العربي و الأمازيغي و عنصرية المخزن

العربي و الأمازيغي و عنصرية المخزن

 

 

ذ: عبد الصمد الحناوي

قال لك هذا واحد الشلح كان ناعس في الحانوت بالليل ....

قال هذا واحد الشلح سقرام ملي ماتت مراتو .....

وهكذا تتناسل و تتواصل النكت العنصرية نافثة سمها بين أعضاء الشعب المغربي ، مولدة حالة الحقد و الكراهية التي طالما تحولت إلى تيار جارف ، كون بدوره حركات عنصرية عربية أو أمازيغية .

منذ عهود خلت حاول المخزن المغربي ترويض القبائل الأمازيغية الجانحة و بعض القبائل العربية ( قبائل السيبة كما كان يسميها ) ، لكن القبائل الأمازيغية كانت أشد تمنعا ، لطبيعة السكان الأمازيغ الذين لم يألفوا الانصياع لإمرة معينة خارج دائرة القبيلة ، و لوعورة الظروف الطبيعية التي صعبت من إمكانية وصول حَرْكاَت ٌ الجيش المخزني ،  وكرد فعل للمخزن منذ زمن بعيد ، بدأ في لعبة التشويش التي يتقنها بامتياز ولعبة التحقير الذميمة والممنهجة بعزل الكائن الأمازيغي وتحقيره بنكت رخيصة ، عنصرية وتفريقية بين أكثر من مكونين مغربيين٠وفي ظل الفكر القبلي انتشرت التفرقة التي غدتها سلوكيات ومسلكيات البعض بنكت تحقيرية لمجموعة القبائل الأمازيغية المعارضة والمنعزلة ٠

في ثقافة النكت هناك تقابلات بين العروبي والأمازيغي والمخزني ، مواجهات حارة وباردة يصرفها كل واحد حسب قناعات عرقية وموجة عنصرية غارقة في فكر القبيلة ضد المكونات الأخرى٠


فإذا كانت النكت العربية تصف الأمازيغي ( الشلح ) بذلك الإنسان المتخلف الذي يسكن الجبال ، وحين تمن عليه الحياة بحضارة المدينة ، يسكن محلبة أو دكانا ، يغرق في البخل حتى يكدس ثروة لا تظهر على مستواه المعيشي ، فبالمقابل تحكي النكت الأمازيغية بقهقاتها المتعالية والصاخبة ، عن ذاك العروبي الذي كبرو تبلد في المدينة ومع ذلك يستغفله الأمازيغي ، ذاك العروبي الذي يقع فريسة سهلة في يد الأمازيغي وذكائه ٠

هذه هي الحروب الخفية والصغيرة والباردة ، ذات الأمد الطويل بين مجموع مكونات الشعب المغربي ٠ في أحيان كثيرة يتجه الأمازيغي للتحالف مع الأخر ( كيفما كان جنسه أو دينه ) كناية في المخزن وتجبره واستبداده لنصرة قضية ما ، ضد القمع ، الأمية ، الجهل ، الإستبداد والديكتاتورية الخرقاء ٠
إن هذه الحروب الصغيرة التي تحدث بين مكونات شعب متعدد الثقافات موجودة في كل المجتمعات و لكن بطريقة لبقة ووديعة بدون مبالغة وبدون تحريض ٠

إن ما ينقصنا هو الوعي وثقافة التعايش والعلم ، والتربية التي تعلم احترام قيم الأخر، حتى نتخلص من هذه الحروب للتفرغ لما هو أساسي : سعادة المواطن المغربي و رفاهيته  بمختلف مكوناته ، وتمتيعه بحقوقه في ظل بلد ديمقراطي يتساوى فيه الجمبع ٠

عدد التعليقات (2 تعليق)

1

طارق من أجلموس

<<إن هذه الحروب الصغيرة التي تحدث بين مكونات شعب متعدد الثقافات موجودة في كل المجتمعات و لكن بطريقة لبقة ووديعة بدون مبالغة وبدون تحريض >> نفس الشئ في المغرب , كفى من تهويل الأمور ياأخي

2012/02/02 - 10:00
2

دمتم ودمنالنضال اوفياء

2012/02/02 - 12:34
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة