب التأييد و التعاطف و إظهار بشاعة النظام السوري الذي دفع بشعبه للفرار لمجرد أنه لا يريد التنحي، فالأولى لهم و لداعمي هذا الإعلام استقبال اللاجئين و مد يد العون لهم، لكن لربما لا يريد المهاجرون السوريون الهجرة لبلدان أنظمتها نسخ مطابقة للنظام السوري.
الرئيس الأسد و زبانيته بشعون، قتلة مجرمون فرطوا في دولتهم و في شعبهم، وقوى من المعارضة السورية أثبتت ولاءها لأجندة أقليمية لا للشعب، مزقوا البلاد و أغروا العباد، و داعش و باقي الحركات التي تحارب بأجندة إسلامية كذلك أشد بشاعة، فمشاهد النزوح الجماعي لأهل الشام، ما يعانونه في دول أشد طائفية و عنصرية كالمجر و مقدونيا و النمسا...أمر مخز للنظام و للمعارضة و لدول تغنت بدعهما لربيع يلقي بالأطفال صرعى على شواطئ الغرب....