بين رفع العلم الفلسطيني في مقر الأمم المتحدة و رفع العلم الإسرائيلي في القدس
بنحمادي عبد الكريم
لقد رفع العلم الفلسطيني في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في حدث يرتدي طابعا رمزيا كبيرا اكتر من أن يشكل مرحلة نحو إقامة دولة مستقلة التي يبدو احتمال إعلانها بعيدا اليوم أكثر من أي وقت مضى , تحت شعار" سنرفع علمنا بطريقة سلمية ستذكر الجميع بأن تحقيق العدالة والاستقلال أمر ممكن في نهاية المطاف، ومن أجل أن نحقق هذه الغاية نحن بحاجة إلى دعم أصدقائنا في جميع أنحاء العالم والى قيادة الأمم المتحدة في هذا الصدد" وشكل هذا القرار مرحلة جديدة بعد التصويت التاريخي الذي جرى في الجمعية العامة وأصبحت بموجبه فلسطين "دولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدة. إلا أنها لم تصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة على الرغم من اعتراف 130 بلدا بها !
وتزامنا مع هذه الأحداث التي تبشر بالخير قام مستوطن إسرائيلي متطرف برفع العلم الإسرائيلي بعد اقتحامه رحاب المسجد الأقصى، وتحديدًا في صحن قبة الصخرة المشرفة بتأمين من جنود الاحتلال , هذه الاستفزازات جعلت القدس تشهد مواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين اعتقل فيها العديد من الشباب , الأمر الذي يحيلنا على انتفاضة جديدة ربما تكون الأعنف في تاريخ المنطقة .
أمام هذا الوضع لا يملك الفلسطينيين سوى الحجارة للدفاع عن مقدساتنا أمام تخاذل القوى العربية وانحصار الضمير العربي في دواليب اللغة , لكن سلطات الاحتلال تتجه إلى وقف حتى ابسط طرق الدفاع بإصدار قانون حصل على موافقة برلمانية أولية ينص على عقوبات تصل إلى السجن 20 سنة عن إلقاء الحجر بنية إحداث ضرر جسدي !
ولعل من طرائف الأحداث الحالية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل فلسطيني بمدينة الخليل المحتلة، لاعتقال طفله يوسف 3 سنوات، بتهمة إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال.
فماذا ينتظرون أن يلقي عليهم الورود مثلا !
بالمقابل تقوم سلطات الاحتلال باستلاب مساحات الأراضي الفلسطينية وإغراقها بالمستوطنات ، بهدف منع أي تواصل جغرافي بين الأراضي المحتلة، وبالتالي إحباط مساعي إقامة الدولة الفلسطينية وإعلان عاصمتهم المنشودة في القدس .
فأين انتم يا عرب دماء تنزف , أطفال تموت وأرض تغتصب , فتجتمعون وتخرجون بقرار وقف العدوان لا وقف الحصار .