قم للمعلم يا سيدي المسؤول واضربه بعصاك حتى ينبطح مقتولا
الحسن اليوسفي
عندما يقوم المواطن الشريف بواجباته تجاه المجتمع، فإن مجرد مطالبته بحقوقه المسلوبة إنتهاك لحقوقه، ولو أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى، فالحقوق تؤخذ في المجتمع الظالمة حكومته بالقوة و بعد القيام بالواجبات، وتمنح في الحكومات العادلة دون قيد أو شرط، وذلك لإيمان المجتمع العادل بأهمية الفرد في تماسك المجتمع وبناء الحضارة، و في حالة عدم القيام بالواجبات، فإنه من الواجب تطبيق القانون لجبر المواطن على القيام به وذلك لمصلحته أولا، لكن الإشكالية الكبرى تكمن في تحديد الحقوق والواجبات والقانون العادل في مجتمع ما.
قـم للمعـلم ياسيدي المســؤول ... واضربـه حتـى يرتمـي مقتـــــــولا
هاجمه بالزرواطة واكسر رأسه ... فالــرأس كـان مخرفـا وجهـــــــولا
والطمه فوق الوجه لطما موجعا ... حتـى تـرى للدمـع فيـه مسيـــــلا
واجثـــم عليــه كذئــب جائــــع ... واستدع صحبك إن شكوت خمـولا
قـم عليــه وحاصـــره وحـــــاذر ... أن ترحمـــه إذا استغـاث طويـــــلا
فالتربويــون الكــرام شعارهــم ... لا ترهقهــم زرواطـــة ولا خيـــــولا
على كلمات هذه الأبيات التي تصف ما يجري للأساتذة المتدربين، أرى أن الأزمة مازالت ترخي بظلالها على الحياة السياسية المغربية بين مستنكر للمرسومين و مدعم لهما، والأكيد أن استنجاد الحكومة بالمقاربة القمعية في تدبير الشأن العام وعلى رأسه ملف الطلبة الأساتذة، في زمن الربيع العربي والانفتاح السياسي والحقوقي الذي يعرفه المغرب، يشير إلى غياب الإرادة الحقيقية لإصلاح منظومة التربية والتكوين، وذلك بتهميش العنصر البشري التربوي وجعله في أدنى السلم الاجتماعي٬ والعمل على تبخيس عمله وتقزيم أجره، وتطويقه بمجموعة من المباريات والامتحانات، فلا قيمة للشهادت العلمية العليا التي يحملها رجال ونساء التعليم، والتي لا يتوفر عليها العديد من الوزراء، وكأن الحكومة الحالية تعاقب كل من تسولت له نفسه تحصيل المعرفة وطلب العلم، فلا عجب إن قلنا أن الحكومة تعمل على إغراق سفينة المغرب بداية بقطاع التعليم، أما النهاية فلا يعلمها إلا الله.
كاد المعلم أن يكون رسولا، من المسؤول عن غياب هذه الكلمات في روح مجتمعنا اليوم، كلمات غابت وفقدناها ونفتقدها على أمل أن نعيدها بأحسن صياغة وتركيب، وإلى أن نعيدها، علينا أن ندرك فحوى كلمات تقودنا إلى أن من علّمني حرفا صرت له عبدا.