"العمل الجمعوي بين ترسيخ قيم الانفتاح و التطرف"

"العمل الجمعوي بين ترسيخ قيم الانفتاح و التطرف"

نورالدين اعباد

 

لا يخفى على الجميع أن العمل الجمعوي الآن أصبح من متطلبات الحياة المعاصرة  في كل المجتمعات و الدول المتقدمة أو السائرة في طريق النمو , نظرا للأدوار الجليلة التي يقوم بها من اجل تحقيق الازدهار و التنمية للوطن ,و من اجل المساهمة في تأطير و تعبئة إمكانيات الشباب و صقل إبداعاته , و مده بأسس معرفية ثقافية تقدمية تمكنه من مواجهة كل التصورات  الفكرية  التي تهدم تشغيل العقل , و تكرس ثقافة التطرف و  سلب الحقوق و الظلم , و تحارب من زاوية أخرى الهشاشة الاجتماعية و الفقر و الأمية و الجهل, و كل المظاهر التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق التقدم الاقتصادي و التنمية المجتمعية على حد سواء  .

انه بهذا المعنى أي العمل الجمعوي حقل متميز ومجال خصب مادام يسعى إلى التعبئة والتكوين و التأطير  لتحقيق انتقال ديمقراطي سلس و تنمية شاملة لمختلف المجالات التي تلامس و تمس اهتمامات المواطن .

و بما أن العمل الجمعوي قد يكون مساهما في ترسيخ القيم  الوطنية و الإنسانية و الأخلاق النبيلة التي تسمو بالمواطن و ترقى بالوطن ,فقد يكون أيضا منبرا من منابر الترويج لخطاب آخر مناقض وهو خطاب التطرف و التشدد  حيث تعمل بعض النفوس على زرع  ثقافة الكراهية و تزكيتها في نفوس الناشئة  من خلال الأنشطة  و البرامج  التربوية المخصصة لهدا الغرض , و التي قد يسهر على تنفيذها أطرا  لا يؤمنون بالحوار و لا يعترفون بقيم الاختلاف و الاعتدال , و يبقى همهم هو تهييج الشباب و شحن عقولهم بأمور غير معقولة قد تهدد فيما بعد الأمن و الاستقرار , و قد تؤدي لا محالة إلى ممارسة العنف .        

       مما يسبب في التشريع لثقافة العنف بين أفراد المجتمع  بشكل لا شعوري .

و على هدا الأساس فالعمل الجمعوي ادن في حاجة  أكثر من أي وقت مضى الى التحصين والتكوين والى رد الاعتبار عبر تصحيح مساره  ليخدم كرامة و قيمة الإنسان , و عبر تنقيته من كل المغذيات الفكرية و الثقافية التي تستغله للترويج لخطاب التطرف و العنف بين أفراد المجتمع .

و من جهة ثانية لابد من محاربة الأشخاص الانتهازيين الدين يتاجر ون به و يسترزقون من مشاريعه  الإنسانية .

بل على العمل الجمعوي أن يضل مستقلا من الحسابات السياسية الضيقة و الصراعات الحزبية  و الأيديولوجية  , و ينبغي أن يبقى همه الوحيد و شغله الشاغل هو  العمل على ترسيخ قيم التعاون و التضامن و المساهمة في التنمية المجتمعية و المشاركة الفعالة في تقديم البرامج و الاقتراحات التي تنهض بالوطن و ترقى بقدرات المواطن و بمصالحه و حقوقه .

 

عدد التعليقات (2 تعليق)

1

ibrahim boufi

"العمل الجمعوي بين ترسيخ قيم الانفتاح و التطرف"

ﻳﺒﻘﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻣﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺠﻤﻌﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺤﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻻﻥ ﻟﻢ ﻧﻌﻲ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺪﻱ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺣﻴﺖ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ

2015/10/01 - 06:16
2

ibrahim boufi

"العمل الجمعوي بين ترسيخ قيم الانفتاح و التطرف"

ﻳﺒﻘﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻣﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺠﻤﻌﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺤﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻻﻥ ﻟﻢ ﻧﻌﻲ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺪﻱ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺣﻴﺖ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ

2015/10/01 - 06:17
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة