هل تتذكر أول نجاح لك ؟

هل تتذكر أول نجاح لك ؟

أميمة مشماشي

 

إن المجازفة الحقيقية هي أن تخرج بعد معركتك مع الحياة سالما , دون أن تكون منهزما أو منتصرا يكفي أن هنالك فرصة للبدء من جديد و تغيير بوصلة أفكارنا . فالفشل و الهزيمة أيضا نجاح لأنه يمكننا من معرفة ما يعيق نجاحاتنا و من ثم التخلص منها و اكتشاف أنفسنا بنقاط ضعفها و قوتها .                          

هكذا وقع هذا السؤال عليّ كتفاحة نيوتن و رميت به في وجه كلما قابلت شخصا: هل تتذكر أول نجاح لك ؟

كانت الأجوبة كثيرة و لكل جواب حكاية مع صاحبه أخبرتني صديقتي أن حصولها على رخصة السياقة بعد جهد طويل هو النجاح بعينه و أنها بكت فرحا بعد الوصول إليه . و من الأجوبة التي لامستني اعتبار أحد الأصدقاء النجاح هو الطفل الذي سيرزق به بعد شهور و أنه لأجله سيكون إنسانا جيدا . و رأى أحدهم أن سفره لأول مرة دون والديه كان نجاحا و آخر جواب حصلت عليه قبل أن أشرع في الكتابة من صديق رأى النجاح هو إقامته مع والديه لحد الآن .

هذه الإجابات كانت كفيلة بأن تحدد النجاح بعيدا عن اعتباره حصولك على نقطة مرتفعة في الرياضيات أو نجاحك في فصل دراسي و انتقالك لآخر. فالنجاح الحقيقي هو اكتشاف أن الحياة أكبر من أن تكون مجرد تجربة ظلت عالقة في ذاكرتنا, هي أكبر من تجربة عمل ناجحة أو صداقة قوية أو حب حقيقي . 

يقول الفيلسوف ليمان أبوت : الحياة هي مسيرة من البراءة خلال التجارب إما إلى الفضيلة أو الرذيلة .

لذلك فالنجاح هو مجموعة من التجارب التي وجب علينا خوضها لنتذوق فيها الفرحة و العلقم, لنعتاد الأمل و الانكسار, لنبدأ صغارا و نكبر بخبرات اكتسبناها و شكلت شخصيتنا. النجاح هو خبرة الحياة هو خبرتك في التفريق بين نجاحاتك و أشباهها. 

و على سيرة أشباه النجاح, لعلكم تتساءلون عن غيابها منذ البداية بين كل هذه الأسطر معتبرين أنها نجاح محض. الباكلوريا التي يرى كم كبير منا أن الحصول عليها بمثابة حصول على الحياة أما عدم استحقاقها يعد فشلا دريعا على صاحبه الانتحار . أخبرني أحدهم أن الدنيا كانت تسود في عينيه كلما وجد اسمه على قائمة الراسبين طيلة ثلاث سنوات و حصوله أخيرا على تلك الشهادة هو أهم و أعظم نجاح في حياته دون أن يدرك هو و غيره أن استصعاب الأمور هو أول خطوة لتصعب فعلا و أن الباكلوريا هي أسهل ما سنمر به , فهي و غيرها من الامتحانات مجرد مراحل يجب اجتيازها .                                            

فالفشل ليس عدم تحقيق ما نسعى إليه , فربما ما نسعى إليه ليس الأفضل لنا بل هو فرصة للنجاح لنحاول بعزيمة أقوى . و تختلف النجاحات باختلاف فرحتنا بها و اصرارنا عليها و أحيانا بتجاهل كل ما سبقها من إنجازات باعتبارها أول نجاح 

عدد التعليقات (1 تعليق)

1

نورالدين

الفشل بداية النجاح

العديد منا يهمل هذه النقطة و هي ان الفشل هو بداية النجاح فكل تجربة فاشلة هي متاع لنا نستعد به لنيل النجاح فلا يهم عدد المرات التي نفشل بها لكن ماذا تستفيد من فشلك و هل اهذت منه ما تحتمي به في مستقبلك ام انك جعلته مجرد حسر و ندامة فخير مقولة و التي استعملها في حياتي اليومية و هي قوله تعالى " لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا ءَاتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ "

2016/06/17 - 11:05
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة