بين انتظار وانتظار ما عساه يكون الاختيار انتصار أم انكسار؟؟؟‏

بين انتظار وانتظار ما عساه يكون الاختيار انتصار أم انكسار؟؟؟‏

امال السقاط الضخامة

 

قد يتساءل البعض عن سبب اختياري وانشغالي المتزايد والعميق بموضوع الفشل الدراسي لا سيما واني قد حاولت تناوله في درس تطبيقي سابق على امل ان تكون المناقشة حول الاسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الاخفاق وذاك الفشل لنشخص الداء فنتمكن من ايجاد الدواء ولا اخفيكم سرا اذا قلت ان الجو الذي طبع المناقشة حفزني اكثر فاكثر على العمل وعلى البحث في هذا الموضوع بالاضافة الى العوامل المتنوعة والمختلفة والمتباينة كالعوامل التربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وان كنت لا اجيد لغة السياسيين بالمعنى الدقيق للكلمة ولفلسفاتها غيران الواقع التعليمي التعلمي اصبح يفرض على كل واحد منا ينتمي الى هذا الحقل بشكل خاص حقل التربية والتعليم ان يقف وقفة المتامل -الناقد والمحاسب لنفسه اولا- فيما وصل اليه تعليمنا من حالة تدن وسوء في الوقت الذي يتحدث فيه الكثير بل ويؤلف عن جودة التربية بينما (يتحدث) البعص الاخر بضرورة جودة التعليم ناسين او متناسين ما يعج به الواقع التربوي التعليمي من مشاكل وما يواجهه من عراقيل وما يصارعه من امواج فكرية غربية غريبة عن مكوناته افكرية والاجتماعية ومعتقداته الثقافية محاولين تطبيقهاعليه علها تعطي اكلها ولعل هذا مايزيد الطين بلة لان التنظير شئ والتطبيق شئ اخر فالتنظير له مرجعيته وادواته والتطبيق له وسائله والياته اما التقليد فيبقى غالبا نوعا من الانتحار كما يقول emersson فهو في افضل اشكاله صورة طبق الاصل من الموضوع المقلد ( بفتح الل م )وفي هذه الحالة تختفي شخصية المقلد( بكسر اللام) ويعني ذلك فقدان الشخصية او الهوية ومن تم تصبح الجدة والاصالة التي تعتبر احدى المميزات الاساسية للتفكير منعدمة في مناخ دراسي كهذا من هنا وجدتني اتساءل وبشكل مشروع عن اسباب الفشل الدراسي ببلادنا؟ وهل نحن امام ازمة فشل مدرسي ام ازمة تشكلها مدرسة الفشل؟ وقبل هذا وذاك الا يحق لنا ان نتساءل جميعا عن _ما حققه الحقل التربوي من فضاء اومجال ماديا او معنويا للبحوث الميدانية في مجال التربية والتعليم بالشكل المرغوب والمفروض,مكتفا جهوده لمعرفة اين يكمن الخلل فعلا قبل ان يستعجل اصلاحا تلو الاخر ؟ _هل فكر المهتمون والمسؤولون فعلا بهذا الشان عن الكيفية او الاستراتيجية الناجعة التى سيتم وفقها الاصلاح,مع المراقبة الفعلية والمحاسبة الجزرية لتسترجع الاسر المغربية ثقتها بالمدرسة المغربية وما تقدمه لابنائها؟ _ هل ادمجوا الاستاذ كفاعل تربوي في تخطيطاتهم ام اكتفوا فقط باتهامه دون تحفيزه او تشجيعه على بلورة كفاءاته وتطوير عطاءاته هو ايضا , مع حاجاته الماسة الى التكوين المستمرر والمثمرالفعلي والفاعل والفعال,وليس بالشكل الصوري الفارغ من حيث محتواه ومعناه ومبناه كما كان قد قدم لنا مؤخرا؟ _ هل فكروا في وضعية تلميذ الالفية الثالثة الذي يتعامل بعقلية مخالة تماما لما كان عليه التلميذ سابقا, فاهتموا باعداده لفهم ومواجهة المنافسة المعرفية والتكنولوجية بكل تجلياتها وابعادها التي تفرضها التحولات العالمةية الكاسحة ,وذلك حتى لا يعيش التلميذ حالة انفصام بين ما يتلقاه داخل المدرسة وما يواجهه خارجها ؟ _هل امعنوا الفكر والنظر اذن في مضامين البرامج والمناهج والمقررات ومدى نجاعتها كافكاريمكن للتلميذ بلورتها واستمرارها على ارض الواقع كي يبتكر ويبدع ويساهم هو ايضا - من موقعه- في تنمية مجتمعه واقتصاد بلاده دون ان يخلط بين القيم التي يستمد ها من الكتب المدرسية التي تخاطب عقله وفكره ووجدانه وشخصه بلغتين مختلفتين اي بثقافتين مختلفتين ونسقين متباينين من القيم مما يعرضه للصراع والتمزق كما يؤكد على ذلك علماء التربية باتها انماط من السلوك الذي لا يساعده على هويته ,او الثقة في قدرته واصالته وعطائه مما قد يؤدي به الى اكتسابات سلبية نحو ماضيه التاريخي ,او التحيز والتعصب له وعدم تقدير سواه ادى به الامر الى الاحساس بالاغتراب وشيوع انواع الانحراف والاجرام ,والاخطر من هذا وذاك التطرف الديني؟ _هل خططوا بعقلنة ومنطق وحكمة كيفية تاهيل المدرسة كجهاز للتنشئة اجتماعيا وتربويا ,وكاداة للتاطير ايديولوجيا للطرق الناجعة والمساعدة لها لتقوم بوظائفها المنوطة بها متحدية كل الصعاب محتفظة بمكانتها محافظة على قيمتها ودورها في المجتمع؟ مما دفعني الى التساؤل مرة اخرى عن اسباب ازمتنا التعليمية الراهنة هل هي ازمة تفعيل مدرسة ؟ام ازمة واقع؟ وبالتالي ما نعيشه وما نحسه وما نعاني منه هل هو فشل مدرسة ام احباط من واقع مريض يئن الما من سرطان ينخر جسده ببطء قاتل رويدا رويدا اسمه الفشل الدراسي؟ _وهل الاسر المغربية بدورها لا زالت تحتفظ بمكانتها في التربية ام تدخلت وسائلاخرى في ذلكلتتمكن من معرفة اين ؟ وكيف يقضي ابناؤها معظم اوقات فراغهم؟ وكيف يستثمرونها لصالحهم حتى يكونوا فاعلين ومنتجين وايجابيين للحاق بسوقالشغل في مرحلة لاحقة ؟ _ وهل انطلق دعاة اصلاح الاصلاح هذه المرة من مرجعية وواقع مغربيين ليجيب عن متطلبات وحاجات المجتمع المغربي؟ كل هذه الاسئلة جعلتني اتخوف عن مدلرسة الغد ومغرب الغد على اعتبار ان المدرسة هي مراة تعكس تصور المجتمع واراءه وفكره وفلسفته. ولا ازعم _البته_اني قادرة الاجابة عن هذه التساؤلات كاها وانما هي تجربة جد متواضعة اردت نقلها لكل من له شرف الانتماء من فريب او بعيد الى هذا الحقل اتربوي التعليمي المكلف بتبليغ هذه الرسالة التربويةالتعليمية النبيلة الاهداف , الغنية المقاصد, املة بان تتكاتف جهودنا جميعا قصد التغيير الناجع النافع من وضعية تعليم فاشل الى وضعية تعليم قوي البنيان متماسك الكيان ناضج متكامل ومنتج حرصا منا على مصير ابنائنا آملين ان ينور المنطق والحكمة عملنا متشبتين بتوابتنا محافظين على هويتنا ,مخلصين دائما وابدا لوطننا المقدس . ولنتذكر جميعا بانه ليس عيبا ان نفشل ,ولكن العيب كل العيب ان نرضى لانفسنا بالفشل او نستسلم لان ذاك هو الفشل عينه. فلنغير اذن كل فشل بنجاح, وكل خسارة بربح,وكل سيئة بحسنة,وكل كبوة باعادة المحاولة ,وكل ذنب باستغفار حتى نسلك الطريق الصحيح باذن الله تعالى قدوة بسيرة الرسول الكريم حيث يقول"ان عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها" والحسنة التي نطمح اليها هي ان يراجع كل واحد منا نفسه ويسائلها ان كان راضيا على ما قدمه لهذا التعليم من عطاء وانتاج وما حققه من مردودية ,ولا يكتفي بالنقد من اجل النقد, ولا يكون القاضي والجلاد على الاخرين دون ان ينتفد نفسه ويحاسبها _وابدا بنفسي_ ويراقب اعماله ويقيمها علها تعطي النتائج المنشودة ونصل الى الغايةالمقصودة, فكلنا واحد,وهدفنا واحد هوالتاسيس والتنشئة السليمة , والتنمية المستديمة ولن نصل الى هذه الغاية السامية الا اذا كنا _قولا وفعلا_ بمثابة البنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا,وبمثابة الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالحمى و السهر. يقول عز وجل "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم " ويقول جل جلاله في اية اخرى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"صدق الله العظيم ,فماذا نحن عاملون اذن للتغلب على هذا الفشل عامة ؟ والدراسي خاصة؟ 

مفهوم الفشل   : هناك قولة مشهورة نعرفها جميعا تقول"بضدها تتميز الاشياء"انطلاقامن هذا الكلام نستنتج انه لا يمكن الحديث عن الفشل دون الحديث عن النجاح ,لان الحديث عنهما هو صورة عكسية لكل واحد منهما فالفشل يتناسب تناسبا عكسيامع النجاح ,والنجاح موجود في حياتنا اليومية ونعيشه كل يوم وكذلك الفشل. فالنجاح في الامر هو التوفق فيه فنقول نجح نجحا ونجحا بضم النون ونجاحا الامر اي تيسر وسهل.فالنجح بضم النون والنجاح بفتح النون مصدران او اسمان من نجح. والنجاحة بفتح النون اي الصبر لانه يسهل النجاح والفوز بالمقصود. وضده الفشل من فشل فشلا بمعنى ضعف وتراخى وجبن حرب او شدة فهو فشل (بتسكين الشين )وفشل (بكسر الشين )وفشيل.والمحدثون يقولون فشل -(بفتح الشين)-في عمله اي خاب ولم ينجح. فالنجاح اذن ارادة تتعلق بالدرجة الاولى بالشخص في حد ذاته ومدى رغبته في النجاح وابعاده للفشل ,واستعداده للنجاح وتخطيه كل الحواجز او العقبات رغبة في الوصول الى الامل بالعمل الى الهدف المقصود والمنشود.,في المقابل نجد الفشل كارادة-ايضا-تعكس مدى استسلام الشخص لجبنه وضعفه وخموله ورضاه بالخيبة والاخفاق والفشل.فمن اراد النجاح سلك سبيله ومن اراد الفشل مشى في طريق الفاشلين .يقول عز وجل في كتابه الكريم من سورة الاسراء الاية 70 "ولقد كرمنا بني ادم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"ويقول ايضا في سورة التين اية 4"لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم"ويقول ايضا جل جلاله في سورة البلد " الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين"صدق الله العظيم. فالانسان اذن هو المسؤول الاول عن الطريق الذي سلك وعن ما وصل اليه.قد تقول هل من المعقول ان يريد احدنا الفشل؟ الجواب نعم كل الفاشلين ارادوا الفشل وقد حققوا ما ارادوا ولكنهم ارادوا ذلك بعقلهم الباطن على الرغم من انهم تظاهروا بانهم يريدون النجاح في عقلهم الظاهر.يقول عز وجل في سورة النمل اية 92"فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه " وقال عز وجل في سورة النساء اية 79"وما اصابك من سيئة فمن نفسك" وفي سورة فاطر اية 32"فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات" صدق الله العظيم .كل هذه الايات البينات وغيرها كثير توضح لنا ان الانسان هو المسؤول الاول عن ما سعى اليه وما نوى الوصول له فهو اذن المسؤول الاول عن نجاحه او عن فشله فيها. اذا كان هذا محاولة لتعريف الفشل عموما فما تعريفنا للفشل الدراسي بشكل خاص؟ تعريف الفشل الدراسي اعتمادا على التعريف السابق للفشل بانه نوع من الاخفاق والخيبة والجبن والضعف نلاحظ ان مدلولات الفشل الدراسي ايضا قد تعددت فيها التسمية واضطربت فقد ارتبط لدى كل التربويين بمفهوم التعثر الموازي اجرائيا للتاخر والتخلف واللاتكيف الدراسي وكلها معان تشير الى الخيبة وعدم الوصول الى الهدف المحدد. وكثير من المفاهيم التي تلاقي في تا ريخها والتي تعمل في سبيل جعل سوسيولوجيا التربية اداة لوضع الملمس على الاسباب الداخلية للمؤسسة التربوية من خلا ل انتاجها للامساواة تهم بالخصوص التطبيقات البيداغوجية,الا ان مصطلح الفشل الدراسي له نها ئية مدلول ضمني حيث ان استعماله يؤدي مثل هذا الافتراض عل اساس الاعتقاد ان حالة الفشل الدراسي غير قابلة للتعديل والتصحيح بعكس الاثر الاحالي الذي يوحي به مصطلح "التعثر الدراسي" او غيره دون اعتبار الاثر الضعيف للقاسم المشترك لكل المفاهيم من حيث حضور الاليات البيداغوجية والديداكتيكية التي تتحكم فيهاالمدرسة لمعالجة اسباب التعثر الدراسي حيث السبب مشخص والعلاج محدد يتوجه بالتحديد الى الاجابة عن اسئلة عريضة مثل من يدرس؟ماذا ندرس؟كيف ندرس؟ ولا ينفصل مفهوم الفشل الدراسي عن مقابلة النجاح الدراسي.(لااقصد هناان افصل بين المفهومين,فهما وجهان لعملة واحدة.فكل ما هو فشل دراسي يحقق وضعية قابلة للعلاج انطلاقا من اصلاح شامل للمنظومة التربوية غير اصلاحها من الوجهة الاقتصادية والسياسية). اما كل ما هو تعثر ,تاخر تخلف. او لا تكيف دراسي فهي وضعيات قابلة للتدخل بشكل فوري داخل الوسط المدرسي .اما فيما يتعلق بمفهوم النجاح المدرسي فهو يعكس الوضعية المريحة للنسق التربوي والمؤسسة الاجتماعية التي تحقق اهدافها في ظل النظام الثقافي السائد. هذا عن تعريف الفشل الدراسي فماذا عن اسبابه وتجلياته في واقعنا التربوي التعليمي؟ اسباب الفشل الدراسي ان المتتبع لواقع التعليم بالمغرب لا يملك الا ان يشعر بالخحل والحيرة والحذر نظرا للازمة الخانقة التي يعانيها تعليمنا المغربي بما يطبعه من ضعف وخيبة اثر الاختلالات المتعددة وعلى جميع المستويات والاصعدة في الوقت الذي ينشد فيه تحقيق الجودة في ظل نظام تربوي يفتقر الى ابسط المتطلبات مما جعله ينعث بانه تعليم فاشل فما مرجع هذا الفشل وما اسبابه؟ لا احد منا يجهل مرجع هذا الفشل او اسبابه لذلك ساقتصر على ذكر البعض منها وعلى سبيل المثال لا الحصر= _اختلالات في السياسة التربوية العامة حيث تهتم بالجوانب المادية في شخصية الانسان على حساب الجانب الروحي مما اثر سلبا على المنتوج التعليمي ,فهناك ركنان اساسيان يحددان وظيفة الانسان في التنمية البشرية بكل تجلياتهما القوة الجسدية والمعرفة المهارية, ثم الاما نة التي هي رمز الاستقامة والقيم المثلى لديننا الاسلامي الحنيف وينبغي ان يكون هذان الركنان معيارا لجودة النموذج التعليمي . _اسباب تتعلق بمستوى الحياة المدرسية حيث قساوة الظروف التي تحيط بالمتعلمين, فالبنيات المدرسية متاكلة, والصفوف مزدحمة والوسائل التعليمية رذيلة, ان لم تكن منعدمة,والمناهج التعليمية بعيدة كل البعد عن واقع المتعلمين وقدراتهم, شيوع الكثير من الظواهر السلبية في صفوف التلاميذ كتفشي ظاهرة التدخين,(والشيشا),التعاطي للمخدرات,ظاهرة العنف بكل اشكاله,ظاهرة الغش في الامتحان ظاهرة الغياب,ظاهرة التسرب,ظاهرة الهدر المدرسي وما ينتج عنه ثم ظاهرة الاختلاط.,فعن اية حياة مدرسية نتحدث في ظل هذا الواقع التعليمي المتازم؟؟؟؟؟؟؟ _اختلالات على مستوى مراجعة البرامج والمناهج والكتب المدرسية فحدث ولا حرج....... _اسباب تتعلق بمستوى تدريس اللغات هل يتوفر تلاميذنا خاصة بالمرحلة الابتدائية والمرحلة الاعدادية على مناعة ذاتية كافية للتعامل مع اللغات الاجنبية ببصيرة وحسن استفادة من غير ذوبان؟ _اسباب تعود الى مستوى تكوين المدرسين وتحفيزهم؟واركز هنا وبشدة على غياب تكوين مستمر ينسجم مع الحاجيات الانية والمستقبلية لجميع فئات التعليم وهذا مؤشر واضح على فشل سياسة الاصلاح الاول التي كانت تنادي بها وزارة التربية الوطنية "اذ لا جودة بدون كفايات ولاكفايات بدون تكوين بيداغوجي". _اسباب تتعلق بتدبيرالشان التربوي واشير هنا بصفة خاصة الى التعثر الذي تعرفه مجالس التدبير على صعيد المؤسسات التعليمية. _اسباب تتمثل على مستوى التقويم,غياب تقويم موضوعي وفعال سواء لانجازات المتعلمين او للبرامج والمؤسسات التعليمية والعاملين بها وعدم تطبيق ما نص عليه الميثاق الوطني في شان الامتحانات,انتقال المتعلمين بمعدلات ضعيفة جدا عملا بتوجيهات الخريطة المدرسية التي تحدد مسبقا نسبا للنجاح ,الامر الذي ادى الى تدني مستوى المتعلمين وتفاقم ازمة التعليم.وهنا افتح قوسا لاسال كل السادة المؤطرين كيف يمكن للاستاذ ان يتعامل مع تلميذ يعرف مسبقا انه لن يكرر؟وكيف يمكننا ان نقيم مجهود الاستاذ مهما فعل او اجتهد؟ وما دور المراقبة التربوية حينئذ؟ _اسباب تتعلق بالمنظومة التربوية التي لم ترق بعد الى مستوى الانتظارات. _اسباب تتعلق بالتوجيه ,حيث يسجل غياب نظام للتوجيه ينسجم مع الرؤية الشاملة لمعنى الحياة المدرسية المرتبطة بنجاح التلاميذ في حياتهم المدرسية,ولاهداف التنمية الاقتصادية للبلاد.ولعل هذه الاسباب وغيرها كثير تكشف عن واقع تعليمي اقرب الى السوداوية لكن ورغم كل ذلك فان استشراف المستقبل ملئ بالطموح والامل,مغمر بالجد والعمل,عازم على محو اي فشل على اساس ان ينطلق المسؤولون في اصلاح واقعنا التعليمي من مرجعية واقعنا المغربي اي واقع هذه الامة التى تنشدتحقيق تعليم يستجيب لحاجاتها الروحية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية , وتلك هي اللبنات الاولى لتحقيق المشروع المجتمعي الشامل. وحتى نقترب اكثر فاكثر من واقعنا التعليمي لا بد من الاشارة كذلك الى الاطراف المشاركة في العمل التربوي قصد تحديد مهامها والقيام بمسؤولياتها على اكمل وجه وافضل شكل كحل ناجع _لامحالة_ لهذه المعصلة. الاطراف المشاركة في العمل التربوي _1_المدرسة لقد اصبحت المدرسة ونظامها موضوع انتقادات كثيرة وصلت الى درجة انها تعلمهم وتكسبهم _التلاميذ_ اشياء وموضوعات لا وجود لها في واقعهم الاجتماعي (الطفل القروي على سبيل المثال) وهذا ما يزيد نسبة النفور من المدرسة وما يعلل النسبة الجد مرتفعة للهدر المدرسي لذلك ولغيره اصبح التلاميذ يبحثون عن المعارف والمعلومات في منابع جديدة تجمع بين الترفيه والافادة.,لذلك اضحى من اولى الاولويات ان ترقى المدرسةالمغربية بتعليمنا الى مستوى متميز من التربية والتعليم,حيث يهتم بتطور الشخصية في شموليتها.واذا كنا فعلا عازمين على تاسيس مدرسة الاحترام بمبالغ خيالية فعلينا قبل ذلك ان نعمل على تاسيس مجتمع يحترم المدرسة ويقدرها ويؤمن بوظائفها لان المشكل ليس مشكل مادة بقدر ما هو مشكل ثقة وايمان وعمل وتربية واخلاق والتزام. _2_المدرس لاجدال ان المدرس هو قائد العملية التعليمية بامتياز هذا ما يحثم عليه معرفة كيفية توصيل وتبليغ الرسالة التربوية بشكل يراعي فيه شخصية المستقبل وكذا مدى رد فعل هذا الاخير اتجاهها لانه امام انسان وليس امام الة كما هو الشان في باقي القطاعات الاخرى فهل دور المدرس في العمل التربوي محدد ام انه حسب الموقف؟وهل يمكن فعلا وضع خطة مسبقة نحدد فيها ما يجب على المدرس القيام به داخل الفصل؟ام ان المدرس عليه التسلح بكل الوسائل وعلينا ان ننظر اليه كرجل حرب وبالتالي عليه ان يتوقع كل الاحتمالات الممكنة في الميدان؟ في الواقع كلما امعنا النظر في دور المدرس الا ووجدناه فعلا جد صعب لكونه يتقمص بدل الشخصية الواحدة شخصيات عدة ان يكون منشطا,فكاهيا, مربيا,معلما,قائدا,رساما,خطاطا,ابا,اواما,موجها,قاضيا,مرشدا,اخا,رياضيا,محللا.....الخ بمعنى اوضح ان يكون القدوة او المثل الاعلى او كل ما نريد من ابنائنا وكل ما نطمح ان يكون مستقبلا لاطفالنا لانه هو النموذج الامثل للتلميذ والصورة الاكمل والافضل له ,انه يمكنه التاثير على الطفل التلميذ اكثر من تاثير ابويه عليه فكيف لنا بالتالي اصلاح التعليم دون النظر الى هذا الرجل القائد الذي هو كل شئ في حقيقة الامر باالنسبة للتعليم؟ فلا اصلاح دون اصلاح وضعية المدرس النفسيةوالاجتماعية والمادية والاقتصادية والمعرفية هذا في الوقت الذي نجد وضعية مدرسينا اليوم في تدهور مستمر من السئ الى الاسوء,فقد اصبح ينعث بكل النعوت السلبية لكن الا يكفي هذا ام ان الامر مقصود فعلا من جهة ام من اخرى؟"ان الوضعية السوسيولوجية للمدرس اليوم وبدون اي بحث ميداني قد اصبح يطبعها الياس والنفور التام لما يتعرض اليه من مضايقات في الوقت الذي نريده ان يصلح المجتمع ونحقق به التنمية".هذا الامر اثر بشكل كبير على مردوديته وعلى مهمته وبالتالي على العمل التربوي بشكل عام.ولا يمكن الحديث عن ازمة التعليم المستعصية دون النظر الى الوضعيةالسوسيوتربوية لقائد العملية التعليميةوالذي يعاني هو ايضا من مشاكل داخل المدرسة سواء تعلق الامر بكثرة المواد المنوطة اليه او تصرفات التلاميذ او تصرفات بعض المديرين بسبب التفاوت الفكري والعقلي للاجيال او بسبب المحسوبية التي قد ينهجها مع بعض المدرسين مما يخلق جوا متوثرا في العمل,بالاضافة الى سياسة التقشف التي تواجهها الدولة اتجاه التعليم ففي بعض الحالات يعسر التوفر حتى على الطباشير في بعض المدارس في الوقت الذي كان عليها ان توفر له ارقى الوسائل التكنولوجية من كومبيوتر وانترنيت او على الاقل الاجهزة السمعية البصرية كوسيلة تعليمية تربوية لتحقيق الجودة المسطرة والمنصوص عليها في الميثاق الوطني .هذا مع حاجة المدرس الماسة والمسترسلة للتكوين المستمر ليلبي جل حاجات التلاميذ التربوية التعليمية والمعرفية بشكل علميممنهج وهادف. الا ان ما قلناه لا يشفع للمدرس باي حال من الاحوال تراجع او تدني مردودية رجل التعليم فهو دائما يطالب بان يغير من اساليبه ويتاقلم مع التغييرات الجديدة التي تفرض عليه التسلح بالعلم والمعرفة الضروريين,وان يعمل بحب ورغبة,بجد وحزم بوعي وضمير وبمسؤولية للنجاح في مهمته لانها لا تقتصر على استيعاب وفهم المادة الدراسية والعلمية واعطائها او تمريرها للمتعلم وحسب, وانما ايضا عليه ان ياخذ بعين الاعتبار ذاتية الطفل وفرديته ونوع الجماعة التي يعيش فيها ويطلع بكيفية عميقة على مراحل نضجه ونموه الحركي والحسي والعقلي لتحسين العملية التعلمية والارتقاء بها الى الاهداف المنشودة والمسطرة من المجتمع.فمن اهم سمات المدرس الناجح التواصل الافقي مع تلاميذه, وقدرته على التعامل مع المتعلمين متعددي الثقافات والاجناس والميولات كما انه لا تتحقق المردودية الايجابية الا اذا توفرت للمدرس مجموعة من الخبرات والكفاءات فيما له علاقة بالمجال التربوي من علوم انسانية واجتماعية واطلاعه على التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الوطنية والدولية وعلى كل جديد ومستجد في العلم والمعرفة وان يكون ملما بثقنيات القيادة ومبادئها بمعنى ان يصبح المدرس كموسوعة شاملة تلبي جميع حاجات التلميذ بالاضافة الى تفوقه واثقانه لمجال تخصصه وطرق التدريس المناسبة.انه امر جد صعب _اكيد_ ولكنه ليس بالمستحيل. وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا _ 3_ وسائل الاعلام لا يختلف اثنان عن مدى التاثير الكبيرالذي تشكله وسائل الاعلام في سير العملية التعليمية وانعكاسات هذا الوضع على التعلم المدرسي في شكله التقليدي الذي يعتمد على السبورة والكتاب المدرسي واجتهادات الاستاذ في الشرح والتبليغ فرغم المحاولة الجادة لربط النظام التعليمي بالتغيرات الاجتماعية والتنمية الاقتصاديةفانها لم تمس الحوهر بل اقتصرت على تحديد الاهداف دون اعارة اي اهتمام لتطوير الوسائل التعليمية المزعومة والمذكورة والمسطرة فبالاحرى بتطوير المهارات والكفايات وهذا ما جعل الاطفال يهتمون بل ويتشغلون بوسائل اعلام مغرية تخاطبهم مباشرة في نفس الوقت تخاطب نفسيتهم وخيالهم بالصورة والحركة واللون والايقاع فيدركها في كليتها دون بذل جهد كالجهد الذي يطلب منه داخل الفصل الدراسي وهذا ما فد يقتل فيهم حب التفكير والتامل والتدبر ونشوة البحث والاستطلاع والمعرفة والرغبة في التحليل والتركيب والمناقشة والنقد والاستنتاج فيكتفي بالاستهلاك السلبي للصورة دون ان يناقش او ينتقد او يحلل ليستنتج ولعل هذا الامر قد يجعل التلميذ يعاني من ازمة تتمثل في ازمة المقارنة بين ما يعيشه هنا والان وبين ما يصله عن طريق وسائل الاعلام عن الدو ل الغربية وما يراه في حيه او مدينته وفي مدرسته مماقد يجعله ينغمس في الحلم بالهجرة الى العالم الاخر بعد مغادرته المدرسة او ربما اللجوء الى المخدرات او غير ذلك من السلوكات المنبودة وهنا تبرز اهمية التكامل والتعاون بين وسائل الاعلام والمدرسة لتجاوز سلبيت كل منهما .ثم لماذا لا تستغل وسائل الاعلام المغربية لتعطي صورة مشرفة ومشرقة عن المغرب وعن تاريخه وامجاده وعن اصالته وعن ثقافته وعن حضارته قصد الحفاظ على هوية الشاب المغربي وخصوصيته وقيمه؟ 4_الاسرة اذا ما انتقلنا الى الاسرة نجد انها تحمل كل المسؤولية للمدرس او للمدرسة اليست هي ايضا المسؤول على تلقين الطفل مبادئه الاولية وقيمه البانية والمؤسسة لشخصيته,وكذا المسؤول الاول عن مراقبة الطفل, ومدى تاثره بمحيطه وبالبنيات الاخرى المختلفة الجغرافية والاجتماعية والبيئية الحضرية؟ اليست الاسرة هي الخلية الاولى اذن حيث يتلقى مبادئه قبل ان ينتقل الى المؤسسة الاجتماعية والتي هي المدرسة؟ولماذا غياب تضافر جهود كل من الاسرة والمدرسة من اجل مساعدة الطفل التلميذ على التكيف مع الظروف الجديدة.فهي لا محالة طرف جد مهم بل والمساهم الاقرب والافضل والاوفر حظا لنجاعة ونجاح العمل التربوي في حالة الاهتمام والاقتراب منه شكلا ومضمونا وعدم اهماله او تركه للشارع. _5_الشارع لا غرو ان الشارع ايضا هو جانب مساهم في هذه المهمة وله تاثير كبير وربما خطير على شخصية الطفل من جميع النواحي خصوصا الناحية التربوية ففي الشارع يمكن للطفل الاتصال با طفال اخرين وبين هؤلاء اختلافات كبيرة وكثيرة سلبا او ايجابا اذ يعتبر الشارع هو ايضا مؤسسة اجتماعية له دوره في العملية التربوية وهذه دون ادنى شك مسؤولية على عاتق الاسرة؟ نستنتج اذن ان هناك علاقة جدلية بين الاسرةوالمدرسة من حيث الدور والمسؤولية المشتركتين فلا غنى لاي منهما عن الاخرى كمساهمين في التنشئة الاجتماعيةللطفل وعلى هذا الاساس فعلاقة الاسرة بالمدرسة لا يجب ان تبقى علاقة سطحية بل يجب ان تكون علاقة شاملة تنبني على انهما شريكان في عملية الانتاج وفي التوزيع وفي الراسمال وبالتالي شريكان في الربح وفي الخسارة في حالة حدوثها ولا يمكن للمدرسة باي حال من الاحوال ان تستثمر في عملها التربوي ما لم يتعاون الاباء معها عن طريق امدادها بكل المعلومات المميزة للطفل ولحاجاته.وتلك اسمى غايات التربية والتواصل. فكل اصلاح تربوي اذن واجب عليه ان ينطلق من هذين المؤسستين الاجتماعيتين وبشكل مواز للتطور والتغيير الذي يقع على المجتمع ولكونهما من سيضمن لنا تنمية بشرية مستدامة . فكلنا اذن نحمل هذه الرسالة المقدسة والنبيلة , وكلنا نتقاسم مسؤولية الاهتمام بها ورعايتها والمحافظة عليها وكذا الاخلاص في تاديتها او تبليغها بالشكل الناجع النافع فكلنا اذن مسؤول , وكلنا راع وكل راع مسؤول عن رعيته "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "صدق الله العظيم

عدد التعليقات (4 تعليق)

1

اسمي

ملحوظة

أختي كتبت : يقول عز وجل "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم " و لعله سبق قلم . و الصواب أكرمك الله : قال الحق -تبارك وتعالى- في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]

2016/05/22 - 06:56
2

soumia

ماذا عسانا نقول

يا أستاذتي فأنا أكمن لك كل الاحترام و التقدير. لكن من له عزيمة وهدف يهدف إليه لابد من أنه سينجح و يتفوق في الحاضر و المستقبل.

2016/05/24 - 05:49
3

كنزة محرر

شكرا

هذا موضوع جميل رغم أنني لم أقرأه حتى لفت انتباهي العنوان فأنت تعرفينني يا أستاذة متهورة قليلا

2016/05/26 - 09:33
4

كنزة محرر

ان المسار الدراسي في المغرب مجهول المصير، عبارة عن تسائلات عدة غالبا ما يكون جوابها محبط ان لم نجد لها جوابا.

2016/05/26 - 09:47
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة