و من الذي زروط عبد الصمد الادريسي إذن !!

و من الذي زروط عبد الصمد الادريسي إذن !!

شيماء أعلول

 

حينما تعرض النائب البرلماني عن حزب العدالة و التنمية "عبد الصمد الإدريسي "  للإعتداء الشنيع  جسديا و لفظيا, و أهينت كرامته بسبب كلمة حق نادى بها , تضامنا مع مجموعة من العاطلين اللذين احتشدوا أمام قبة البرلمان..  و دفاعا على الإحتجاج السلمي ... فمن الذي زروطه إذن... !!

هل هو رئيس الحكومة التي ينتمي الى حزبه ! أم رجل الأمن " العبد المأمور" ! أم هي لوبيات تحكمية  تطبق مسطرة العصا لمن يعصى ..حفاظا على مصالحها ,  و ردعا  لكل من سولت له نفسه , أن  يتمرد على رجال السلطة كما يقال ! 

وهل تمت اذن إعادة الإعتبار للمؤسسة التشريعية التي انتهك أحد نوابها ! أم أن القانون الإستبدادي يسري على الجميع ... حينما يتعلق الأمر بشرفاء هذا الوطن ! و تحت مبرر التأديب ... و بأنه أسلوب أفضل من تلك الأساليب التي استعملت في سنوات الرصاص ! تلك السنوات العقيمة التي أخرست الأفواه ... و أبادت  العقول المتيقظة  !

لا و ألف لا , فالعنف لم يكن يوما وسيلة مثلى  لتهدئة الأوضاع , وإن كان يدل على شيء ما ... فإنما يدل على اضطراب في نفسية المعنف و سيكولوجيته... إنها المؤشر على عجز الأجهزة عن احتواء وضع ما و التأقلم مع المتغيرات الجديدة و متطلباتها,  فلا تجد السبيل إلا لمزيد من العنف و الإرهاص ... إنه فشل ذريع أن تحل الأمور بهاته الطريقة  المنحطة ...

وهنا بيت القصيد ... فالذي زروط الأساتذة المتدربين هو ذاته الذي زروط "عبد الصمد الإدريسي "  و هو ذاته الذي يحمل أداة القمع في وجه كل من يحمل شارة النضال .. و هو ذاته الذي يحاول  إشعال النار بعد أن أخمدت ... ولقد أفرزت الاحداث المتعاقبة  كالربيع العربي  و انتخابات 4  شتنبر , عن أعطاب سياسية و بهلوانية محبوكة لابد من أخذ الدروس منها, وعدم طيها بالاديولوجية الطوباوية  التي تسمح بمزيد من الإنكماشات ...

فما أحوجنا اليوم الى حكامة أمنية رزينة , تتجاوب و مقتضيات الدستور المغربي و تحترم حقوق الإنسان ... و ما أحوجنا الى انتقال ديمقراطي للسياسة التي نستنها ... سياسة حداثية تنتعش بقيم الحوار و تجلياته ... و تنبذ كل أشكال التسلط ... سياسة توافقية بعيدة كل البعد عن صكوك الغفران و قاعدة  الخطابات الاهوتية التي تتستر بقناع المسؤولية ... فدورنا إذن المسارعة نحو الركب الحضاري و توحيد رؤيتنا الإصلاحية  حكومة و شعبا .. بدل الإزدواجية التي لا تساهم إلا في  إهدار الوقت و تبخيس كل  البوادر الإيجابية التي أقيمت

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات