الترامي على مناسبات الغير

الترامي على مناسبات الغير

أحمد البوشتي

 

عندما تقترب أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية تتخذ الحياة بالدول الغربية شكلا وإيقاعا مختلفين تماشيا مع معتقدات هذه الشعوب وعاداتها وتقاليدها العريقة ، وهذا أمر عادي ومقبول جدا في إطار الحق في الاختلاف والإيمان بتعدد روافد الثقافة الكونية .لكن الأمر الغير مقبول والذي يثير العديد من الأسئلة هو تهافت بعض المسلمين على هذه الاحتفالات . فهل يتعلق الأمر بمسألة المثاقفة ؟أم هو انصهار في ثقافة الغير ، في إطار العولمة  وفرض قيم الدول القوية ؟ أم هو الفراغ الروحي الذي يعانيه المنتسبون للدين الاسلامي ؟

 

تحدث المثاقفة عند احتكاك ثقافتين مختلفتين أو أكثر عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر بواسطة عمليتي التأثير والتأثر بشكل جدلي وليس من جانب واحد . وهذا يقتضي أن تشاركنا الشعوب الغربية مظاهر احتفالاتنا بعيد الفطر مثلا أو بعيد الأضحى ، أو أن تشاركنا شعائر  حجنا ، أو على الأقل تحاول تقليدنا  . لكن وفي انتظار ذلك نلتمس من الدول الغربية فقط أن تمنح المسلمين يوما واحدا كعطلة عن كل مناسبة من هاته المناسبات .

 

    يصعب الاتفاق حول تعريف واحد للعولمة ، ولكن يمكن القول هو اندماج في المجال العالمي عن طريق  تدويل حركية الأشخاص والبضائع والخدمات والرساميل والمعلومات ... هذه العناصر المراد فتح الحدود في وجهها كلها حاملة لقيم مجتمعاتها ، وتقوم وسائل الإعلام والإتصال بدور هام في نقلها وتثبيتها ، وعليه فإن الدول المتحكمة في الإنتاج وفي وسائل الإعلام هي التي تملك أكبر قدرة على نشر قيمها . وهو ما يفسر انتشار قيم الرأسمالية بشكل واسع في المجال العالمي.

 

  الاحتفال  برأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد وفق تقاليد الغرب مظهر واحد فقط من مظاهر الاستلاب الفكري ، وسيادة ثقافة وقيم الرأسمالية في غياب الثنائية القطبية وضعف الوازع الديني لدا المنتسبين للدين الإسلامي . 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات