كيف تظن بالأبناء خيرا إذا نشأوا بحضن السافلات

كيف تظن بالأبناء خيرا إذا نشأوا بحضن السافلات


نصرة أوحيدة

لم يعد من الصعب على المرء كسب المال الوفير و انتشار صيته بين الناس,لأننا بكل بساطة نعيش زمنا كثرت فيه المنكرات بأشكالها, و رخصت فيه المبادئ و مكارم الأخلاق. فطلب العلم ,لم يعد بافتراش المدر و استناد الحجر و إدمان السهر بل أضحى علما يهم ذوي الأصوات الجميلة و الوجوه المغرية و الأجسام العارية, نعم, فالجمال اليوم, سلعة رخيصة بين أياد لا يهمها سوى المداخيل النفعية و دس سموم بين أوساط المجتمعات العربية الإسلامية, نظرا, لأن أغلبيتهم دول متخلفة ,تكثر فيها نسب الأمية و الجهل. هذا ما يدفعنا لأن نلوم الإعلام المرئي خاصة لما يقوم به من ترويج للدعارة بطريقة غير مباشرة لا يشعر بها المتلقي العادي الذي ألف متابعة المسلسلات المكسيكية و التركية صباح مساء . هذا الإعلام الذي يروج شبابنا العربي كسلعة تجعل منه آلة يسهل التحكم فيها و توجيهها كيفما شاء , فقد ولد برامجا تنذر بوباء فتاك يقتل كل المبادئ الجميلة و كل أشكال الاحترام , فكيف لا , و نسبة المظاهر الاجتماعية الخطيرة تتفشى يوما بعد يوم ؟

فكيف يرغبون بمجتمع خال من التحرش و الاغتصاب و الفساد و هم يدسونه عبر ستار أكاديمي و استوديو دوزيم و أراب أيدول و غيرهم من البرامج الترفيهية الغنائية ؟

و لكن الغريب في الأمر, هو سذاجة بعض الشباب و إقبالهم الكثيف على المشاركة في مثل هذه البرامج ذات الأهداف التطميسية , فلو طلب منهم المشاركة في الانتخابات لتقرير مصير وطنهم ,فمن المؤكد أن الرد سيكون سلبيا و سنصطدم بواقع مرير و هو ظاهرة العزوف السياسي , بل و الأكثر من هذا,لو طلب من المصوتين عبر الهواتف بالتبرع بثمن الرسالة لإنقاذ محتاج ,فمن المؤكد أن النسبة ستكون خجولة مقارنة مع الأصوات لمتبار في برنامج غنائي . هذا يوصلنا إلى الحقيقة المرة ,أن هناك خلل و انحلال خطيران ينخران البنية المجتمعية بطريقة تجعلنا نتساءل ما جدوى التعليم؟ و ما نفعية مادتي التربية الوطنية و الإسلامية في المناهج الدراسية؟ فالمغاربة أكثر الشعوب تنكرا لثقافتهم و لغتهم , تجدهم يتقنون اللهجات المصرية و اللبنانية و الخليجية بأشكالها و قريبا جدا سيتقنون التركية , يتكلمون بطلاقة بداية من الفنادق التي تقام فيها مسابقات القبول و نهاية بصعودهم على المسرح و إهانتهم و احتقارهم كما جرت العادة و عودتهم إلى المغرب منكسي الرؤوس .

فأين دور الآباء؟ و اين دورك يا إعلام المصالح و الأموال ؟ فليس من الغريب أن تتجسد ملامح البطولة و الإنجازات العظيمة في عيون الشباب وأباؤهم يبعثون كل الرضى إليهم و يدعون لهم بالتوفيق في مسيرتهم الفنية و يقرون بافتخارهم الشديد بالإبنة التي ارتدت فستانا يبين مفاتنها أو الابن الذي يضع أحمر الشفاه على شفتيه ,لأنهم بذلك سيخرجونهم من غياهب الفقر إلى أنوار الثراء ,و لكن ما لا يعرفونه هؤلاء النيام ,هو أن تراجييديا مؤلمة في انتظارهم عند خط النهاية .

صدق معروف الرصافي عندما قال :

هي الأخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمات

فكيف تظن بالأبناء خيرا إذا نشأوا بحضن السافلات

 

عدد التعليقات (9 تعليق)

1

لا للعنصرية

شكرا اختي الكريمة على هذه المعلومات القيمة،لكن تتحدثين عن العرب ،من هم العرب،المغرب يتكون من العرب والأمازيغ،فأنت أقصيت كل هؤلاء الأمازيغ ،ولكن خطابكم انا يستجاب لكم

2012/03/31 - 08:15
2

عبد العالي

إن امتلاك إلا نسان للعقل والسمع والبصر هي معجزه من المعجزات التي تتجلى فيها عظمه الخالق وقدرته على الصنع إوالابداع إلا لهي في هذا الكائن. ..الذي ابدع سبحانه وتعالى في خلقه . فهل لنا إن نكون قادرين على استغلال هذه النعم وجعلها مصدر تلقي للخير واساسا للتربيه الهادفه .؟ بعد إن اصبحت وسائل الاعلام شيء مهم في حياتنا اليوميه ودخوله بشكل كبير في حياه الاسره والمجتمع. فقد اصبحت كلها وسائل تعمل على توجيه فكر إلا نسان واثارته . فهنا نطرح سؤالا مهما . ماهو دور وسائل إلا علام في التربيه , وكيف يكون تاثيرها على الاسره والمجتمع ؟ وللاطلاع على هذا الدور المهم للاعلام اجرينا حزمه من اللقاءات واستمعنا إلى عدة اراء مختلفه . قيس محمود مدرس قال :إن للاعلام دور كبير في حياة الاسره وخصوصا التلفزيون والا انترنيت فهما وسيلتين خطره جدا لانستطيع السيطره عليهما لدخولهم في حياة ابناءنا بشكل كبير جدا ومؤثر إلى حد يصل إلى مصادرة دور الابوين في التربيه الان مايتلقاه الابناء من التلفاز والا انترنيت اكثر مما يتلقاه من الابوين ..فلابد من متابعة ابنائنا ومراقبه مايعرض قبل السماح لهم بالمشاهده . إلا ن مايعرض من افلام وغيرها قد تتنافى مع اخلاقنا وقيمنا وتكون بالتالي مؤثره على سلو كيات ابناءنا . قاسم رسن موظف يقول :إن مسؤولية ألدوله والمؤسسات التي توجه إلجهاز الاعلامي إن تجعله اداة للإصلاح والتربيه الصحيحة. ولكن نرى مايواجهه إلا طفال والناشئين والمراهقين هو عكس مانصبوا اليه وعكس قيم التربيه .الان مايعرض من افلام منافيه للاخلاق قد تعكس على سلوك المراهق وتجعله عرضه للخطر .فلابد من المراقبه والمتابعه من إلا هل والجهات المختصه في إلا علام لمايعرض ويشاهد. تجنبا من انعكاس السلوكيات الغير مرغوب فيها على إلا بناءنا واطفالنا . فيما اشارات رشا كاظم موظفه في دائرة العقاري بالقول :إن وسائل إلا علام هي من اخطر الو سائل التى تواجهها الاسره فان لم نكن على رقابه ومتابعه دائما لا اولا دنا . فاننا بهذا نساعد على فساد اخلاقهم . لان معظم الشباب والمراهقين يجلسون امام شاشات التلفاز والا انترنيت حتى الصباح وقد يدمنون إلا نترنيت بحيث إلا يستطيع إن يفارقه فانا لدي ولدين الاول عمره 16 سنه والثانى 18الا ول يشاهد افلام روتانا سينما وبشغف كبير والاخر يسهر حتى الصباح على إلا نترنيت ورغم متابعتى لهم ومحاولاتى لمنعهم لكن دون جدوي .برغم من معرفتتى لا اخلاق اولادي وتربيتهم من خلال متابعتى لهم لكنى اكون قلقه جدا بشانهم . اما ام رنا الموضفه في وزارة التربيه تقول :إن وسائل إلا علام لها إلا ثر الكبير في التربيه وحياة الاسره وليس على الشباب الذكور فقط بل على الفتيات ايضا فهناك تاثير سلبي جدا من خلال ماتتاثر به الفتاة المراهقه وغيرها من الشابات فهن يحاولن تقليد الممثلات وغيرهن . فنجد كلا منهن قد تعايشت مع شخصيه قد عرضت في مسلسل مدبلج او فلم وبدات تعيش قصه حب جنونيه لهذا الممثل وخصوصا إلمسلسلات المدبلجه المنافيه للاخلاق لمايعرض فيها من لقطات غير لا ئقه بالمجتمع والاسره العراقيه وهذا من اخطر إلا مور التي تعيشها الفتاة من خلال إلا ندماج مع الشخصيه وتثيرها على نفسيتها ,بل إن هناك حالات قد وصلت إلى الطلاق من اثر هذه المسلسلات وخصوصا مسلسل مهند ونور والعشق الممنوع , وغيرها الكثير من المسلسلات التركيه التي إلا تحمل إي طابع للدين إلا سلامي والمنافي للااخلاق فلابد من المتابعه من الجهات المسؤوله قبل بث مثل هذه الاشياء . ابو عمار مواطن يقول : ان لو سائل إلا علام إلاثر الكبير في حياة الاسره اواخطرها التلفاز والا انترنيت فهناك الكثير من إلا طفال الذين يتابعون مايعرض من افلام ومسلسلات يملؤها العنف والجريمه وبدون رقابه من إلا هل. وهذه تؤثر على نفسية الطفل والمراهق ويحاول إن يتقمص هذه الشخصيه ويقلدها . وقد حدث قبل ايام إن احد إلا طفال يبلغ من العمر سبع سنوات من منطقه حي إلا مين شرقي بغداد قد شنق نفسه متاثر بمسلسل كان يتابعه في التلفاز وحاول تقليد الممثل وبالتالي قد فقده حياته .إن خطورة مايبثه إلا علام وعدم رقابه إلا هل وخصوصا للمراهقين ايضا فيها خطوره على سلوكياتهم واخلاقياتهم وبذ ات افلام إلا نترنيت الابا حيه والاغانى وتصويرالكليبات الفاضحه. فاديه محمد معلمه رياض اطفال تقول :إن إلا علام هو الو سيله الوحيده التي تستطيع اختراق كل الحواجز والدخول إلى بيوتنا دون استاذان .فهنا تقع المسؤولية على المربي إلا ول في البيت وهو إلا ب والام ومن اهم هذه المسؤوليات هي المتابعه المستمره للاولا د وعدم اهمالهم واعطائهم فرصه للاختلاء مع شاشات التلفاز والا نترنيت دون رقيب وليس فقط هذين الوسليتين من إلا علام بل هناك وسائل كثيره تستطيع إن تكون باب خطر على إلا بناء .ولكن حسن المتابعه من قبل إلا هل و الرقابه من قبل الجهات المسؤوله بالا علام سوف تحد من خطر انتشارهذه المرض الخطير الذي ينخر جسم المجتمع فلابد من استئصاله .والتخلص منه .. ولكي يصون الاباء ابناءهم ويدلهم على التربيه وفق اصولها ووفق ماتبتغيه إلا سره .التى تعتبر النواة الاولى للمجتمع الانسانى .فا لنظام العائلي في الاسرة العراقيه . متماسك وقوى نتيجه عوامل ثقافيه موروثه . فلاب يمثل السلطه العليا والام هي الو عاء والابناء هم النواة في هذه ألدوله الصغيره...فالسلطه المنزليه لها الحق في النقد والتعليق والتوجيه والامر والنهي ...لقد كانت وظيفه الاسره تشكيل الشخصيه الحقيقيه للتراث إلا جتماعي من جيل إلى جيل . ومن هذا المنطلق ...على الاسره تقع مسؤولية توجيه الابناء بمشاهدة مايعرضه التلفا ز وكل وسائل إلا علام المذكوره انفا..كما وانهم مسؤولون عن اختيار الكتاب والمجله والصحيفه التي يطلع عليها االابناء الناشئون.. وبهذا نكون قد نسقنا بين إلا علام التربوي وبين التربيه واهدافها في حياة الفرد والمجتمع لتتم مسيره الحياة.

2012/04/01 - 02:05
3

محمد

بسم الله الرحمن الرحيم اخى صاحب التعليق رقم واحد ان الدعاية المغلوطة الان بتقسيم المغاربة الى عرب وبربرهى محاولة يائسة للشيطان ومن غواهم لزرع الفرقة بين الاخوة والابتعاد عن المحبة التى امرنا الله بهاومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الاخرة من الخاسرين.كما اشكر صاحبة المقال ونرجو من العلى القدير ان يهدينا جميعا الى الطريق المستقيم

2012/04/01 - 08:00
4

نعيمة

اذا فاجاك اهتمام الناس الكبير بدنيا باطمة او ربما صدمك فهي تستحق وكانت ستجد المساندة حتى لو لم تكن مغربية لان صوتها اخرج الناس من فتنة قناة الجزيرة واقلام تحب ان تكتب في الاتجاه المعاكس مثلك تماما علها تجد بعد الصدى والاهتمام ..دروس التربية الوطنية والاسلامية لا تمنع الاستمتاع بالفن الراقي،و..ودنيا لم تعد منكسة الراس بل مرفوعة الراس وخطابك يشبه خطاب المدعو النهاري..الله يعفو

2012/04/01 - 09:16
5

Abdelaziz

مقال رائع وموفق. بارك الله فيك

2012/04/02 - 04:14
6

hatim

ma9al raaaa2i3.laki kol chokr ya okhti

2012/04/02 - 04:24
7

Hicham Ababou

ma9al jamil yu3abbir 3an wa9i3ina wa yajlidu datana fel najlid hadihi addat 7atta yansalikh jildaha 3asana an tanbuta lana ukhra na3tani biha 7atta la nata\'alam bi jaldiha

2012/04/02 - 09:38
8

abdou

سلام أختي أعجبني كثيرا مقالك انا أوافقك في كل ما أشرت إليه

2012/04/02 - 09:59
9

مغربية

أختي نصرة، إن المقال جميل، كل ما جاء فيه هو واقع نعيشه وسبات لا نعرف متى نستيقظ منه، لكن عنوان المقال كان قاسياوخصوصا مصطلح السافلات فحبدا لو وضعت عنوانا يكون أكثر ملاءمة.

2012/04/02 - 11:51
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات