باي باي الشهادة..حك جر ..عادة عادة

نجاة حمص

نظرا لواقعيتي,وطبيعتي العملية,وهما صفتان اكتسبتهما على مر الزمان,وخلال سنوات الضياع,والعشق الممنوع,وضعت السلاح أرضا,رافعة الراية البيضاء,معلنة الاستسلام,بعد سنوات من الجري وراء الوظيفة,التي أثبتت صلابة ركبتيها,وهشاشة ركبتي,اللتين ما لبثتا أن تخاذلتا في سباق الجلد,ربما هو ضعف نسبة الكالسيوم في عظامي,لاني لم أواظب على شرب الحليب منذ الصغر,أو هو جهل والدتي ب"دانينو" "دانون يومي",أو هي صفة ملتصقة بالطبقة المسحوقة من أمثالي "الهشاشة",المهم أن المسافة بيني وبين الوظيفة تزايدت وتضاعفت,إلى أن عن عيني اختفت,تاركة لي "العجاج" والبرد..

وبما أن التعليم لا يستوجب التكوين,والتكوين لا يستوجب التوظيف,والتوظيف لا يستوجب الترسيم,إلى آخر تلك السلسة الغذائية الوزارية,ونظرا لندرة القطاع الخاص بالمنطقة,وهيمنة مؤسسات القطاع الخاص على الصورة,وهي مؤسسات تقتات على عرق ودماء حاملي الشهادات,بل وعلى مياه وجوههم,يعني وعموما,على سوائلهم الحيوية "وخلاص",أجود وأكرم هذه المؤسسات تنقد الأجير شهريا مبلغا لا يزيد على 1600 درهم,أما البقية فلا تتعدى ل"الصكع" الذي تقذف به الظروف بين براثنهم,1000 درهم,وتطالبه بالتربية والتكوين وغرس القيم والأخلاق الحسنة,والتوعية والتحسيس بقضايا الأمة,وتعليم النشء الجديد العزة والكرامة والإباء...أما الشركات والمقاولات,فأول ما تستهل به كل مقابلة من مقابلات العمل" شكون راسلك""شكون تتعرف"..

هي أسئلة لم تدرس لنا خلال فترة التكوين استعدادا "للشوماج",خوفا علينا من التوظيف والعمل,و درئا للحسد والعين,في ظل الشفافية والمصداقية التي تغرق البلد,وانعدام الزبونية والمحسوبية, مما جعلني "أنعل" الشيطان,واخفي شهادتي احتراما لروح المواطنة,وحفظا للسير العام,خاصة وان تلك الشهادة والعياذ بالله, اثبت لي الزمن أنها وككل الشهادات في "هاد"البلاد,تهمة ورجس,ولا تصلح كما قال لي احد أرباب العمل,إلا للبخور,فسخا ل"الصكوعية" وجلبا "للزهر",..

عزيزتي المعطلة..شوفي غيرو

أخيرا وبعد طول التكرار,تعلمت كما يتعلم الحمار,أعزكم الله,تعلمت أن العز للثلاثي  الأبدي : "الخلفية..الموهبة..التقصدير",الخلفية هي التي تفتح كل الأبواب,خاصة إذا كانت خلفية كتلك التي تمتلكها " كيم كارداشيان",فأثناء تحصيلي العلمي,كانت الفتيات العمليات ينهجن تحصيلا من نوع آخر:"تحصيل لحمي" وموضعي,يتمركز في بؤرة الاهتمام العربي..

وحينما كنت اعكف على دفاتري وكتبي,وابتسم في سذاجة وأساتذتي يشجعونني على صقل موهبتي الكتابة والشعر,كانت الفتيات " الذكيات" يتنقلن من عرس إلى "سبوع" إلى"ختانة",صقلا لموهبة هز الوز,على وحدة ونص,وحفظا لمعلقات العونيات والشيخات من "الحلاوة فين كاينة " إلى " اضرب القرعة والصباح منك"..

حينما كنت أراجع دروسي قبل كل مقابلة عمل,كانت العمليات من زميلاتي, يراجعن "الكوافورات" ويستأجرن ملابس تليق والحدث,تكشف على الثروات اللحمية,والتضاريس الجغرافية,خاصة منها التلال والجبال,التي قد تثير اهتمام أصحاب "الشكارة",وتتناسب و المناصب الشاغرة..

لهذا لا تعجب إن عملت جاهدة على استيفاء شروط ولوج الوظائف العصرية الحالية في القرن 21,وترميم المقدمة والمؤخرة بما يتناسب ومتطلبات سوق الشغل,استعدادا لولوج سباق التوظيف في المهن المثمرة,لتحسين ظروف العيش,والعمل على فك براغي المفاصل,وشد الحبال الصوتية,نبشا عن المواهب المغمورة, التي قد تنال استحسان الفرق الوطنية التي تصول وتجول داخل وخارج الوطن,وتشكل أهم موارد العملة الصعبة : الستاتي,الصنهاجي,عبد المغيث,الداودي...الخ.

عفوا أيها التعليم و أنت أيها التكوين..الشهادات لا تكفي.